أيتها المرأة الحائض، أتمي صيامك فالحيض لا يفطر
الأغلبية الساحقة، إن لم نقل كل النساء المسلمات، يعتقدن أن الحيض مفطر؛ وهذا الاعتقاد راجع بالأساس إلى فتاوى وكلام الشيوخ المدنس، وليس إلى كلام الله المقدس.
لقد ابتليت هذه الأمة بوجود شيوخ وفقهاء جعلوا من كتب الأئمة والفقه والتراث، المشرع الأول لأحكامهم بدل القرآن.
ثلة من تجار الدين يمارسون الدجل والكذب والخداع على الناس، فأصبح المسلم الآن يعرف الشيخ أكثر من معرفته للقرآن الكريم؛ وأصبح يأخد الدين من الفقهاء ونسي بأن هناك قرآنا هو الأولى بالتدبر والتفكر.
فقهاء وشيوخ هجروا القرآن الكريم وهو كلام الله الذي “لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ” (فصلت 42). تركوه واستبدلوه بكتب الفقه والتراث فأضلوا الناس عن طريق الحق…
ولكي لا نطيل الحديث عن هؤلاء الدجالين ودورهم الرئيسي في تخريب عقول المؤمنين والمؤمنات، نعطي مثالا عن الضلال الذي يمارسونه في حق المرأة المسلمة ويتمثل في منعها من إتمام صيام شهر رمضان المبارك بحجة دم الحيض والنفاس.
الأغلبية الساحقة، إن لم نقل كل النساء المسلمات، يعتقدن أن الحيض مفطر؛ وهذا الاعتقاد راجع بالأساس إلى فتاوى وكلام الشيوخ المدنس، وليس إلى كلام الله المقدس.
إذا تدبرنا القرآن، سنرى أن الله لم يقل أبدا أن الحيض مفطر، بل وضح لنا الله أن صيام رمضان يكون بالامتناع عن الأكل والشرب والممارسة الجنسية.
هل تفطر المرأة الحائض لعلة المرض أم الحيض؟ وهل الحيض يعتبر مرضا لكي تفطر المرأة؟ أم أن الحيض مجرد أذى كما أخبرنا الله في كتابه؟
لكن ماذا عن المرأة الحائض؟ هل يجوز لها إتمام الصيام أم أن عليها أن تفطر؟ الجواب نجده في القرآن، حث يقول الله في الآية 184 من سورة البقرة: “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَر”.
المتدبر للآية، يفهم أن الله أجاز الإفطار لنوعين من الناس: المسافر والمريض.
نتوقف عند كلمة مريض، فالمريض يقصد به المرأة والرجل على حد سواء، وهو الذي به مرض يسبب له مشاكل صحية تجعله غير قادر على الصيام، وبالتالي يصبح الأكل والشرب عنده ضروريا للحفاظ على صحته.
نستنتج من الآية أن الله رخص للمسافر والمريض الإفطار. لكن، وبعد انقضاء المرض وشفاء المريض، يقوم بصيام ما فاته من الأيام بشكل طبيعي أو يقدم الكفارة إن كان المرض طويلا.
لكن السؤال المهم هنا: هل تفطر المرأة الحائض لعلة المرض أم الحيض؟ وهل الحيض يعتبر مرضا لكي تفطر المرأة؟ أم أن الحيض مجرد أذى كما أخبرنا الله في كتابه؟
اقرأ أيضا: ملف “مرايانا”: الشك… بين انفتاح النص وتطرف الفقهاء. 1/3
من مميزات القرآن أنه يتوفر على لغة خاصة وأن لا وجد فيه للترادف؛ بل لكل كلمة معنى ومغزى وسياق، فمثلا الليل ليس هو غروب الشمس، الصوم ليس هو الصيام، العدل ليس هو القسط، القاسط ليس هو المقسط، المرض ليس هو الأذى، إلخ. يبدو هذا جليا في الآية التالية: “وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ أَن تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ۖ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا.” (النساء 102)
الله في هذه الآية يستعمل كلمة أذى ومرضى، فالأذى هو شيء تتأذى منه، لكن هذا الأذى لا يجعلك مريضا. أما المرض، كما قلنا سابقا، فهو يترجم مشاكلا صحية أكبر من أن يقاومها جسم المريض (السكري، القصور الكلوي، إلخ). الآية أعلاه تفرق إذن بشكل واضح بين معنى الأذى ومعنى المرض.
إذا كان الحيض أو النفاس يفطران كما يقول الشيوخ والفقهاء، فكيف للمرأة أن تصوم شهرين متتابعين؟ هل يعقل أن تصوم المرأة شهرين متتابعين متصلين مترابطين دون انقطاع من غير أن يأتيها الحيض؟
كمثال آخر، يقول الرسول: “من أماط أذى عن طريق، كتبت له حسنة”. فهل الرسول يقصد بالأذى مرضا يصيب الطريق؟
لهذا السبب، نجد أن الله عندما تكلم عن المحيض لم يصفه بالمرض بل وصفه بالأذى: “وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّه.” (البقرة 222.
اقرأ أيضا: هل يثق المغاربة في “علماء” دينهم؟
الآية أعلاه تتكلم عن الممارسة الجنسية وتبين لنا أن الرجل لا يجوز له المعاشرة الجنسية خلال فترة الحيض، لأنه أذى وليس مرض. فلو كان بالفعل مرضا، لكان الله استعمل كلمة مرض فيقول: “ويسألونك عن المحيض قل هو مرض”. ولمزيد من التوضيح، فهذه الآية لا علاقة بها لا بالصيام ولا بالصلاة، لكن شيوخ الضلال يستدلون بها من أجل تبرير فكرة أن الحائض لا يجوز لها الصيام ولا الصلاة ولا حتى دخول المسجد.
هذه الآية تبين لنا أن الحيض لا يمكن أن يكون مرضا، بل هو أذى. لكن، إذا كان مرتبطا بمرض أو نتج عنه إرهاق وتعب شديدين يجعلان المرأة غير قادرة على الصيام، ففي هذه الحالة تفطر المرأة لعلة المرض وليس الحيض. يقول الله في آية أخرى: “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ” (البقرة 196)؛ فالله في هذه الآية يستعمل كلمة مرض أو أذى، وهذا دليل آخر على أن المرض ليس هو الأذى؛ كما أن استعمال الله لحرف العطف “أو” تفيد التنويع كقوله “مريضا أو به أذى”، ثم “إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أوْ كُنتُم مَّرْضَىٰ”، “من كان منكم على سفر أو مرض”.
اقرأ أيضا: الفكر “الداعشي” الذي يسكننا
من خلال هذه الآيات، يتبين لنا جلياً أن الحيض ليس بمرض وأن المرأة الحائض يجب عليها شرعاً أن تتم صيامها ولا تفطر، لأن الإفطار يكون لعلة المرض والسفر وليس الحيض. في آية أخرى، نقرأ: “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلَّا أَن يَصَّدَّقُوا ۚ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوٍّ لَّكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا” (النساء 92).
“حدثنا يزيد بن زريع عن خالد عن عكرمة عن عائشة قالت: اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه فكانت ترى الدم والصفرة والطست تحتها وهي تصلي”
الآية أعلاه تتكلم عن عقوبة القتل الخطأ وتخاطب المؤمن سواء أكان رجلاً أو امرأة. في حالة القتل الخطأ، يكون عليه أو عليها دفع الدية، وإن لم يستطيعوا فتحرير رقبة، وإن لم يكونوا قادرين عليهما، يكون الرجل أو المرأة ملزمين بصيام شهرين متتابعين.
وهنا بيت القصيد: إذا كان الحيض أو النفاس يفطران كما يقول الشيوخ والفقهاء، فكيف للمرأة أن تصوم شهرين متتابعين؟ هل يعقل أن تصوم المرأة شهرين متتابعين متصلين مترابطين دون انقطاع من غير أن يأتيها الحيض؟ لنفترض أن المرأة بدأت بصوم شهرين متتابعين، لكن أتاها الحيض في الأسبوع الثاني من الشهر الأول، فما العمل؟ هل تفطر؟ إذا أفطرت، فهذا يعني مخالفة صريحة للنص الإلهي الذي يقول بكل وضوح صيام شهرين متتابعين أي بدون انقطاع.
نستنتج مما سبق، وخصوصاً من الآية أعلاه، أن الحيض أو النفاس لا يفسدان الصيام ولا يمنعان الصلاة، لأن القرآن وضح بشكل صريح وجلي أن المرأة الحائض مطالبة شرعا بإتمام صيامها، لأن إفطارها لرمضان يكون لعلة السفر أو المرض فقط.
إذا كان الحيض يبطل الصلاة والحائض ممنوع عليها دخول المسجد، فلماذا سمح رسول الله لزوجته بالصلاة وهي حائض ؟ لماذا لم يمنعها من الصلاة؟ هل الرسول أعلم بأمور الدين أم شيوخ وفقهاء التحريم أعلم منه؟
خلاصة القول: الله لم يسقط عن المرأة الحائض الصيام والصلاة، بل الشيوخ والفقهاء هم الذين أسقطوهما عنها لتبرير أنها ناقصة عقل ودين، وهذا راجع إلى البيئة الصحراوية البدوية والثقافة القبلية الذكورية التي كانت تحكم وتسيطر على عقول الشيوخ والفقهاء. هذه العقلية البدوية أفرزت لنا فكرا يحقر المرأة ويحط من كرامتها، فتارة يعاملونها كحيوان وكشيء صالح فقط للجنس، وتارة أخرى يعاملونها كشيطان وجب الحذر منه. ولكي يضفوا الشرعية على هذا الفكر المنحط، قاموا باختلاق واختراع أحاديث كاذبة نسبوها زورا وبهتانا للرسول.
اقرأ أيضا: علي اليوسفي: الإسلام والحجاب: إخراج الآيات من سياقها – 2\3
القرآن والرسول بريئان من هؤلاء الدجالين وبريئان من كل ما يمارس باسمهما. لهذا السبب نقول: أيتها المرأة الحائض، أتمي صيامك، فالحيض والنفاس لا يفطران. قومي للصلاة، فالحيض والنفاس لا يمنعان الصلاة! ولنا في أمهات المؤمنين والمؤمنات أحسن مثال، حيث قالت عائشة في حديث نجده في صحيح البخاري يقول: “حدثنا يزيد بن زريع عن خالد عن عكرمة عن عائشة قالت: اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه فكانت ترى الدم والصفرة والطست تحتها وهي تصلي”.
معنى الحديث أن زوجة من أزواج النبي اعتكفت معه في المسجد وهي حائض، وهي ترى الدم والطست تحتها، أي إناء ينزل فيه الدم، ومع ذلك كانت تصلي.
ونحن هنا نتساءل: إذا كان الحيض يبطل الصلاة والحائض ممنوع عليها دخول المسجد، فلماذا سمح رسول الله لزوجته بالصلاة وهي حائض ؟ لماذا لم يمنعها من الصلاة؟ هل الرسول أعلم بأمور الدين أم شيوخ وفقهاء التحريم أعلم منه؟
اقرأ أيضا: من اليمن، عبده محسن الحاج يكتب: فتاوى للمرأة؟
في حديث آخر عن عائشة أنها قالت: “إن كانت إحدانا لتحيض ثم تقرص الدم من ثوبها عند طهرها، فتغسله وتنضح على سائره ثم تصلى فيه” (ابن ماجة). عند طهرها، أي عند توضؤها.
عن أسماء بنت أبى بكر الصديق قالت: “سئل رسول الله عن دم الحيض يكون فى الثوب، قال اقرصيه واغسليه وصلي فيه” (ابن ماجة ).
كما أن الله يقول: “إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا” (النساء 103). المتدبر لهذه الآية الكريمة يعرف أن الله جعل للصلاة وقتا محددا وموعدا معينا ينبغي احترامه من طرف المؤمن والمؤمنة.
السؤال هنا: هل الله في هذه الآية يخاطب الرجال فقط؟ هل الله يستثني المرأة الحائض من الصلاة ؟ بالطبع لا… لأن كلمة المؤمنين جاءت جامعة للنساء والرجال على حد سواء. إذن، لماذا شيوخ التحريم والتعسير يفتون بحرمة صلاة الحائض؟ ولماذا على المرأة الانتظار لعدة أيام من أجل انقضاء الحيض لكي تصلي؟ أليس هذا تجاوزا وتمردا على أمر الله الذي جعل الصلاة كتابا موقوتا على الجميع؟
خلاصة القول: إن الشيوخ والفقهاء يتعاملون مع المرأة كناقصة عقل ودين، بينما الله ورسوله يتعاملان معها كإنسان كامل العقل والدين. فبأي الكلام نصدق؟ كلام الله المقدس أم كلام البشر المدنس ؟
اقرأ أيضا: لننس “الدين الصحيح” ولنتحدث عن “حرية الاعتقاد”
(*) الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن آراء أو وجهات النظر أو الخط التحريري الرسمي لموقع مرايانا
Salam
Mchiti b3id na9echti m3a rasek o tfelsefti …
Tal ghir Kat kharbe9
Jbedti des données hatitihom haleltihom kif bghiti
Jbed jami3 ma3lomat 3ad tkelem
3la had lahsab li ( 7talrb ) i 9dar i Kemal
…Siam dialo puisque ma mridch
Fgشيوخ الجهل لا يفرقون بين عادات وأعراف الجاهلية وبين ما هو ديني فهم يملكون التي بما هو متعارف بينهم في زمن ماضي.
تطاولك على العلماء والفقهاء فيه منقصة منك يا رويبضة العلماء ، اعلم ان القرآن جاء عاما والسنة تخصصت في العام .وانت بشبه اجتهادك هذا عفست ورفست في السنة واستثنيتها من هذا الموضوع متناسيا وصاية النبي الكريم في حجة الوداع فما تركها الا ضال .انتهى.
واش تقاضاو المواضيع ولا أشنو؟… قالك الحيض لا يمنع من الصوم والصلاة… حتى تجرب آسي الشريف يجيك الحيض عاد هدر… ونشوفوك واش تقدر تصوم وتصلي إذا كنت تنزف دما لأسبوع كامل في الشهر… عاد زيد التقلصات والآلام اللي كتعاني منها المرأة… شحال فيكوم ديال الهدرة بدون علم
وعلاش كاتلقاي المرة و هي حائض وكتريض وكاتمشي للنادي وكتجري كاتدير تلرياضة ولا كاتخدم تدير الميناج وكاتجي حتال الصلاة ولا ابصوم وتقول لك هي ماقاداش
ايه والله
لوكان جات هاكا كلنا ننتضو نفتيو حنا نفتيو بغير علم في تعدد الزوجات و اسبابه و هوما يفتو كيفاش مكاش منها الحيض يفسد الطهارة عدى انه مؤلم لكامل الجسم و ليس منطقة الرحم فقط
شكرا لكم على هذا المقال لكن كتساؤل يمكن طرحه؛
ألا يمكن القول أن المرأة في مرحلة الحيض تشعر بالتعب والعياء لذلك السبب إجتهد رجال الدين وأجازو لها أن تفطر ؟
أنت قلت أجازوا لها و العلماء قالوا وجوبا تفطر هذا ما يريد قوله الكاتب
ما لم تأت «المعاصرة» به، ووافق «السلفية»
عندما يكون المنهج الحاكم لمتدبر القرآن «علميًا»، فإنه لا ينظر إلى ما إذا كانت نتيجة تدبره ستوافق السلفيين التراثيين أم لا.
أما عندما يكون المنهج الحاكم لقارئ القرآن «عشوائيًا»، فإنه لا يبحث في القرآن إلا عما يخالف السلفيين التراثيين، من باب «خالف تُعرف»، وتصبح نجمًا!!
والسؤال:
هل تكون المرأة أثناء فترة المحيض «مريضة»، وإن لم تشعر بآلام المرض؟!
الجواب:
لقد وصف الله «المحيض» ذاته بقوله تعالى:
«وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى»
وفي اللسان العربي: «المحيض»، فعل من الحيض، ويُرادُ به «المصدرُ»، و«الزمانُ»، و«المكانُ».
وعليه نفهم أن قوله تعالى:
«فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ»
معناه: فاعتزلوا «إثارة» النِّساء «جنسياً»:
١- في «زمن» الحيض
٢- في «مكان» الحيض
ذلك أن هذه الإثارة فيها «أذى» للمرأة، وإن لم تشعر به.
لقد وصف الله انتهاء «المحيض»، بالطهارة، فقال تعالى:
«وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ»
ولم يقل «حتى انتهاء الحيض»
ولا شك أن في ذلك حكمة، خاصة وأن «الطهارة» هنا المقصود بها طهارة الرحم، وليس «الغسل» الذي سيأتي ذكره في قوله تعالى:
«فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ ٱللهُ»
وسأقف أمام قوله تعالى:
«فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ ٱللهُ»
وأسأل أصحاب بدعة «القرآن يُبيّن نفسه بنفسه»:
إن الناس تعلم المكان الذي هو محل «الحيض»، فما معنى أن يقول الله للرجال:
«فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ ٱللهُ»
و«حَيْثُ» اسم «مكان» مبهم مبنيٌ على الضم.
فما معنى «مِنْ حَيْثُ»؟! وهل هي «من» أم «في»، ليكون المعنى:
«فَأْتُوهُنَّ في المكان الذي أَمَرَكُمُ ٱللهُ»
ولكن الإشكال ما زال قائمًا:
فأين أمَرَ الله الرجال بإتيان نسائهن في هذا «المكان»؟!
هل هذا الأمر موجود في القرآن؟!
إنه لا وجود لهذا الأمر في القرآن «مطلقا»، وإنما تعلمه الناس عن آدم، عليه السلام، جيلا بعد جيل، عن طريق «منظومة التواصل المعرفي»، أي خارج القرآن.
إن قوله تعالى: «مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ ٱللهُ»، أسلوب من الأساليب البيانية، التي لها أكثر من وجه، منها «الكناية»، ومنها أن «حَيْثُ» تستعمل مجازاً لتعليل الأمر بإتيان النساء عند انتهاء غاية النهي بـ «التطهر».
ولأن «المحيض» أَذًى، أمر الله الأزواج باعتزال النساء:
«فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ»
بل وأضاف إلى الاعتزال أمرًا آخر، فقال تعالى:
«وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ»
إذن فنحن أمام قيود كثيرة تتعلق بهذا «المحيض»، الأمر الذي يحتاج إلى دراسات علمية متخصصة للوقوف على حقيقة هذا «الأذى»، وهل هو «مرض»، أم مجرد إفرازات كأي إفرازات وفضلات يخرجها جسم الإنسان؟!
وللأسف الشديد، إن ما تم ترجمته إلى اللغة العربية من هذه الدراسات قليل جدا، وما زالت تكشف لنا يوما بعد يوم عن الجديد في معنى قوله تعالى: «قُلْ هُوَ أَذًى».
فتعالوا إلى بعض نتائج هذه الدراسات:
أولا: إن إتيان النساء أثناء فترة الحيض يساهم في انتشار الكثير من الأمراض الجنسية المعدية، وهذا بالنسبة للزوجين، بسبب انتشار بعض البكتريا الضارة في هذه الفترة.
ثانيا: إن الغشاء المبطن لرحم المرأة يكون محتقنًا في فترة الحيض، وتسقط منه قطع شوهدت بفحص دم الحيض تحت المجهر، فهو بيئة خصبة تتكاثر فيها الميكروبات.
ثالثا: إذا تكاثرت الميكروبات واشتدت الالتهابات، فإنها تمتد إلى الشعيرات الداخلية التي تقوم بدفع البويضة من المبيض إلى الرحم، الأمر الذي قد يسبب عقما أو حملا خارج الرحم.
رابعا: أثناء فترة الحيض يقل إفراز «المهبل» للحامض وللمواد المطهرة التي تقتل البكتريا، ولذلك فهو يكون في أدنى درجات مقاومته لتكاثرها.
خامسا: إن فترة الحيض فترة نزيف دموي مستمر، يكون فيها الرحم، والأجهزة التناسلية، في حالة مرضية، لذلك فإن إتيان الرجل زوجه أثناء فترة الحيض، يساعد على إدخال ميكروبات قد يكون حاملها، إلى مكان لا يستطيع مقاومتها، بل سيساعد على نموها وتكاثرها.
سادسا: إن «الأيض» مصطلح يعرفه الأطباء، ويعبر عن العمليات الحيوية التي تحدث داخل الجسم، والتي تعمل على تفكيك المواد الغذائية وتحويلها إلى طاقة، فهذا «الأيض» يكون في أدنى مستوى له أثناء الحيض، الأمر الذي يقلل من إنتاج الطاقة، وعمليات التمثيل الغذائي.
سابعا: عند إتيان النساء أثناء فترة الحيض، تنمو في قناة مجرى البول لدى الرجل، الميكروبات السبحية والعنقودية، ثم تنتقل إلى البروستاتا والمثانة، وسرعان ما تنتقل إلى الكلى، الأمر الذي يُعرض الرجل إلى التهاب مزمن في البروستاتا والكلى.
ثامنا: يفقد «الرحم» الحماية الطبيعية أثناء فترة الحيض، بسبب إفراز السدة المخاطية التي تقفل عنق الرحم ونزولها من دم الحيض، وتعادل حامضية المهبل مع قلوية دم الحيض، وانعدام الحركة الهدبية نتيجة لتمزق الغشاء المخاطي المبطن للرحم.
تاسعا: هناك أصوات تعترض على انتظار المطلقة «ثَلَاثَة قُرُوء»، وهي فترة «العدة»، لإثبات خلو الرحم من الحمل، واليوم يستطيع العلم الحديث أن يثبت ذلك في دقائق؟!
لقد لفت نظري وأنا أطلع على الدراسات المتعلقة بـ «المحيض»، الذي أعتبره «آية» من آيات الأنفس، دراسات تثبت أن «ماء الرجل» يختلف من رجل إلى آخر، وأن بداخل رحم كل امرأة بصمة لماء زوجها، فإذا اختلطت بصمة الزوج مع بصمات أخرى، تعرضت المرأة، ومن يجامعها للإصابة بأمراض خطيرة منها سرطان الرحم.
ولكن المفاجأة التي أدهشتني، قولهم عن وجوب انتظار المرأة ثلاث حيضات:
إن الحيضة الأولى تزيل ثلث بصمة الزوج «السابق»، ثم تأتي الحيضة الثانية فتزيل ثلثًا آخر، وتأتي الثالثة فتزيل الباقي، وبعدها يكون الرحم مستعداً لاستقبال بصمة جديدة.
مجمل القول:
مما سبق، وهو فقط مجرد إشارات، يتضح لنا أن «المحيض»، الذي قال الله عنه إنه «أذى»، عبارة عن عمليات وتفاعلات ومعارك تحدث داخل جسم المرأة بصفة دائمة ومتصلة، الأمر الذي يقلل من مناعة جسمها، فتحتاج إلى الطعام والشراب بصفة دائمة، لا أن نضيف إلى «الأذى» مشقة الصيام.
«أَفَلا تَعْقِلُونَ»
هذه الآية تبين لنا أن الحيض لا يمكن أن يكون مرضا، بل هو أذى. لكن، إذا كان مرتبطا بمرض أو نتج عنه إرهاق وتعب شديدين يجعلان المرأة غير قادرة على الصيام، ففي هذه الحالة تفطر المرأة لعلة المرض وليس الحيض. يقول الله في آية أخرى: “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ” (البقرة 196) من مقالك هذا يتضح ان للمرض الاذى نفس الحكم الشرعي . الاذى ليس بالمرض و لكن قد يسبب المرض ، الاذى هو الانزعاج والقلق المستمر يسبب عدم الراحة . انظر سبب نزول الاية المذكورة هنا. فالحاءض تكون مظطربة المزاج مع بعض الالم في تلراس و البطن. لذان كان الافطار هنا مرخص. وهناك احاديث صحيحة تشير الى ذلك. حديث ناقصة دين مثلا. كما امرنا عليه الصلاه والسلام ان تمسك بسنته و سنة الخلفاء من بعده و امرنا ان نعض عليها بالنواجد . وقد صدق رسول الله. لان هذا الامر وقاية لكل مسلم من المفتونين امثالك. غفر الله لك بذم السابقين.
من حديث أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم، فذلك نقصان دينها. وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد كنا نحيض عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة. وهذا لفظ أبي داود.
عجبا لمن يتكلم عن الأحكام الشرعية بغير علم، ويفتري على الله الكذب، أفلا يخشى هذا وأمثاله أن يسأل أمام الله، ولقد صدق من قال: لو سكت من لا يعلم وتكلم من يعلم لزال كثير من الخلاف، ولكنه التكبر وحب الظهور والانفراد بالآراء، خالف تعرف
عدم استدلالك بالحديث التبوي دليل على ودم ايملنك به . و هنا مفترق الكرق بيننا و بينكم . تظهون أنكم أتيتم بجديد و الحقيقة أنكم تخبطون خبط عشواء . بلا بينة و لا دليل مجرد استدتباكات واهية ..
وصول العلماء الى اعتبارنا ناقضات دين ثم تبريرها بملام فارغ يدفع للشك .
ما يعيق الخوض في الاحكام هو التعصب للحديث حتى لو كان مدلوله مخالفا للقران و حكمة الله.
في مسالة الحيض القياس يبنى على الصحة ان كانت تتدهور صحة المراة خاصة في الايام الاولى بسبب التشنجات فالاولى ان تفطر لكن ان لم يثبت انه مؤذ في باقي الايام فهل الدم الفاسد من المفطرات؟؟؟
الغريب في الامر انك تضرب الاحاديث والفقهاء والشيوخ بعرض الحائط وفي نفس الوقت تستدل باحاديت اخرى
تناقض واضح
أما عن السؤال عن من لونها الكفارة بصيام شهرين متتابعين، فيعتريها ما يعتري النساء، أثناء صيامها ، وهل يفقد الصيام تتابعه، بانقطاعه بسبب الحيض،
فيقال فيها ما يقال في حق من عرض له سفر أو مرض، تسبب في انقطاع تتابع صومه، فهل يلزمه أن يعيد اليوم من اوله؟؟!!
الجواب لا ، وانما يكمل ما بدا فور زوال سبب الفطر ، وكذلك بالنسبة للحائض
ما ارى هذا الا تدليسا بينا، سواء قصد الكاتب ذلك أم لم يقصد
ولن اعلق على الكلام كاملا ، وانما فقط تعليقي على الحديث الذي أورده عن عائشة رضي الله عنها، والحديث في البخاري، حيث قالت:”اعتكفت مع رسول الله امرأة من أزواجه (مستخلصة)، فكانت ترى الحمرة، والصغرى فربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي”
فجاء الكاتب واورد الحديث مبتورا، اقتص منه كلمه تقلب معنى الحديث تماما ، وهي كلمه (مستخلصة) ، ولعل اصغر طالب للفقه يعرف الفرق الشاسع بين (الحائض)، وبين(المستحاضة) ، فلا أدري هل الكلمه سقطت سهوا من الكاتب، ام تعمد إسقاطها، ليوافق ما ذهب إليه من كلام باطل، فيشمله وعيد النبي ،”من كذب علي متعمدا فاليتبوا مقعده من النار”
فنسأل الله السلامة والعافية
هل صحيح ما ورد في المقالة ام لا
شكرا على هدا المقال الدي يهم المراة وهو موضوع يتعلق بالحيض الدي يجب ان يعالجه العلماء في الفقه والسنة رغم خصوصية الموضوع التي تسبب احراج لكن كما يقال لا حياء في الدين بل يجب التطرق لهدا الموضوع كي يكون لدى المراة مفهوم شامل في هدا الموضوع لان العلم نور .
فيم يخص الصيام اتفق معك و لكن الصلاة تتوجب طهارة و الوضوء للجنابة و دليل الحائض انه لا تقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فيجب عليها ان تطهر ثم تتطهر حتى تصلي
التطهر في الآية يُقال انه معنوي ومثل ما ليس هناك دليل على تحريم الصيام فأين الدليل على تحريم الصلاة؟؟!
جزاكم الله خيرا .. انا اتسائل لماذا يحرم الشيوخ صيام الحائض ولا يحرموا صيام المسافر او المريض ؟
السلام عليكم .لو نذرت لاية الحيض لةجدت فيها حتى يطهرن أي الخالق هنا اعتبر الجيض نجاسة . ولا تكون العبادة عن نجاسة .