أجمل الأمهات… لماذا الأم المغربية من أعظم ما أنتجت البشرية؟ - Marayana - مرايانا
×
×

أجمل الأمهات… لماذا الأم المغربية من أعظم ما أنتجت البشرية؟

لأنك تسافرين بقدمك، وهي تسافر بقلبها، ولا تتبخر كل هواجسها إلا عندما تهبط تلك الطائرة أو يصل ذلك القطار.
لأن مجانين المدرجات يقوضون الدولة، والدستور، والأمن، لكنهم ينحنون كحمل وديع أمام قلب الأم. لأن ربع أغاني الألتراس عن “الحنّانة”… عن الاعتذار لقلبها، والوعود بالكفاح في الحياة لإسعادها.
لأنها تحمل مسؤولية نجاح مقاولة في الصباح، وتحمل أعباء بيت في المساء.
لهذا… ولكثير غير هذا، الأم المغربية من أعظم ما أنتجت البشرية

لأن ابنها يُدعى حكيم زياش، أو حفيدها يدعى لامين يامال، لكنها تجابه أضواء العالم بلباس تقليدي وكلام بسيط ورزين.

لأن نخوتها هي سنوات كفاحها ولا تريد أن تثبتَ أي شيء لهذا العالم الضحل.

لأنها تجابه بلاغة الشعراء عندما تدعي أن “ربّي ينقّي طريقك من الشوك”.

لأنها تدرك أن الحياة أشواك ومطبات وتحميك ببركة الدعوات.

لأن الاحتفاء بثمرات النضالات النسوية وتألق المرأة المستقلة والقوية، لا يتعارض إطلاقا مع التعبير عن الامتنان لهذه الأم البسيطة والمكافحة.

لأنك تسافرين بقدمك، وهي تسافر بقلبها، ولا تتبخر كل هواجسها إلا عندما تهبط تلك الطائرة أو يصل ذلك القطار.

لأن مجانين المدرجات يقوضون الدولة، والدستور، والأمن، لكنهم ينحنون كحمل وديع أمام قلب الأم.

لأن ربع أغاني الألتراس عن “الحنّانة”… عن الاعتذار لقلبها، والوعود بالكفاح في الحياة لإسعادها.

لأنها تحمل مسؤولية نجاح مقاولة في الصباح، وتحمل أعباء بيت في المساء.

لأنها تجسد مقولة الروائي كمال داود: “بالنسبة لنا، الأم هي نصف العالم”..

لأن أحد الفلاسفة قال إن “الأم مقدسة والأب مجرد صدفة” (القصد ليس نفي الدور العظيم للأب، بل دعوة لتأمل واقع النساء اللاتي تحملن كل مسؤوليات بعض الأسر).

لأن الحفيدة هشّمت ظهرها، لأن الابنة تريد أن توفر أموال المربية، للسفر في الصيف لأنطاليا وسانتوريني.

لأن إسهامها في بناء “مغرب اليوم” قد لا يقل أهمية عن سياسة بناء السدود، ودماء المناضلين، والتناوب السياسي.

لأن دموع شوقها لابنها الهائم في جبال البلقان من أجل الحلم الأوروبي يمكن أن تعالج معضلة الأزمة المائية في المغرب.

لأن أحلامها المهنية تبخرت.

لأنها لم تصبح طبيبة أو محامية أو معلمة.

لأنها اختارت أن يكون مجدها أنتِ ونجاحكَ هو نجاحها.

لأن لكمات بعض الأزواج كانت عنيفة لكنها كابدت.

لأن قوانين بلدها كانت جائرة في حق النساء لكنها كافحت.

لأنها لم تضطر للهرب مثل نجاة عتابو لتحقق حلمها، ولم تتمرد مثل خربوشة للدفاع عن مبادئها، ولو تكافح بالكلمات مثل فاطمة المرنيسي، لكن بقاءها على قيد الحياة وتربية أبنائها كان الإنجاز الأكبر.

لأنها عندما تصبح دكتورة، تدافع عن المرأة بجسارة سيمون دي بوفوار.

لأنها عندما لا تحظى بتعليم مناسب تذهب لدروس محو الأمية كأي طفلة طموحة.

لأن الابن كبُر، وقع في غواية أني أرنو وميريل ستريب وسعاد ماسي، لكنها ظلت في عيونه المرأة الأعظم.

لأن الشوكولاطة فاضت في الكرواصون إرضاء لك. لأن اللذة فاضت في الفم. لأن العواطف فاضت في الذاكرة.

لأنها كانت طوق نجاة مادي للرجاوي وهو يتابع حلم فريقه في مونديال الأندية، فمن منا ينسى “والواليدة صيفطي اللعاقة، رجا باقا”؟.

لأن الودادي يشكوها وحدها تسلّط السلطة: “مينوطي (menotté) ويعايرو لي فميمتي.. ماعرفوش شحال نبغيك”.

لأن ألوان ملابسها بدأت تفتر، فالأموال كلها تبتلعها الساعات الإضافية لفلذة كبدها.

لأنها تتخذ قرارات استراتيجية في مناسبات الختان، والأعراس، والعزاء، قد لا يقدر عليها الرؤساء التنفيذيون لأكبر الشركات.

لأن الابنة صارت طبيبة جراحة كبيرة، لكنها تنحني لتقبيل يديها، وتستمع لنصائحها بخشوع لا تقوم به حتى أمام أكبر الدكاترة والمحاضرين.

لأن المقاهي مليئة بأباء مهملين ولا مباليين، والحيطان تحتضن أمهات مكافحات.

لأنها ستتابعك أمام المحكمة الجنائية الدولية إن أكلت الغداء بارداً أو تركت الصدر أمام البرد عاريا.

لأن مغاربة العالم الساخطين هي الحبل السُّرِّيُّ الوحيد الذي يربطهم بالوطن.

لأن “زيف حياتي” أكثر ألقا من منتجات زارا.

لأن حلمها مكة وليس جزر المالديف.

لأن الوشم الأخضر في الوجه رمز ثقافي للمغرب.

لأن الشموس شاهدة على انتظارها الطويل أمام الأبواب عند اجتياز أبنائها الامتحانات الإشهادية.

لأن الآلاف من الأمهات يتوسلن ويتذللن -للأسف- لكي يتنازل المشتكي عن الدعاوي القضائية ضد أبنائهم.

لأنها تواصل زيارة الابن دون كلل في السجن بينما يظهر أغلب الأباء الكثير من الجفاء عند أول زلة كبيرة للولد.

لأن عدد الأمهات ”الزمانيات” اللاتي يطهين “بداز” (أصعب أنواع الكسكس في الطهي) سيصبح قريبا أقل من علماء الذرة في العالم.

لأنها تفاجئ العالم بدعوات سوريالية وجميلة : “بنتي.. نبغيك تكوني فحلة”.

لأنها حكيمة مثل أوريليوس وتعتبر مصدرا موثوقا للعائلات لا تخاد قرارات مصيرية.

لأنها عندما تموت، يفقد المغاربة أجزاء ثمينة من وجدانهم.

لأن أغلب الرجال المغاربة يذرفون الدموع حصريا أمام قبور أمهاتهم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *