المسيار… زواج المتعة عند المسلمين السنة 1/4 - Marayana - مرايانا
×
×

المسيار… زواج المتعة عند المسلمين السنة 1/4

يعتبر زواج المسيار أحد أبرز مظاهر زواج المتعة عند المسلمين السنة حاليا…
في هذا النوع من الزواج، يتوجب على الزوجة أن تتنازل عن حقوقها المادية كالمسكن، نفقاتها، نفقات أولادها إن ولدت، كما يتوجب عليها التنازل عن بعض حقوقها الأدبية مثل القسْم في المبيت بينها وبين ضرَّتها، فتكتفي بتردد الرجل عليها.

دأب المسلمون السنة، منذ زمن، على وصم المسلمين الشيعة بكونهم أبناء زنا. ذلك عائد بالأساس إلى جواز نكاح المتعة لدى الشيعة، رغم كون المراجع الإسلامية السنية مليئة بالممارسات الجنسية الشاذة ما قَدم منها وما حَدث.

من خلال ما سبق، سنتحدث عن أحد مظاهر زواج المتعة عند المسلمين السنة والمتمثل في زواج المسيار، كما سنتحدث عن أصوله الفقهية والعَملية، وسنحاول خلخلة البنية النصية التي اعتمد عليها المتأخرون السنة في تحريم زواج المتعة وتشريع جواز المسيار، رغم كون الممارستين تمثلان العملية الجنسية الشاذة نفسها.

اقرأ أيضا: “تزويج القاصرات”… دراسة حديثة: الاستثناء المخول للقاضي في مدونة الأسرة أصبح قاعدة! 2/1

 يعتبر زواج المسيار أحد أبرز مظاهر زواج المتعة عند المسلمين السنة حاليا، إذ يتوجب على الزوجة أن تتنازل عن حقوقها المادية كالمسكن، نفقاتها، نفقات أولادها إن ولدت[1]، كما يتوجب عليها التنازل عن بعض حقوقها الأدبية مثل القسْم في المبيت بينها وبين ضرَّتها، فتكتفي بتردد الرجل عليها[2]، إذ يذهب الرجل إلى بيت المرأة، ولا تنتقل المرأة إلى بيت الرجل[3]. لكن، سواء تمت مباشرة العملية إلى أجل معلوم أو مجهول فالنكاح باطل[4]، إذ أن أحد أهم الشروط في الزواج هو النفقة والصداق[5] حسب ماورد في الفقه السني المتأخر. كما يُشير ابن سلمون إلى كون أهم الشروط التي تُفسد الزواج تتمثل في عدم التوريث بينهما، أو على كون المرأة لا نفقة لها، لذا يرى أن الزواج في هذه الحالة فاسد[6]، وقد ذهب في نفس المنحى شمس الدين بن مفلح عندما قال بفساد الشرط في هذه الحالة لا العقد[7].

يرى القرضاوي أن كل الحقوق قابلة للإسقاط عدا النكاح (إذ يُعتبر النكاح في إطار الشذوذ أحد أعمدة الفقه الإسلامي والفقهاء الإسلاميين)، كما يَعتبر الأخير تنازل المرأة عن الشرط الأساسي لهذه الممارسة والمتمثل في الجنس مدخلا لممارسة الزنا[8]، ويُشير المرداوي إلى كون العملية الأساسية الناتجة عن مثل هذا الزواج هي الوطء، بينما تُعتبر القيم الأساسية المترتبة عن الزواج التي يدعي الفقهاء توفرها في هذه العملية غير ذات أهمية، إذ يُجيز المرداوي مُصادرة حقوق المرأة المادية والمعنوية، ويضع الآلية الرئيسية المُحركة لهذا النوع من الزواج ممثلة في الممارسة الجنسية[9].

اقرأ أيضا: في “ثبوت النسب خارج إطار مؤسسة الزواج” بالمغرب…

وقد استند العديد من المعاصرين في تحليل هذه العملية على طرح المرداوي هذا، مما يُمكننا من تعريف زواج المسيار بزواج المتعة وفق المنظور السني المعاصر. كما لا يُشترط توثيق عقد زواج المسيار لدى المُوثق، لذا، ففي هذه الحالة يكتسب هذا الزواج صبغة الزواج العُرفي[10]، فلا يتم اعتبار عدم التوثيق دليلا على بُطلان الزواج[11]، بل يُسمح بشرعنة الزواج رغم عدم توثيقه[12]. كما يُمكن إسقاط الركن المتعلق بإعلام أهل الزوجة بالزيجة في تجربة زواج المسيار[13].

 

لقراءة الجزء الثاني: زواج المسيار… نشأ في السعودية وتحول إلى عملية ابتزاز بعنوان “الجنس مقابل العمل” 2/4

لقراءة الجزء الثالث: الأصول الفقهية… هكذا حرم فقهاء السنة زواج المتعة وحللوا المسيار 3/4

لقراءة الجزء الرابع: زواج المسيار… تهافت الثراث الفقهي 4/4

 

[1] في هذا الزواج، لا يحق للزوجة المطالبة بنفقات الأبناء الذين ينتجون عن هذا الزواج، مما يدل على الهدف الكامن وراء هذه الممارسة والتي تشابه الدعارة إلى حد كبير، إذ تتكفل المرأة بالإنفاق عليهم فلا اعتراف للزوج بالأولاد الناتجين عن هذا الزواج
[2] وهبة مصطفى الزحيلي، عقود الزواج المستحدثة وحكمها في الشريعة، نسخة إلكترونية، ص 8
[3] يوسف القرضاوي، فقه الأسرة وقضايا المرأة، الدار الشامية، الطبعة الأولى، تركيا، 2017، ص 238
[4] أبو محمد بن قدامة، المغني، الجزء العاشر، تحقيق عبد الله بن الحسن التركي وعبد الفتاح محمد الحلو، دار عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الثالثة، الرياض، 1997، ص 46
[5] قاسم بن عيسى القيرواني، شرح ابن ناجي التنوخي على متن الرسالة، الجزء الثاني، تحقيق أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، بيروت، 2007، ص 14
[6] أبو بكر بن الحسن الكشناوي، أسهل المدارك شرح إرشاد السالك في فقه إمام الأئمة مالك، الجزء الثاني، دار الفكر، الطبعة الثانية، بيروت، ص 89
[7] شمس الدين بن مفلح، كتاب الفروع، الجزء الثامن، مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، بيروت، 2003، ص 267
[8] يوسف القرضاوي، زواج المسيار … حقيقته وحكمه، مكتبة وهبة للطباعة والنشر، 2005، ص 7
[9] علاء الدين المرداوي، الإنصاف في الراجح من الخلاف على مذهب الإمام المُبجل أحمد بن حنبل، الجزء الثامن، تحقيق محمد حامد الفقي، الطبعة الأولى، 1956، ص 165
[10] يوسف القرضاوي، زواج المسيار … حقيقته وحكمه، مكتبة وهبة للطباعة والنشر، 2005، ص 10
[11] الدعارة الحلال
[12] يوسف القرضاوي، زواج المسيار، مرجع مذكور، ص 11
[13] موسى معطاوي، زواج المسيار وعلاقته بالانحرافات الجنسية، جامعة سعد دحلب، البليدة، 2010، ص 87

تعليقات

  1. بندر سعيد

    النكاح الشرعي هو ماتوفرت فيه اركان النكاح وشروطه
    زواج المسيار توفرت فيه جميع الاركان من خلو الطرفين من الموانع موافقة ولي امر المرأة تسمية المهر وجود شاهدين فقط تنازلت عن حق المبيت او تنازلت عن دورها في المبيت كأن يكون عنده زوجة ويتزوج الثانية مسيار يتفق معها على المبيت عندها مره بالاسبوع .
    وربما تنازلت المرأة عن حق النفقة والبيت اي يكون عندها سكن خاص
    وعقد النكاح نفس العقد الشرعي فقط يوجد اتفاق بينهما في الشروط والابناء ينسبون للزوج والزوجان يتوارثان عكس نكاح المتعة الذي حدد فيه وقت انتهاء الزواج وكذلك الابناء لاينسبون للزوج ولايتوارثان الزوج والزوجة .
    كاتب الموضوع فقط يريد يثير بلبله بدون دليل ومع ذلك لايوجد الاعدد قليل جداً لايذكر يرضون بذلك من النساء المطلقات وعادة كبيرات بالسن وهو يعتبر حل شرعي لايخالف الكتاب والسنة كون الشريعة الاسلامية مناسبة لكل زمان ومكان .

اترك رداً على بندر سعيد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *