مرايانا في قلب الأطلس: طفُولة عنوانها المعاناة… بالجُملة! (صور) 2 - Marayana
×
×

مرايانا في قلب الأطلس: طفُولة عنوانها المعاناة… بالجُملة! (صور) 2\2

من البديهي أن يُصاب التلاميذ بالعياء بعد قضاء كلّ تلك المعاناة، بينما استرجاع الطاقة المستنزفة في الطريق يأخذ وقتا مهمًّا، وهو ما يُفوّت على الصّغار جزءاً أساسيًّا من الدّرس.

تستمرّ مرايانا في استقراء مِحنة الطفولة بالأطلس، انطلاقاً من أطفال دوار إم تيغانمين بجماعة زاوية أحنصال نواحي أزيلال جهة بني ملال خنيفرة.

في الجزء الأول، رافقنا الفريق المكوّن من خمسة أطفال، طيلة الطّريق الخطيرة والطويلة الفاصلة بين الدوار والمدرسة، وعرضنا أهمّ مخاطرها على النّاشئة.

في هذا الجزء الثاني، تلجُ مرايانا، صحبة الأطفال، إلى قلب المدرسة، وتلتقي الإدارة والأطقم التّربوية، لفهم مدى انعِكاس ما أسميناه “بمحنة الطريق”، في الجزء الأول، على حصيلة ومردوديّة أطفال دوار إم تيغانمين الدراسية.

يعتبر بنسعيد أنه من الضّروري التذكيرُ بأنّ مُشكل النّقل المدرسي يتعلقُ أساساً بخلل في وعي الآباء، لأنهم ينتظرون أن يتم إنجاز كل شيء من طرف الدولة والجمعويين، في حين أنّه كان بإمكانهم دفع مبلغ رمزي بقدر 30 درهماً ليستفيد الأبناءُ من النقل المدرسي لمّا طُلب منهم ذلك.

هو مبلغ رمزي فقط لدعم الكازوال والسائق، حسب محمد بنسيعد، لأنه “في بعض الدواوير، يدفع الآباء من 60 إلى 70 درهما، ليرسلوا أبناءهم للتمدرس. لا نعارضُ الرأي القائل بأنّ الأمر، ربّما، يتعلّق بهشاشة حقيقيِّة هناك في ذلك الدوار، لكن النقاش راعى ذلك وجعل مبلغ 30 درهماً رمزيًّا، لكنه يبدو صعباً جداً في نظر أولياء التّلاميذ”.

بنسعيد يعتبرُ أيضا أنّ الأمر يعوزه مجهود وانخراط من طرف الآباء، فمادام هناك تعويض من طرف برنامج تيسير، فيمكن استغلال قدر من ذلك التعويض البسيط في النقل المدرسي.

عبد الجبّار، والدُ أحد التلاميذ من الدوار، يصرح لمرايانا أن الآباء يعوّلون على الجمعويين لتوفير النقل المدرسي للأطفال؛ ويضيفُ أنّ الجمعويين يعرفون أنّ الفقر بلغ مداهُ في الدوار، وأن الهشاشة فعلت فعلتها بالساكنة. لذلك، هذا المبلغ، الذي يعتبرونه رمزيا وبسيطا، هو ذو قيمة كبيرة بالنسبة إلينا”.

من جهة أخرى، يؤكّد الجمعوي محمد بنسعيد (قريب المتحدّث الأول) أنّهم طالبوا المديرية الإقليمية للتعليم، مراراً، وعززوا الطّلب بلائِحة التلاميذ، بغيةَ بناء قسم بالدوار، لإعفَاء هؤلاء الأطفال الأبرياء من مشقّة الطريق هذه، والتي تؤدّي عادةً إلى الهَدر المدرسي من طرف تلاميذِ دوار إم تيغانمين.

يعتبر بنسعيد، رئيس جمعية تاغيا، أنّ ردّ المُديرية كان مخيّباً للآمال، لأنهم يعتَبرون أنّ عدد التلاميذ لا يرقى إلى تلك الضّرورة المُلحة لبناء قسم أو مدرسة وتخصيص موارد بشرية للسّهر عليه. المديرية تنظرُ إلى المَسألة من زاوية أنّ عدد التّلاميذ من الدّوار في كل مستوى لا يتجاوز ثلاثة إلى أربعة أو خمسة. بالتالي، هل من الضّروريّ تخصيص أستاذ لكلّ مستوى يتضمن هذا العدد من التلاميذ فحسب؟

تُعلّقُ عائشة فريد بأنّه يمكنُ طلب قسم يجمعُ المستويات الأولى الثلاث: الأول والثاني والثالث، ويخصّصُ له أستاذٌ واحد. هذه المُستويات الدّنيا هي التي تعاني الأمرّين. بذلك، هذا القسم سيكون تابعاً للمدرسة المركزية بزاوية أحنصال ويدخل ضمن معدّاتها و… مواردها البشرية.

في نهاية “الرحلة”، عادت مرايانا من زاوية أحنصال، ومعها سؤال يؤرقها: إلى متى ستبقى هذه الطّفولة مشوّهة بهذا الشّكل؟

هذه العزلة، هذا الحصار، هذه الهشاشة الاجتماعية وضعف البنيات التحتية، هل يمكنُ أن يتحالفوا لنسف جهود الدولة في محاربة الهدر المدرسي وإعادتها إلى نقطة الصّفر؟ أم أن جهود الدولة نفسها، لا تتوجه نحو “تفاصيل” تشكل صلب المشكل؟

نغادرُ الأطلس في هذه الأثناء، وكلّنا أمل أن نسمع خبراُ سعيداً لهؤلاء المَلائكة… الذين لم يرتكبوا خطأ قطّ، سوى أنهم ولدوا في جزء من المغرب المنسي… “المغرب غير النافع”!

مقالات قد تثير اهتمامك:

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *