احتجاجات أطباء الغد: اختلالات وتكوين هش ومطالب بالتجويد - Marayana - مرايانا
×
×

احتجاجات أطباء الغد: اختلالات وتكوين هش ومطالب بالتجويد

على خطى تنسيقية التعاقد، وعدد من الحركات الاحتجاجية، يحاول طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان خوض أشكال احتجاجية، والعمل على تجميع طالبات وطلبة الطب بالمغرب قصد الترافع على الملف المطلبي الذي قدمته اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان.

تتواصل احتجاجات طلبة الطب والصيدلة بعد سنوات من انتظار حلول للمشاكل التي يواجهونها.

بعد حراك طلبة الطب سنة 2018، تعود الاحتجاجات للواجهة. ويبدو أن مطالب طلبة الطب والصيدلة لم تجد بعد آذاناً صاغية لحدود الساعة.

هل ستعود شرارة احتجاج الطلبة للشوارع في ظل الاحتقان المتزايد داخل الشارع السياسي ووسط احتجاجات تنسيقيات التعليم؟ وما مصير مطالب طلبة الطب والصيدلة في ظل هذا الحراك الذي يلوحُ في الأفق؟

احتجاجات ومُقاطعات

شهد شهر دجنبر 2023 احتجاجات لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان أمام مقر البرلمان، حيث أعلن الطلبة عزمهم عن خوض سلسلة من الإضرابات عن الدروس النظرية والتطبيقية والتدريبات الاستشفائية، والمداومات الليلة والنهارية، يومي الخميس والجمعة.

الطلبة المنضوون تحت لواء اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان رفضوا، خلال احتجاجهم، تخفيض سنوات التكوين من سبع سنوات إلى ستة، فضلا عن مطالبتهم بتسريع طلبات الاعتماد الدولية لتكوينات الدكتوراه لدى المنظمات المعتمدة، إضافة إلى تنظيم 5 فترات تدريب على طوال السنة الجامعية مع مراعاة شهر من العطلة.

الطلبة نددوا في احتجاجاتهم بالوضعية المزرية للمراكز، والتي لا تسمح لهم، من وجهة نظرهم، بتلقي التداريب بشكل جيد، نظرا للاكتظاظ في ظل ما أسموه تماطل الوزارة عن التعاطي الإيجابي مع الملفات العالقة منذ سنوات خلت.

اختلالات وصمت وزاري

في هذا السياق، يقول عبد الحكيم اوعدو، الكاتب العام للجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة بالمغرب، في حديث لمرايانا، إن احتجاجات الطلبة بدأت منذ سنتين، بعد قرار تخفيض مدة التدريب من 7 سنوات الى 6 سنوات.

القرار، حسب المتحدث، خلَّف فرحا كبيرا في صفوف طلبة كلية الطب، خاصة وأن طلبة السنة السابعة في النظام القديم، كانوا يقومون بمهام الأطباء لكن بمقابل مادي ضعيف جدا، بحيث كان من المتوقع أن يكون هناك تغيير في هذا الصدد.

حسب المتحدث، منذ ذلك الحين إلى يومنا هذا، الملاحظ هو عدم وجود أي تحرك من الوزارة المعنية بالقطاع فيما يخص التكوين. هذا ما جعل الفرح ينقلب إلى تخوف في صفوف الطلبة من كون الوزارة تذهب في طريق تقليص مدة التكوين، لكنها غير جاهزة بعد وليس لها تصور واضح لمستقبل التكوين بالكليات.

يقول اوعدو: “الأمر الذي أثار غضب الطلبة هو عدم وجود تغيير جذري، فقط سيتم نقصان سنة من التكوين لا غير”.

يشير اوعدو إلى أن مجال الطب يوحد 3 أسلاك، السلك الأول يشمل السنة الأولى والثانية، أما السلك الثاني فيشمل السنة الثالثة والرابعة والخامسة، التي تضم الجانب النظري والتطبيقي، بها تصبح للطالب صفة طبيب خارجي، ويقوم حينها بإجراء تدريب يوميا في المركب الاستشفائي الجامعي.

التغييرات التي سيتم إجراؤها، حسب المتحدث، تهم السلك الثالث، انطلاقاً من السنة السادسة، أي أن التغيير في مجمله يهدف إلى إزالة السنة السابعة، وإدخال بعض التغييرات على السنة السادسة، وكيفية اختيار التخصص. في هذا الإطار، توجد طريقتان: مباراة داخلية، تكون مفتوحة في وجه طلبة السنة الخامسة لاختيار تخصصهم حسب الاستحقاق، ومباراة أخرى تهم السنة السادسة والسابعة.

يقول اوعدو: “لحدود اللحظة، الطلبة لا يعلمون هل ستظل هذه المباراة موجودة أم لا، خاصة وأن التغيير يهم السنوات التي تُجرى فيها المباراة، وكذا ساعات التكوين التي كانت 950 ساعة من التكوين، فكيف سيتم إدراجها في السنة السادسة. هذه التعديلات كلها لم يتم إدراج إي منها منذ سنتين”.

تداريب مُعوزة

من بين المشاكل التي يطرحها اوعدو لمرايانا، إشكالية التدريب الذي كان يقوم به الطلبة في السلك الثاني. هذا التدريب يقوم به الطلبة الذين لهم صفة طبيب خارجي بالمركب الاستشفائي الجامعي، ويتلقون مقابله أجرة 21 درهما لليوم. هذا التدريب أصبح الآن يتم إما في المستشفيات الجهوية أو الإقليمية، والتي تكون أحياناً بعيدة جدا عن الطلبة، مما يطرح مشكل كلفتها المادية مقارنة مع الأجر الذي يتلقونه.

في هذا الإطار، وحسب ذات المتحدث، فقد أجرت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان، بحثا شمل 5000 طالب وطالبة، حول الأجرة التي من المفترض أن يحصل عليه طلبة السنة الثالثة والرابعة والخامسة، وهي 1600 درهم؛ فيما طلبة السنة السادسة يجب أن يحصلوا على 3500 درهم.

يعدد المتحدث عدداً من المشاكل التي يتخبط فيها القطاع مُبرزاً وجود تضخم في الجانب التطبيقي، حيث تم إحصاء 330 طالب بالمركز الاستشفائي الجامعي بمدينة فاس، منهم 80 طالبا في مصلحة فيما 60 طالبا متمركزون بمصلحة أخرى و30 طالبا آخر داخل مصلحة أخرى. وهذا يطرح مشكل النقص في التكوين.

يقول اعودو: “كلما كان عدد المتدربين في مصالح المراكز الاستشفائية الجامعية منخفضا، حصلنا على تكوين ذي جودة. غير أن الإشكال المطروح هو زيادة عدد طلبة السنة الأولى والثانية، والذي صار أكبر من أعداد الطلبة الذين يتلقون تدريباً داخل المراكز المذكورة”.

حسب المتحدث، هذا العدد الكبير يدفع بالوزارة إلى توزيع المتدربين على المستشفيات الجهوية والإقليمية، والتي تعرف إشكالات عديدة. أحيانا، يغيب الطبيب وأحيانا تغيب وسائل العمل. في هاته الحالة، كيف يمكن تصور تكوين الطلبة في ميدان غير مجهز، وفي غياب تام لأي تعديل أو مراقبة لهذه المصالح.

على خطى تنسيقية التعاقد، وعدد من الحركات الاحتجاجية، يحاول طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان خوض أشكال احتجاجية، والعمل على تجميع طالبات وطلبة الطب بالمغرب قصد الترافع على الملف المطلبي الذي قدمته اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان.

فكيف ستتعامل وزارة الصحة مع ملف مطلبي ظل مفتوحا منذ سنوات، وانضافت له مؤخرا، ملفات مطلبية جديدة، للممرضين وتقنيي الصحة؟

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *