حكم قضائي يبرئ معلما عنَّف طفلة بزايو: طفلة مُعنّفة وأسرة مكلومة… ومعتدي من أسرة التعليم - Marayana - مرايانا
×
×

حكم قضائي يبرئ معلما عنَّف طفلة بزايو: طفلة مُعنّفة وأسرة مكلومة… ومعتدي من أسرة التعليم

ذات يوم، وفي ساحة المدرسة، كان المعلم في الحراسة وكانت الأخت مع التلميذات والتلاميذ ينتظرون دخول حصة مادة اللغة الفرنسية بعد خروجهم من حصة المعلم المعني بالأمر، ليفاجئها بالضرب المبرح بواسطة أنبوب أمام مرأى ومسمع من الأساتذة والتلاميذ

قضت المحكمة الابتدائية بمدينة الناظور، يوم الإثنين 10 يوليوز 2023، ببراءة معلم متهم بالاعتداء على طفلة قاصر تتابع دراستها بالمستوى السادس ابتدائي، بمدرسة الأمل بمدينة “زايو”، إقليم الناظور، والبالغة من العمر 12 سنة. وقد قضت المحكمة ببراءة المتهم وعدم الاختصاص للبث في الطلبات المدنية للمطالبة بالحق المدني.

الحكم الذي أصدرته المحكمة خلًّف استياء وسط الأسرة، وفتح جراحا جديدة حول تعاطي القضاء مع هاته القضايا، مما دفع بأسرة الطفلة المعنفة، والتي، تقول الأسرة إنها تعرضت للتحرش الجنسي من طرف أستاذها، إلى استئناف الحكم الابتدائي القاضي ببراءة المُعنف.

تعود أطوار القضية إلى شهر فبراير 2022، حيث تعرضت الطفلة، حسب روايتها ورواية أسرتها، والتي كانت تبلغ حينها 11 سنة، للضرب المُبرح من طرف معلمها لمادة اللغة العربية بأنبوب بلاستيكي أمام زميلاتها وزملائها خلال وقوفها بساحة المدرسة للالتحاق بحصة اللغة الفرنسية.

الاعتداء المُبرح الذي تعرضت له الطفلة خلّف، حسب أسرة الضحية، أزمة نفسية وآثارا وجروحا على بطنها، كما هو واضح في صور اطلعت عليها مرايانا، إضافة إلى الشهادة الطبية التي توصلت بها مرايانا.

استفزاز ونزع الحجاب

مرايانا حاولت الكشف عن خيوط هذا الاعتداء الذي طال الطفلة القاصر، حيث قالت منال رجاء في الله، وهي أخت الطفلة، في حديث لمرايانا إن “قرار المحكمة الأخير خلف استياء ولم يكن متوقعا بعدما كنا ننتظر إنصاف الطفلة يتم تبرئة المُعنف والمتحرش”. المشكل بداية، حسب رواية الأسرة، انطلق من ابتزاز التلميذات والتلاميذ الذين لا يتلقون الساعات الإضافية عند المعلم.

تقول منال: “سبق واشتكت الأخت من بعض الممارسات التي يقوم بها المعلم، كنزع الحجاب لتلميذات وربطهن مع قمطر الطاولة، فضلا عن تلفظه بأقوال مشينة، إلى غير ذلك. ذات يوم، قامت والدتي بظفر شعر الأخت لنُفاجئ في المنزل عند عودتها بأنها لم تعد كما كانت وحينما تساءلنا عن السبب نكتشف أن المعلم قام بفتح ظفيرة شعر الطفلة”.

حسب المتحدثة، “أحيانا كانت تعود إلى المنزل وتخبرنا أن المعلم سرب الامتحان في الساعات الإضافية، غير أنها ترفض رفضا قاطعا الذهاب للساعات الإضافية وتفضل الاعتماد على نفسها عوض المعلم أو غيره”.

سياط وعنف ظلامي

بالعودة للحادث، فقد حدث، وفق أخت الضحية في 18 فبراير 2022. “كانت حينها أختي تبلغ من العمر 11 سنة وتدرس في المستوى السادس ابتدائي، وهو أستاذ للغة العربية. دائما ما كانت تعود منهارة وفي حالة يرثى لها بسبب ضغط المعلم للقدوم للساعات الإضافية في منزله. كانت تقضي أحيانا ليالي من البكاء بسبب هذا الوضع”.

تورد المتحدثة أنه “ذات يوم، وفي ساحة المدرسة، كان المعلم في الحراسة وكانت الأخت مع التلميذات والتلاميذ ينتظرون دخول حصة مادة اللغة الفرنسية بعد خروجهم من حصة المعلم المعني بالأمر، ليفاجئها بالضرب المبرح بواسطة أنبوب أمام مرأى ومسمع من الأساتذة والتلاميذ”.

بعد تعرض الضحية للضرب المبرح من طرف المعلم، تطرقت منال للموضوع عبر مواقع محلية وعبر حسابها الخاص على الفايسبوك. حينها… قدم المعلم إلى البيت طالبا منها الصفح وتجاوز الموضوع، إلا أنها أخبرته أنها ستقوم بسلك السبل القانونية، كما قدم عدد من الأساتذة والمقربين من المعني بالأمر ليس للمؤازرة، وإنما لثني منال عن رفع دعوى قضائية.

مدير مُطبع مع العنف

تسترسل أخت الضحية: “استدعاني مدير مؤسسة الأمل إلى مكتبه، لأُفاجئ بوابل من التهديدات. حاول ثنيي عن رفع الدعوى ضد المعلم وسحب المقالات وتجاوز الموضوع الذي بدا له عاديا، محاولاً تبرير العنف والاعتداء”.

تحرش ومحنة أسرة

بعد الضغط الحاصل، والذي أثر نفسيا على صحة وسلوك الضحية، سعت الأسرة إلى تنقيلها لمدرسة أخرى، كما قامت بزيارة طبيب للحصول على شهادة طبية في الموضوع بهدف إثبات الضرر.

على الرغم من انتقالها لمدرسة أخرى… لم تستطع الضحية التأقلم، وأصيبت بنوبة هلع داخل الفصل فعادت إلى البيت، وأغلقت باب الغرفة، وظلت وحدها لمدة طويلة على الرغم من سعي الأسرة إلى معرفة ما يجري… لتكتشف أخيرا أن الأمر مرتبط بتحرش جنسي إضافة إلى الضرب المبرح.

ستكشف لنا أخت الضحية أن المعلم كان يستدعي الطفلة ويُجلسها عنده ويُلامس جسدها ويعانقها.

قامت أسرة منال بوضع شكاية وأخبرت المدير بضرورة استدعاء اللجنة الإقليمية، حيث استمعَت للأستاذ وبعدها سلكت السبل القانونية من خلال المحكمة الابتدائية. تضيف أخت الضحية: “توجهنا لخلية العنف ضد المرأة والطفل واستمعت لي ولأختي، وبعدها قدمنا شكاية لوكيل الملك”.

سوداوية وتفكير في الانتحار

مستقبل الطفلة صار الآن في منعرج صعب. في الوقت الذي كانت لها طموحات وتبدع في الرسم ومساعدة الوالدة في الأعمال المنزلية والأعمال اليدوية، تقول أخت الضحية، تحولت الآن من طفلة شغوفة بالحياة إلى طفلة تتجرَّع مرارة التحرش والعنف الذي تعرضت له أمام زملائها وأساتذتها.

الطبيبة النفسية التي تتابع حالة الأخت أكدت للأسرة، حسب ما نقلته منال لمرايانا، أن الضحية تُعاني من أفكار سوداوية فضلا عن الإحساس بالعار، بل وصل ذلك إلى حد التفكير في الانتحار حسب ما أوضحته الطبيبة النفسية.

فهل ينصف القضاء، في طور الاستئناف، الضحيةَ؛ أم أنها ستنضاف إلى أعداد ضحايا العنف والعنف الجنسي الذين تمر حكاياتهم في صمت؟

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *