كنزة الورود: “أنثى تشكر الإسلام”، كذبة الأصوليين - Marayana - مرايانا
×
×

كنزة الورود: “أنثى تشكر الإسلام”، كذبة الأصوليين

“إن المرأة المسلمة لا ينقصها شيء! نحن نحترمها ونقدرها، إنها الأخت والزوجة والأم والإبنة”.

هكذا يتحدث الفقهاء… أيظنون أنهم يخاطبون كائنات قادمة من كوكب غير الأرض، كائنات لا علم لها بما يجري في المنطقة البائسة التي تدعى العالم العربي الإسلامي؟ على من يضحكون؟ يزيفون الواقع. يكذبون. يدلسون كما عهدناهم دائما.

يزعمون أن المرأة في مجتمعاتهم مكرمة معززة كاملة الحقوق وتحيا في وضع أفضل بكثير من وضع المرأة الغربية…

يزعمون أن النساء لهن حقوق في المجتمعات الإسلامية، فالإسلام قد كفل لهن ذلك وصان كرامتهن…

يزعمون أن الحركات النسائية ذات نوايا خبيثة وتبيت للمجتمع المسلم أمرا خطيرا.

“إن المرأة المسلمة لا ينقصها شيء! نحن نحترمها ونقدرها، إنها الأخت والزوجة والأم والإبنة”!.

هكذا يتحدث الفقهاء… أيظنون أنهم يخاطبون كائنات قادمة من كوكب غير الأرض، كائنات لا علم لها بما يجري في المنطقة البائسة التي تدعى العالم العربي الإسلامي؟ على من يضحكون؟ يزيفون الواقع. يكذبون. يدلسون كما عهدناهم دائما.

إن المرأة عندهم مكرمة وهم يحترمونها جدا؟ حسنا! لماذا إذن يكشرون عن أنيابهم عندما نحدثهم عن المساواة بين الجنسين؟ لماذا تثور ثائرتهم عندما تطرح قضية المساواة في الإرث؟ لم لا يقبلون بالمساواة بين الرجل والمرأة؟ لماذا يعطى للرجل ضعف حصة المرأة؟ هل المرأة نصف إنسان؟ ثم، لماذا يصرخون عندما تثار قضية منع تعدد الزوجات؟ أليس تعدد الزوجات أكبر إهانة للمرأة وأخطر انتهاك لكرامتها وإنسانيتها؟ أليس استعبادا للنساء؟ أليس امتلاكا واضحا؟

يدافعون عن النخاسة، ويريدون امتلاك الجواري في القرن الحادي والعشرين، يا للعجب! ولماذا يذودون بكل ما أوتوا من قوة عن تزويج القاصرات؟ أيريدون تفادي الفواحش والفساد؟ أين هي حقوق تلك الفتيات؟ حقهن في التعلم والتلقي، حقهن في العمل، حقهن في الاستقلال، حقهن في الإبداع والعطاء، حقهن في الاختيار؟

كيف ستتقدم بلدانهم إذا كانوا لا يولون أي اهتمام للعلم والمعرفة ولا يقيمون أي وزن للإبداع والإنتاج والعمل، ويركزون على الزواج والإنجاب فقط؟ متى سيفهمون أن العقل، أن الذكاء، أن العلم هو الذي يحكم اليوم ويسيطر، وليس العدد؟ إذا كانوا يحترمون المرأة، فلماذا يناهضون بكل قوة ووحشية قانون محاربة العنف؟ نريد أن نعرف، نحن نساء البلدان ذات الأغلبية الإسلامية، أية حقوق وأي تكريم لنا في هذه البلدان؟ ماذا تعني جرائم قتل النساء التي تحدث كل يوم؟ هل أدان أحد رجال الدين يوما هذه الجرائم؟ ماذا يعني اغتصاب الفتيات والتحرش بهن، وتحميل مسؤولية ذلك للضحايا وتبرئة الجناة وتبرير أفعالهم؟ ألا يطلون علينا عندما تحدث حوادث كهذه ويقولون بكل وقاحة وبلهجة استفزازية إن لباس المرأة هو السبب، وإن الحجاب، بل النقاب هو اللباس الشرعي الذي يحمي المرأة؟ بل إن وجود المرأة في الشارع مكروه، بالنسبة لهم. مكانها هو المنزل!

ماذا يقول الفقهاء حول منع الأهالي للفتيات من الدراسة بحجة أنهن بنات وأنهن كبرن وأن الأهالي يخافون عليهن؟ ماذا يقولون عن إجبارهن على الزواج؟ ماذا يقولون عن تعنيفهن من طرف الأهل أو الزوج؟ ماذا يقولون عن فتيات ونساء انتحرن احتجاجا على أوضاع مهينة بشعة يعشنها (بسبب العنف الزوجي غالبا)؟ هل هذه هي الحقوق التي يتحدثون عنها؟ هل هذا هو التكريم؟

يتحدثون عن التكريم، ولكن في نفس الوقت يقولون إنه من واجب المرأة طاعة الزوج، ومن قبله الوالدين، والخضوع لرجال العائلة. إنهم أوصياء عليها! لا يحق لها أن تسافر وحدها، ولا أن تأخذ قرارا يهم حياتها، تابعة دائما للأب أو الأخ أو العم أو الجد أو الزوج أو الابن…

يتحدثون عن التكريم، ولكن في نفس الوقت يقولون إن الرجال قوامون على النساء، وإن شعرهن ووجوههن وصوتهن، بل كيانهن بأكمله عورة لا يسترها إلا المنزل وإلا الكفن.

يتحدثون عن التكريم ويقولون في نفس الوقت إن ضرب المرأة مشروع، فهو تأديب لها. ولكن لا ينبغي أن يكون ضربا شديدا يؤدي إلى كسر عظامها مثلا، يا للعار!! يتجرؤون مع ذلك على الحديث عن التكريم والحقوق والاحترام! لو وهب هؤلاء فرصة الحكم، لصارت كل الدول ذات الأغلبية الإسلامية نسخة عن أفغانستان. لقد رأينا بأم أعيننا كيف تراجعت حقوق النساء وكيف تم ضرب المكتسبات التي حققتها في العقود الأخيرة بعد تولي الإسلاميين للحكم (في مصر، تونس، حكومة حزب العدالة والتنمية في المغرب…).

نريد أن نتساءل الآن عن دور هؤلاء الكارهين للنساء والمعادين لحقوق الإنسان في مجتمعاتنا: أليس أن كل دورهم هو الدفع بالمجتمع نحو مزيد من التخلف والجمود والانحطاط؟ ويتجرؤون، مع كل إساءاتهم وانتهاكاتهم، على تشويه الحركات النسائية ومهاجمة الغرب! من الذي منع العبودية؟ هم أم الغرب؟ من الذي مكن المرأة من حقها في التعلم والعمل؟ هم أم الحركة النسائية؟ من الذي منحها حق الطلاق؟ هم أم الحركة النسائية؟ من الذي منحها حق المشاركة في الحياة العامة؟ هم أم الحركة النسائية؟ من الذي أعلن أن المرأة كائن إنساني حر كامل متكامل جسدا وعقلا وروحا؟ هم أم الحركة النسائية؟ من الذي نادى بصيانة كرامة المرأة؟ أهم الذين يشرعون الضرب والتعدد وزواج القاصر أم الحركة النسائية؟

عندما يرفضون مبدأ المساواة بين الجنسين، هل هذا تكريم للمرأة؟ هل تكريم لها حين يعتبرونها مخلوقا أدنى وأحط وأقرب من الشيطان أو أنها مثل الدابة والحمار وناقصة عقل؟

علاوة على هذا كله، يؤلفون كتبا يضمنونها أكاذيبهم ويهاجمون فيها الحركات النسائية. يجدون ويجتهدون كي يصنعوا مزيدا من الجواري، وكي يعيدوا النساء إلى الحظائر والقبور التي خرجن منها بعد مسيرة كفاح ونضال طويلة وجهد جهيد. هذا ما نجح في القيام به محمد السيد، صاحب كتاب ” أنثى تشكر الإسلام” والذي قام بتوقيعه قبل شهر في المغرب، والذي خصصه لمهاجمة حرية وحقوق المرأة والغرب على السواء، قائلا إن الغرب يسلع المرأة ويدفع بها إلى الانحلال والعهر والفجور، بخلاف الإسلام الذي كرم المرأة وأعزها. ولقد اندهشت من الاحتفال الكبير الذي قوبل به كتاب كهذا، والإقبال الشديد الذي كان عليه من طرف الفتيات والنساء خاصة. ظهرت وجوه نسائية من بينها وجوه مغطاة منقبة لتشكر الكاتب وتكرر المقولة السخيفة التي مفادها أن المرأة المسلمة مكرمة معززة؛ كما قالت إحداهن ذلك وهي مغطاة من الرأس حتى أخمص القدمين، لاعتقادها أن جسدها عورة ومسبب للفتنة. هل هذه المرأة تحترم نفسها وهي تعتبر كيانها ووجودها عورة؟ تقول إن الغرب يسلع المرأة، أليست مسلعة في الثقافة التي تبيح للرجل امتلاكها إلى جوار ثلاث نساء أخريات؟ أليست مسلعة في الثقافة التي تعتبرها عارا وعورة وفتنة يجب أن تغطى وتسجن في البيت؟ أليست مسلعة في الثقافة التي تعتبرها متاعا للرجل في الدنيا والآخرة؟ ماذا يعني أن تكون النساء حور عين يكافأ بها المؤمنون؟ أليست مسلعة عندما تعتبر كأداة للجنس والإنجاب فقط، فيتم تزويجها ما إن تصل إلى سن البلوغ خوفا من الفضيحة، دون إقامة أي اعتبار لإرادتها وعقلها وطموحها وأهدافها؟ هل اعترفت هذه الثقافة يوما أن المرأة إنسان لها عقل وإرادة وليست مجرد جسد؟ هل هذه المرأة عمياء لا تبصر التشييء والدونية والذل والعار الذي يلحقها من هذه الثقافة؟ هذه الثقافة التي لا تعترف بحقها في التعلم (والدليل قولهم، أي الفقهاء، بوجوب تزويج الفتاة القاصر دون مراعاة طموحها الفكري العلمي المهني)، ولا بحقها في العمل (إذ يعتقدون أن العمل مهمة الرجل)، ولا بحقها في الاختيار، ولا بأي حق آخر مهما كان بسيطا.

ألا تفتح عينيها لترى ثقافة تعتبرها ملكية للعائلة وللزوج، مجرد أمة يسيطرون عليها سيطرة تامة، يلغون عقلها، ويتحكمون في مصيرها جاعلين إياها وسيلة لخدمتهم؟

تشمئز تلك المرأة المنقبة من عهر الغرب وانحلاله وفجوره. أليس عهرا كبيرا تعدد الزوجات الذي يدافع عنه، باستماتة، كل الفقهاء؟ أليس عهرا أن يجمع الرجل بين أربع نساء يضاجع الواحدة منهن بعلم الأخريات وبعلم الأطفال؟ كيف سيكبر هؤلاء الأطفال؟ كيف ستكون نفسيتهم؟ ما الشخصية التي ستتكون لديهم؟ هل سيكونون متوازنين نفسيا وعقليا، ومحترمين للمرأة ولكرامتها وإنسانيتها؟ هل سيكونون صالحين في المجتمع؟ هل سيكونون ديمقراطيين مستوعبين لمعنى الحرية والمساواة؟ هل سيكونون قادرين على الإبداع والابتكار، ومناصرة حقوق الإنسان وقيم التسامح والتعايش والعدالة؟ ونحن نعلم أن كل هذه القيم إنما يتعلمها الفرد في أسرته أولا ثم في المدرسة. هل الأسرة المسلمة قادرة على تربية أطفالها وطفلاتها على هذه القيم؟ أم أنها تربيهم على قيم معاكسة ومناقضة تماما؟

إن كتبا مثل “أنثى تشكر الإسلام” كتب تروم ضرب حقوق المرأة وترسيخ ثقافة الإماء والجواري النابعة من المملكة العربية السعودية وما جاورها من الدول. تلك الثقافة البدوية التي غزت كل البقاع واستعمرت وهيمنت على كل الثقافات والحضارات المختلفة كأنها خلايا سرطانية. وأعتقد أنه ينبغي التصدي لها بتأليف كتب مضادة تعري الواقع المزري وتفضح أكاذيب الأصوليين.

تعليقات

  1. خديجة

    مقال في منتهى الروعه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *