إعادة فتح سينما كاميرا بمكناس… عودة عشيقة من زمن الغواية - Marayana - مرايانا
×
×

إعادة فتح سينما كاميرا بمكناس… عودة عشيقة من زمن الغواية

سينما “كاميرا” ارتبطت بتاريخ المدينة، وبتاريخ أسماء سينمائية تربَّت على الثقافة السينمائية والفنية داخل كاميرا. على سبيل المثال، المخرج ادريس الروخ وفوزي بن السعيدي وأسماء أخرى ارتبطت بالسينما وحضور الثقافة السينمائية في مكناس. هو رهان فريق “كاميرا” أملا في جمهور شاب وناشئة تمتلك ثقافة سينمائية وسينيفيلية.

حين كنت تعبر عبر حمرية، بمدينة مكناس، كنت تجد أبوابها موصدة. تتذكر الماضي القريب كما تتذكر أمجاد السينما والسينمائيين الذين مروا هنا. نحن أمام سينما كاميرا، إحدى معالم الفن والثقافة بمكناس.

وأنت تعبر اليوم… تجد حركية غير مُعتادة، فقد عادت الحياة لسينما كاميرا وصار بإمكان محبي السينما بمكناس العودة لمكانهم الطبيعي.

يوم 13 ماي لم يكن يوماً عاديا، فقد كان موعد عودة الحياة لسينما كاميرا، التي أُسست سنة 1938 من طرف كوسماس ساندو (Cosmas SANDEAUX)، لتعود ملكيتها فيما بعدُ لأسرة جمال التازي، الذي يشرف عليها الآن.

إرث تاريخي

سينما كاميرا تسكن الكثير من ذاكرة المكناسيين. معلمة ثقافية تاريخية. هكذا أخبرنا زائر للسينما خلال حفل الافتتاح الذي حضرته شخصيات رسمية وفنية، والذي عُرض خلاله الفيلم السينمائي “الدادوس” لمخرجه عبد الواحد لمجاهد.

عن إعادة فتح السينما، يقول جمال التازي، مالك سينما كاميرا، في حديث لمرايانا إن القاعة السينمائية ليست سينما عادية كسائر القاعات. سينما كاميرا يبلغ عمرها 85 سنة، فهي متحف ونقطة التقاء رواد السينما والثقافة وفرصة لمناقشة الفنون. هي منارة وزاوية للفن بمدينة مكناس.

التازي استرسل قائلا إن سينما كاميرا انطلقت مع مسيرته الحياتية خلال فترة الستينيات، حينها كانت مكناس تتوفر على تسع أو عشر قاعات سينمائية، كلها أغلقت. الدافع وراء إعادة فتح السينما لا يرتبط بمردود مادي، بل هو عرفان للفن السابع ولمكانة السينما في مكناس. أكبر دعم تلقيته، يقول جمال التازي، ولا زلت أتلقاه، هو الدعم المعنوي من عشاق السينما محبي الفن كما هو الحال بالنسبة للسنيمائي محمد بيوض ومحمد خونا وسهام الفايدي.

مكناس تتنفس السينما

جمال التازي انتقد غياب سينما بمكناس، وكان هذا هو الحافز وراء تسريع إعادة فتح سينما كاميرا، القلب النابض لحمرية؛ حيث قال إن إعادة فتح “كاميرا” فخر وسعادة له.

كانت مكناس بحاجة لقاعة سينمائية كما هو الحال بالنسبة لمدن عديدة تفتقر لقاعات سينمائية. وجود السينما في المدينة يعني وجود الثقافة، وهذا ما دفع جمال التازي لإعادة فتحها، وهو الدافع ذاته الذي يتملك محمد بيوض، أهم الداعمين للفكرة وأحد أبرز الوجوه الوجوه العاشقة للسينما بمدينة مكناس.

محمد بيوض، المدير الفني للمهرجان الدولي لسينما التحريك بمكناس، قال، في حديث لمرايانا تفاعلاً مع إعادة فتح سينما كاميرا، إن فتح قاعة كاميرا هو عودة الروح للسينما. هو أمر مهم جدا، لا سيما أن موقع السينما جاء في “حمرية” القلب النابض لمدينة مكناس.

الفاعل السينمائي بيوض اعتبر أن “كاميرا” ارتبطت بتاريخ المدينة، وبتاريخ أسماء سينمائية تربَّت على الثقافة السينمائية والفنية داخل كاميرا. على سبيل المثال، المخرج ادريس الروخ وفوزي بن السعيدي وأسماء أخرى ارتبطت بالسينما وحضور الثقافة السينمائية في مكناس. هو رهان فريق “كاميرا” أملا في جمهور شاب وناشئة تمتلك ثقافة سينمائية وسينيفيلية.

سينما كاميرا: أمل منشود

أمام مدخل السينما، التقينا أنس. ينتظر دوره لأخذ تذكرة فيلم “الدادوس”، يبدو سعيدا بعودة الحياة لكاميرا. يقول أنس لمرايانا إن “كاميرا” كانت معلمة مهمة جدا بالنسبة له. كلما زار مكناس، يُحدد تواجده لأصدقائه بقربها: “أنا أمام سينما كاميرا”.

انبهر أنس بالحضور الذي ينتظر دوره لاقتناء التذاكر وولوج السينما، مُبديا سعادته باهتمام المكناسيين بالسينما حيث يقول: “يسعدني أن يهتم المكناسيون بالسينما، فالفنّ السابع فيه الكثير من أملنا لنتحرر، لكي نتطلع إلى أنفسنا في مرآة الفن. الكثير من القضايا عرتها السينما، وغيرت العديد من تصوراتنا الجاهزة عنها. قاعة كاميرا السّينمائية تحمل مبدئيًّا همّ مصالحة سكان مكناس مع مجتمعهم ومع عالمهم، انطلاقا من السينما”.

 

يقول أنس: “كنت دائما أتمنى لو أستطيع ولوجها، ومشاهدة فيلم داخلها. طيلة مدة طويلة كانت مغلقة، لكن هذه المعلمة ظلت تعبيراً حالما في أفق المكناسيين، أو في أفق من يحب مكناس مثلي ويربي تجاهها حميميّة عالية في قلبه”.

حين سمع المتحدث أنه أعيد فتحها في الشهور الأخيرة، برمج مبدئيا أن أول شيء سيقوم به في مكناس، هو الذهاب إلى سينما كاميرا ومشاهدة فيلم هناك. زار مكناس بالفعل، وبمجرد نزوله من القطار، ذهب لاقتناء تذكرة. شاهد في المساء فيلم الدادوس المغربي. يسترسل أنس بالقول: “كانت السينما أفضل من بعض القاعات السّينمائية بالرباط، لكونها تتيح مشاهدة الفيلم من البالكون في داخل القاعة. كان الصوت جيداً، والصورة ممتازة”.

يُقر أنس أن تجربته كانت جميلة بهذه السينما، على أمل العودة قريبا لمكناس، بغية إعادة إحياء ذلك الحبّ القديم لفضاء حمرية الذي كان يتحدد لأنس والكثير من أقرانه في سينما كاميرا، ذلك الحب الذي سكننا… نحن القادمين من مدن أخرى غير مكناس.

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *