حسين الوادعي: رهان باسكال، رهان الملحد أم… الرهان العلماني؟ - Marayana - مرايانا
×
×

حسين الوادعي: رهان باسكال، رهان الملحد أم… الرهان العلماني؟

من بين ثمان سيناريوهات في الدولة الدينية، فأنت خاسر في سبع حالات.
من بين الخيارات المطروحة ضمن الدولة العلمانية، أنت تكسب في أغلب الحالات مع أنك ستخسر حرياتك السياسية في حال كانت الدولة العلمانية ديكتاتورية.
وأظن أن هذا الخيار كاف لإثارة النقاشات حول المكاسب والخسائر بين العيش في هذا الأنواع من الدول…

واختياري، لو كان لي قوة الاختيار، هو العيش في دولة مدنية ديمقراطية أو النضال من أجل إيجاد هذه الدولة.

انشغل الجدال الفلسفي بِرهانين فلسفيين شهيرين: الأول هو رهان باسكال الذي يقول إن الايمان بالله هو الاختيار الأضمن حتى لو لم يكن الله موجودا؛ يقابله رهان الملحد الذي يقول إن التمسك بحياة أخلاقية دون الإيمان بالله هو الاختيار الأفضل لأنه يضمن لك الدخول إلى الجنة إذا كان الله موجودا، والسعادة في الحياة الدنيا إذا لم يكن موجودا.

يطرح رهان باسكال على النحو التالي:

قد يكون الله موجود وقد لا يكون. ولكن إلى أي جانب نميل؟ لا يمكن للعقل أن يقرر ذلك.

إن كان الله موجودا، فالمؤمن يفوز والملحد يخسر.

وإن كان الله غير موجود، فالمؤمن لا يخسر والملحد لا يخسر.

النتيجة: المؤمن بالله لا يخسر في أي حال، والملحد يخسر في حالة وجود الله.

لكن رهان باسكال تعرض لعدد من الانتقادات، أهمها أن الايمان لا يجب أن يبنى على الحسابات النفعية للربح والخسارة. كما أن تعدد الأديان (حوالي 6000 دين) يجعل نسبة التعرف على الدين الصحيح والإله الصحيح نسبة ضئيلة للغاية.

في المقابل، ظهر رهان الملحد الذي يطرح الاحتمالات التالية:

قد تعيش حياة طيبة وتؤمن بإله، ويوجد إله خَيِّر، وفي هذه الحالة تذهب إلى الجنة: مكاسبك غير محدودة.

قد تعيش حياة طيبة دون أن تؤمن بإله، ويوجد إله خَيِّر، وفي هذه الحالة تذهب إلى الجنة: مكاسبك غير محدودة.

قد تعيش حياة طيبة وتؤمن بإله، ولكن لا يوجد إله خَيِّر، وفي هذه الحالة تترك أثرا إيجابيًا للعالم؛ لكن مكاسبك محدودة.

قد تعيش حياة طيبة دون أن تؤمن بإله، ولا يوجد إله خَيِّر، وفي هذه الحالة تترك أثرا إيجابيًا للعالم؛ لكن مكاسبك محدودة.

قد تعيش حياة شريرة وتؤمن بإله، ويوجد إله خَيِّر، وفي هذه الحالة تذهب إلى الجحيم: خسارتك لا نهائية.

قد تعيش حياة شريرة دون أن تؤمن بإله، ويوجد إله خَيِّر، وفي هذه الحالة تذهب إلى الجحيم: خسارتك لا نهائية.

قد تعيش حياة شريرة وتؤمن بإله، ولكن لا يوجد إله خَيِّر، وفي هذه الحالة تترك أثرا سلبيًا للعالم؛ خسارتك محدودة.

قد تعيش حياة شريرة دون أن تؤمن بإله، ولا يوجد إله خَيِّر، وفي هذه الحالة تترك أثرا سلبيًا للعالم؛ خسارتك محدودة.

هذا الرهان أيضا لا يخلو من عيوب، رغم أنه أكثر تماسكا من رهان باسكال، إلا أن الرهان على “خيرية الإله” لا يمكن أن يكون محورا للجدل حول الإيمان مع إغفال الجوانب الأخرى.

وقد فكرت أن أضع رهانا حديثا على نفس الطريقة، هو الرهان العلماني في مواجهة الرهان الديني.

لنفترض أننا لا نعرف فعلا أيهما أفضل: الدولة العلمانية أم الدولة الدينية. كل واحد منا سيكون أمام خيارين: إما العيش في دولة علمانية أو العيش في دولة دينية، سواء كانت إسلامية أو مسيحية أو يهودية، فما هي المكاسب لكل خيار؟

هذه هي السيناريوهات المتاحة:

أنت ملحد وتعيش في دولة دينية، وفي هذه الحالة ستفقد حريتك ومكاسبك محدودة.

