سناء العاجي تكتب: إنهن يتزوجن النساء!
نشر موقع جريدة “لوموند الفرنسية” تحقيقا بعنوان: “تانزانيا: زواج بين النساء يتحدى التقاليد” (Tanzanie: Un mariage entre femmes qui défie la tradition). يتطرق التحقيق لتقليد يوجد ببعض مناطق تانزانيا منذ …
نشر موقع جريدة “لوموند الفرنسية” تحقيقا بعنوان: “تانزانيا: زواج بين النساء يتحدى التقاليد” (Tanzanie: Un mariage entre femmes qui défie la tradition).
يتطرق التحقيق لتقليد يوجد ببعض مناطق تانزانيا منذ عقود طويلة، حيث تتزوج النساء فيما بينهن في إطار ما يسمى بـ “بيت النساء” (Nyumba ntobu). بعد الزواج، تمارس الزوجة الأصغر الجنس مع رجل آخر حتى تحبل منه بطفل ينسب للزوجة الأكبر ويرثها. عملية الحمل والولادة قد تتكرر أكثر من مرة. لكن، وفي كل مرة، تتوقف العلاقة الجنسية مع الرجل بمجرد وقوع الحمل.
هذا النوع من الزيجات، إضافة إلى كون العلاقة الجنسية مع الرجل لا تتم إلا بهدف الحمل دون أن تكون الزوجة تحت رحمته، يجعل هؤلاء النساء لا يقعن تحت رحمة الأزواج ومعاملتهم السيئة.
قد نضحك من هذه الممارسة التي تبدو لنا غريبة. لكن ممارسات أخرى كثيرة نقوم بها وتبدو لنا طبيعية، قد تصدم مجتمعات أخرى بعيدة عنا ثقافيا
في السابق، يقول التحقيق، تزوجت معظم هؤلاء النساء من رجال عرضوهن للعنف، فقررن بعد ذلك أن يتزوجن نساء أخريات ويعشن معهن (التحقيق يؤكد أن 78 في المائة من هؤلاء النساء تعرضن للعنف الجنسي أو الجسدي أو النفسي).
لكن هذه الممارسة لا تدخل في إطار موضة جديدة أو دفاع حداثي عن الحريات الفردية. إنه تقليد يمارس في مجموعة من القبائل، شمال البلاد، منذ عقود كثيرة.
اقرأ لنفس الكاتبة: أن تكوني أُمّا… أو أن لا تكوني!
السؤال هنا لا يتعلق بتقييمنا أو حتى مدى اتفاقنا مع هذه الممارسة أو لا. على كل، فنساء هذه القبائل لا ينتظرن رأينا ليقررن مصيرهن وليقررن، عبر هذه الزيجات، الخروج من الوصاية الذكورية التي كانت تمارس عليهن.
السؤال بكل بساطة هو علاقتنا بهذا الكون الشاسع الذي يتجاوز معتقداتنا وتصوراتنا. بكل بساطة وبكل تعقيد: هذا الكون واسع. مهما بلغت حدة إيماننا بمعتقداتنا، فهي قد تبدو للآخرين غريبة. اليوم، قد نضحك من هذه الممارسة التي تبدو لنا غريبة. لكن ممارسات أخرى كثيرة نقوم بها وتبدو لنا طبيعية، قد تصدم مجتمعات أخرى بعيدة عنا ثقافيا.
هل نعي أن بعض مطالب المجتمعات المتقدمة في إطار احترام الحريات الفردية، موجودة أصلا وبشكل “طبيعي” لدى شعوب أخرى؟
حين نتزوج أبناء أعمامنا وأخوالنا، عماتنا وخالاتنا، هل نعي أننا بذلك نصدم ثقافات أخرى ترى في هذه الزيجات أمرا غير مقبول يشبه العلاقات الجنسية بين الإخوة؟ حين نذبح خروف العيد احتفاء، هل ندرك أن ممارستنا تلك تبدو بربرية صادمة بالنسبة للغير (وليس بالضرورة في الغرب فقط)؟ حين نصوم خلال يوم كامل لا نأكل فيه ولا نشرب، ويبدو لنا ذلك من صلب قناعاتنا الدينية، هل نتصور أن ثقافات أخرى بعيدة ولا علاقة لها بالغرب الذي يزعجنا، قد لا تفهم ممارستنا تلك؟ حين نضع الحناء ليلة العرس، حين نأكل الكسكس يوم الجمعة، حين ندفن موتانا، حين نجد تعدد الزوجات أمرا “عاديا”، حين نعتبر تقسيم الإرث بشكله الحالي أمرا إلهيا… حتى حين ننسب لآبائنا، فهذا أمر قد يبدو “عجيبا” في ثقافات أخرى!
لذلك، فحين نستغرب من عادات مجتمع ما أو من معتقداته الثقافية أو الدينية، علينا أن نعي أن مجتمعات أخرى تستغرب بنفس القدر عاداتنا ومعتقداتنا!
اقرأ أيضا: الرجل والحجاب: عود على بدء. هاشتاغ # كن راجَلْ!
من جهة أخرى، حين نرفض بعض الممارسات، على أساس أنها “مستوردة من الغرب الكافر”، هل نعي أن نفس تلك الممارسات قد توجد منذ عقود طويلة عند شعوب تقليدية جدا، محافظة على قيمها التقليدية؟ هل نعي أن بعض مطالب المجتمعات المتقدمة في إطار احترام الحريات الفردية، موجودة أصلا وبشكل “طبيعي” لدى شعوب أخرى؟
باختصار، نحتاج جميعا أن نعي بأن المكون الثقافي يختلف من مجتمع لآخر. ما هو “بديهي”عند الآخر قد يكون صادما لنا. ما هو “تاريخي” في مجمتعاتنا قد يكون حداثيا في مجتمعات أخرى. لذلك، فنحن نحتاج لبعض الانفتاح على الآخر المختلف وللقبول بحقيقة بسيطة وأساسية: نحن لسنا مركز الكوكب.
الكون واسع. ثقافاته متعددة. عاداته ومعتقداته كثيرة؛ وهي لا تقتصر على العرب والمسلمين من جهة، والغرب الكافر من جهة أخرى.
يمكنكم الآن تحميل العدد الأول من منشورات مرايانا، مجانا، على هذا الرابط: منشورات مرايانا: نساء في حكاية مملكة
حين نتحدث عن ممارسات أو عن سلوكيات هنا وهناك الأمر يتعدى فعل استغرب يستغرب جوهر الأمر هو البحث عن الأصلح الذي لا يتعارض مع الفطرة السليمة والأصح الذي يأخذ بيد الإنسانية إلى بر الأمان
فالأحمق قد يصحة ملء شدقيه وهو يراك تبعد صحن طعام وتعوضه بدواء مر دون أن يدرك أن صحن الطعام اللذيذ ذاك قد يكون بالنسبة للمريض سما زعافا في حين تلك الأقراص المريعة تحمل معها الشفاء والخلاص
ليس كون قبائل اخرى منذ بداية التاريخ والوجود البشري تمارس عادات او تقاليد او عبادات وشعائر تخالف ديننا وتخالف اخلاقنا المستمدة من ديننا علينا ان نقبل بها هل تود الكاتبة من هذا المقال ان نقبل الشذوذ بداعي انه حرية شخصية وان دافعه هو العنف الزوجي او انه كما تقول يوجد في افريقيا وانه قديم قدم اىتاريخ الكاتبة تحاول الدفاع عن الشذوذ من زاوية اخرى غير ما يروج له الغرب حتى العرب قبل مجيء الاسلام كانوا وثنيين وكانت لهم عادات في الزواج رفضها الاسلام لانها تتعارض مع الفطرة السليمة ونظم الزواج وحفظ الانساب من الاختلاط .
اولا، كون تلك العادات و التقاليد مختلفة عن عادات و عبادات الوسط الذي تنتمي اليه لا يعني بالضرورة انك على حق و هم على باطل. باقي المجتمعات يرون في ممارساتك ما ترى انت في ممارساتهم.
ثانيا، التركيز على طبيعة الممارسة عوض محاولة البحث و فهم الاسباب التي ادت الى ظهورها هي مقاربة تعكس سطحية في التحليل. ما تراه كشدود، هو ثورة لنساء عانين من الاضطهاد و حرمن من ابسط حقوقهن من طرف “مجتمع” ذكوري، فكان لجوء المراة للمراة وسيلة لحماية انفسهن. و بالاضافة، لم تكن هنالك اي اشارة بان العلاقة بين هاته النسوة هي دو طبيعة جنسية محضة.
على المسلم أت يخنصر في قول أن المسألة لا علاقة لها بالإسلام ليكون بذلك ناه عن المنكر أي ما تمليه عليه الشرائع الإلاهية دون زيادة أن المنكر غربي أو عربي !
تفكيك ثقافة الآخر المختلف عني من نواح عديدة ومتشابكة أمر ضروري حتى أتمكن من استخلاص الأسباب الحقيقية وراء كل ظاهرة قد أعتبرها غريبة وصادمة من وجهة نظري ومن خلال مصفاتي الثقافية والفكربة. نحتاج وقتا طويلا ومجهودا استثنائيا لاعادة تأهيل الذهنية العربية وتحريرها من وهم “الأفضلية” أو ما سمته الكاتبة البهية سناء العاجي: نحن لسنا مركز الكون.
سيدتي سناء
انا احترم افكارك وكتاباتك والانفتاح الذي تملكينه واتمنى لك التوفيق ولكن يقلقني عبارات نستخدمها بكثرة وهي /الغرب الكافر/
فمن نحن لكي نكفر الآخرين علما انني اعيش في فرنسا منذ سبع سنوات وماوجدته من اخلاقيات وقيم انسانية لم اجدا في كثير من الدول العربية التي زرتها او عشت فيها مع العلم ان هذه الدول هي مهد الديانات السماوية فنحن شعوب تؤمن بالله ولا تنفذ تعاليمه
فقط ندعي / انا لا اشمل الجميع في كل تعليقي ولكن النسبة الغالبة/ اننا مؤمنون ونصوم ونصلي و….زأكل اموال الدولة ومحلل اموال الغير وكثير كثير من الموبقات التي نجد لها الفتاوى المناسبة
لذلك لا اعرف من هو الكافر
وسؤال آخر اود طرحه سيدي الكريمة،،،
هناك شعوب لم يصلها التبشير بالديانات السماوية ولا تعرف شيئا عن هذه الديانات ولكن ربنا العلي القدير كيف سيحاسبها يوم الدينونة فهل إلى الجنة ام إلى الجحيم يرجى دراسة هذا الموضوع
شكرا جزيلا واعتذر عن الاطال
كثيرا ما اتساءل لم ننظر الى الآخر المختلف دائما على أنه غريب ونحن فقط من لنا الحق في ممارسة افكارنا وشعائرنا لاننا مسلمين؟؟؟
هل يحق لنا انكار عقل الآخر او التقليل من قيمة مايؤمن به متى نتحرر من هذا الاعتقاد السائد غالبا ؟ لم لانكن منفتحون على الآخر وكل العالم بلا تحيز وتعصب فنتعلم ونعلم
استعمال عبارة “الغرب الكافر” يأتي هنا بهدف الدفع للتفكير فيها ومراجعتها، لا تبنيها. 🙂 شكرا لك على تعليقك…
الفاضلة سناء تحية طيبة
اتمنى منك الاظلاع على كتاب
الاباحية ليس حلا وهو موجود ومتاح على الشبكة
من فضلك الاطلاع عليه وبعد ذلك اعطبني رايك
لك كل التقدير والاحترام
خالص التقدير والاحترام على الرد
الفاضلة سناء
يسعدني ويشرفني سماع رايك
معك كاتب وصحفي
لست اوصولي متطرف ولا علماني مسير
انسان معتدل يحكم العقل المستنير