من اليمن، نشوان العثماني يكتب: الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وطن لـ: اليمنيين والفراعنة واليهود والسريان والعرب والمسلمين والسامريين والفرس والأقباط والأمازيغ والأتراك والطوارق والأكراد والكلدان والآشوريين والشركس والأرمن والصومال والأحباش… إلخ
هل أصبحت أمريكا الجنوبية وطنًا إسبانيًا بسبب اللغة؟ قطعًا لا، ولن تكون البرازيل وطنًا برتغاليًا.
لا يصح أن نقول الوطن السرياني أو الوطن اليهودي، والحال بالمثل مع الوطن العربي.
تغليب الجزء على الكل مشكلة تعيق مسألة التكافؤ وتحقيق حلم وهدف ومشروعية المواطنة لشعوب وقوميات وتنوع هذه المنطقة من العالم.
المسألة لا تخضع لأقلية وأكثرية. وإلا، فإن الأمازيغ أكثرية في المغرب، فهل نقول إن المغرب الأمازيغي حصريا؟
لا.
بالتالي، لن نقول بالمقابل إن المغرب عربي.
ما الحل؟
المغرب الكبير بأمازيغه وعربه… إلخ.
ومرة أخرى، لماذا الجمهورية العربية السورية؟ لماذا العربية تحديدًا؟ الكل سوري وفقط، ذاك يكفي وتلك هي المسألة ببساطة.
سيقول لك الأمازيغي في المغرب: أنا مغربي وأنت أيها العربي مغربي كذلك، لكنني لست عربيًا فأنا أمازيغي. أين المشكلة في قوله هذا؟
لا مشكلة البتة.
ألا نرفض تفريس الخليج العربي؟ فكيف نُعرّب (بتشديد الراء) من ليسوا عربًا؟
فأنت يا أخا العرب عادة لا تضع نفسك محل الآخر، كل ما تريده هو فقط من باب حقنا حق وحقوق الآخر مرق (شوربة). وإلا لو كنت أمازيغيًا لكنتَ مطالبًا بحق الإنصاف.
من جانب آخر، لنا في البرازيل ودول أمريكا اللاتينية مثال يُضرب.
هل أصبحت أمريكا الجنوبية وطنًا إسبانيًا بسبب اللغة؟ قطعًا لا، ولن تكون البرازيل وطنًا برتغاليًا.
أدخل الأوروبيون اللغة والديانة، لكن أمريكا ظلت أمريكا. أليس كذلك؟
استراليا وكندا وجنوب أفريقيا يتحدثون الإنجليزية، لكنهم ليسوا إنجليزًا.
شعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتحدث العربية، لكنها ليست شعوبا عربية بكاملها، وحتى الأكثرية والأقلية تتفاوت من مجتمع لآخر.
هذه حقائق بسيطة، ويجب أن تكون مفهومة.
لا أحد يكره العرب أو سين أو صاد، غير أنه لأجل العيش المشترك والمساواة والتنوع… مهم جدًا هذا الإنصاف.
وإلا، أين يكمن الخطأ في وجهة النظر هذه؟