انت مؤمن وتعيش في دولة دينية، لكنك دينك مختلف عن دين الدولة وفي هذه الحالة ستفقد حريتك ومكاسبك محدودة.

أنت مؤمن وتعيش في دولة دينية، ودينك نفس دين الدولة لكن مذهبك مختلف، وفي هذه الحالة ستفقد حريتك ومكاسبك محدودة.

أنت مؤمن وتعيش في دولة دينية، ودينك نفس دين الدولة ومذهبك نفس مذهبها، وفي هذه الحالة ستمارس حريتك الدينية ومكاسبك غير محدودة.

لكن، في كل الأحوال، الدولة الدينية هي دولة غير ديمقراطية سياسيا وشمولية فكريا واجتماعيا، وبالتالي فكل مواطني الدولة الدينية مهما كانت اتجاهاتهم العقدية سيفقدون حرياتهم السياسية والشخصية.

أنت ملحد وتعيش في دولة دينية، وفي هذه الحالة ستفقد حرياتك الدينية والسياسية والشخصية.

أنت مؤمن وتعيش في دولة دينية، لكنك دينك مختلف عن دين الدولة وفي هذه الحالة ستفقد حرياتك الدينية والسياسية والشخصية.

أنت مؤمن وتعيش في دولة دينية، ودينك نفس دين الدولة لكن مذهبك مختلف، وفي هذه الحالة ستفقد حرياتك الدينية والسياسية والشخصية.

أنت مؤمن وتعيش في دولة دينية، ويدنك نفس دين الدولة ومذهبك نفس مذهبها، وفي هذه الحالة ستمارس حريتك الدينية لكنك ستفقد حرياتك السياسية والشخصية وبالتالي مكاسبك محدودة.

من بين ثمان سيناريوهات في الدولة الدينية، فأنت خاسر في سبع حالات.

أنت ملحد وتعيش في دولة علمانية ديمقراطية، وفي هذه الحالة ستمارس حرياتك الدينية والسياسية والفردية.

أنت مؤمن وتعيش في دولة علمانية ديمقراطية، ودينك مختلف عن دين الأغلبية ولا دين للدولة العلمانية، ستمارس حرياتك الدينية والسياسية والفردية.

أنت مؤمن وتعيش في دولة علمانية ديمقراطية، ودينك هو نفس دين الأغلبية، لكن مذهبك مختلف، وفي هذه الحالة ستمارس حرياتك الدينية والسياسية والفردية.

أنت مؤمن وتعيش في دولة علمانية ديمقراطية، ودينك هو نفس دين الأغلبية ومذهبك نفس مذهبها، وفي هذه الحالة ستمارس حرياتك الدينية والسياسية والفردية.

لكن، في بعض الحالات، قد تكون الدولة العلمانية ديكتاتورية. فماذا يحصل في هذه الحالة؟

أنت ملحد وتعيش في دولة علمانية ديكتاتورية، وفي هذه الحالة ستمارس حرياتك الدينية والفردية، وستحرم من حرياتك السياسية.

أنت مؤمن وتعيش في دولة علمانية ديكتاتورية، ودينك مختلف عن دين الأغلبية، وفي هذه الحالة ستمارس حرياتك الدينية والفردية، وستحرم من حرياتك السياسية.

أنت مؤمن وتعيش في دولة علمانية ديكتاتورية، ودينك هو نفس دين الأغلبية، لكن مذهبك مختلف، وفي هذه الحالة ستمارس حرياتك الدينية والفردية، وستحرم من حرياتك السياسية.

أنت مؤمن وتعيش في دولة علمانية ديكتاتورية، ودينك هو نفس دين الأغلبية ومذهبك نفس مذهبها، وفي هذه الحالة ستمارس حرياتك الدينية والفردية، وستحرم من حرياتك السياسية.

من بين الخيارات المطروحة ضمن الدولة العلمانية، أنت تكسب في أغلب الحالات مع أنك ستخسر حرياتك السياسية في حال كانت الدولة العلمانية ديكتاتورية.

وأظن أن هذا الخيار كاف لإثارة النقاشات حول المكاسب والخسائر بين العيش في هذا الأنواع من الدول… واختياري، لو كان لي قوة الاختيار، هو العيش في دولة مدنية ديمقراطية أو النضال من أجل إيجاد هذه الدولة.

تعليقات

  1. احمد

    ليتحرر الانسان عليه ان يتخلى عن الاوهام….على الانسان ان ييحرث ويزرع الارض ولا يتكل على الاوهام…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *