العصر الذهبي للدولة الإسلامية… تاريخ الاقتتال السياسي 2/4
في التاريخ السياسي للدولة الإسلامية، وبالرجوع إلى كتب السياسة الشرعية، لا يمكنك الظفر بنظام إسلامي للحكم متفق عليه، أو أجهزة لمراقبة عمل الحكام أو التنظير لدولة المؤسسات بالشكل المتعارف عليه في العصر الحديث… بل تجد تقديسا لولي الأمر ومراقبة عمله سرا ونصحه في الخفاء، والخضوع للحاكم المتغلب.…
هذا التاريخ الدموي والاقتتال حول سدة الحكم، والفتك بالمعارضين والاستئثار بمقدرات العالم الإسلامي، هو تاريخ ممتد منذ عهد “عثمان بن عفان” إلى يوم الناس هذا، ودون الحالمين بعصرٍ ذهبي، بوابة الزمن ليختاروا العهد الذهبي الذي يتوافق وأحلامهم الوردية التي ستعوضهم عن دولة المؤسسات والنظم الديمقراطية والأعراف الدستورية الحديثة.
تابعنا في الجزء الأول من هذا الملف، كيف تتعارض تلك الصورة الوردية التي يرسمها الحالمون بعصر ذهبي للدولة الإسلامية، مع حقائق التاريخ والواقع، ومع تفاصيل الصراعات المذهبية والعقدية التي عرفتها مرحلة ما يعتبره البعض عصرا ذهبيا.
في هذا الجزء الثاني، نقف عند تفاصيل صراعات من طبيعة أخرى، تتعلق بتاريخ الاقتتال السياسي خلال تلك المرحلة.
2 – التاريخ السياسي
بعد وفاة الرسول بساعات قليلة، اختلف أصحابه حول من يخلفه، وكادوا يقتتلون في سقيفة بني ساعدة حول تنصيب الخليفة الجديد. ليستتب الأمر بعدها لأبي بكر على مضض من بعض الأنصار و”علي بن أبي طالب” وزوجته “فاطمة” بنت رسول الله، التي ظلت مخاصمة لأبي بكر حتى ماتت، ليبايع “علي” بعد ستة أشهر من الامتناع “أبا بكر”… وبعد موت هذا الأخير، عَهِدَ بالخلافة ل”عمر بن الخطاب“، في اجتهاد شخصي وليس تشريعا دستوريا لطريقة اختيار الحاكم كما يدعي بعض منظري السياسة الشرعية.
وبعد مقتل “عمر بن الخطاب” جاءت خلافة “عثمان بن عفان“، لينفجر الوضع السياسي وتموج ربوع العالم الاسلامي بالثوار، في محاولة فاشلة لوضع حد لتجاوزات “عثمان بن عفان” وبني أمية الذين سيستأثرون بالحكم ويُغرقون المعارضين في بحار من الدماء، امتدت من العراق إلى الشام، رغم محاولات “علي بن أبي طالب” كبح جماحهم واسترداد الشرعية الضائعة.
اقرأ أيضا: دولة “الإسلام”: من العدل والرحمة إلى الجور والاستبداد… حكم “السفاح المبيح” 3/3
ونظرا لغياب نظام سياسي محدد المعالم، وغياب دولة مبنية على مؤسسات سياسية، فقد استمر الاقتتال بين الدول المتعاقبة، فـأطاح العباسيون بالأمويين وأشبعوهم قتلا وتنكيلا، واستبد حكامهم بإدارة أمور الإمبراطوية وثرواتها، حتى تطاول الأتراك على السلطة، فضعفت الدولة المركزية، لتُمهد لظهور الدولة القطرية، وتتوسع دائرة الاقتتال حول الحكم من دولة المماليك في مصر إلى الدول المتعاقبة على حكم الأندلس والمغرب الأقصى.
وفي التاريخ السياسي للدولة الإسلامية، وبالرجوع إلى كتب السياسة الشرعية، لا يمكنك الظفر بنظام إسلامي للحكم متفق عليه، أو أجهزة لمراقبة عمل الحكام أو التنظير لدولة المؤسسات بالشكل المتعارف عليه في العصر الحديث، بل تجد تقديسا لولي الأمر ومراقبة عمله سرا ونصحه في الخفاء، والخضوع للحاكم المتغلب، كما لا تجد طريقة مثلى لانتخاب ولي الأمر، بل يتم تنصيب الحاكم إما بوراثة ولي العهد للحكم، أو أن يعهد به الحاكم لمن يختار، أو تتولى هيئة غير منتخبة للحل والعقد اختيار الحاكم…
إن هذا التاريخ الدموي والاقتتال حول سدة الحكم، والفتك بالمعارضين والاستئثار بمقدرات العالم الإسلامي، هو تاريخ ممتد منذ عهد “عثمان بن عفان”، الذي لم ير حرجا في الأخذ من المال العام لنفسه وعشيرته إلى يوم الناس هذا، ودون الحالمين بعصرٍ ذهبي، بوابة الزمن ليختاروا العهد الذهبي الذي يتوافق وأحلامهم الوردية التي ستعوضهم عن دولة المؤسسات والنظم الديمقراطية والأعراف الدستورية الحديثة.
اقرأ أيضا: علي اليوسفي العلوي يكتب: الإسلام: دين ودنيا، أم دين ودولة؟
ومن نافلة القول أن نذكرهم بالاختلاف الحاد، الذي أدى الى حرب أهلية بين الجماعات المتطرفة التي حكمت العراق في العقد الأخير، بين داعش التي كانت ترى أن “البغدادي” هو خليفة المسلمين الشرعي الذي يجب له السمع والطاعة، وبين الفصائل الأخرى كجبهة النصرة والقاعدة التي لا تعترف بخلافته.
فبعد كل هذه القرون… لازلت الحرب المستعرة والخلاف السياسي شابا، سواء بين الجماعات المتطرفة أو الحركات المعتدلة كجماعة الاخوان المسلمين بمصر والنهضة بتونس والأحزاب السياسية الإسلامية على طول رقعة “العالم الإسلامي”. ولازلنا ننتظر شكل الحكم الذي سيعيد الأمجاد.
لقراءة الجزء الأول: العصر الذهبي للدولة الإسلامية… التاريخ الديني 1/4
لقراءة الجزء الثالث: العصر الذهبي للدولة الإسلامية… مجاعات، عبيد ومحاربة العلماء 3/4
لقراءة الجزء الرابع: العصر الذهبي للدولة الإسلامية… حين شهد الإمام مالك على فساد العصر 4/4
للاسف موقع يدعي المصداقية والحيادية و جميع مقالاته فيها اسقاط و كذب على ديننا الاسلامي
و المدعو الكاتب حسن الحو الذي من المفترض ان يراعي المبادئ الاي يدعيها الموقع و من ضمنها الحيادية ان لا يتخذ موقف “سياسي” كما يدعي مثل ما فعل حين صرح بشرعية الخلافة لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه بعد الرسول عليه الصلاة والسلام!
في اعتقادي يجب على الكاتب ان يواصل التعلم واخذ الدورات التدريبية المفيدة والتي قد تساهم في تطوير مهاراته وتزيد من خبراته، فالكاتب المتمرس اذا ادعى الحيادية في مقالاته يصعب على القارئ ان يحدد موقف الكاتب على عكس المدعو حسن الحو
ختاما
اتمنى من الموقع ان يترك الجدل في شبهات الماضي و ينظر للامام ويحاول ان يساهم في تطوير وتنوير القارئ بما هو مفيد وليس بماضٍ لن يغير اي عمل تقومون به ما حدث فيه ومن غير شكر لكم على اسقاطاتكم المتكررة