بارقة أمل في بعض الدول المتضررة من كورونا - Marayana - مرايانا
×
×

بارقة أمل في بعض الدول المتضررة من كورونا

يواصل فيروس كورونا المستجد تفشيه في العالم، لكن بعض الدول الأكثر تضررا ترى بارقة أمل من إسبانيا حيث انتهى “السبات الاقتصادي”، مرورا بفرنسا التي حددت 11 ماي موعداً لبدء التخفيف الجزئي للحجر، إلى الولايات المتحدة حيث “مر الأسوأ”.

إلا أن مسؤولين أشاروا، مع ذلك، إلى مخاطر التسرع في رفع الحجر المنزلي وفقا ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، الثلاثاء 14 أبريل 2020.

وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن “عهد العولمة يعني أن مخاطر معاودة ظهور كوفيد-19 وانتشاره ستستمر”.

وفي إيطاليا، حيث تم تمديد الإغلاق التام المفروض في البلاد حتى 3 ماي، يُصرح لبعض الشركات مثل المكتبات ومراكز غسيل الملابس باستئناف نشاطها، الثلاثاء، في بعض المناطق. لكن هذا التخفيف الذي أعلنه رئيس الحكومة جوزيبي كونتي، في 10 أبريل، لا يزال هامشيًا.

وفي النمسا، ستفتتح المتاجر الصغيرة أبوابها، الثلاثاء، معتبرة أن منحنى الإصابات قد “استقر”.

ومددت فرنسا، إحدى الدول التي تضررت بشكل كبير، الحجرَ لمدة شهر. لكن الرئيس إيمانويل ماكرون خطط لافتتاح دور الحضانة والمدارس ورفع الحجر.

وأعلن ماكرون، الإثنين 13 أبريل 2020، في كلمة متلفزة تمديد الحجر حتى 11 ماي، حتى لو أن “الوباء بدأ يتباطأ” في البلاد حيث توفي نحو 15 ألف شخص جراء إصابتهم بالفيروس.

وسيكون الخروج تدريجيا، ففي حين سيتم إعادة فتح المدارس شيئًا فشيئًا اعتبارًا من 11 ماي، ستبقى الحانات والمطاعم ودور السينما مغلقة حتى إشعار آخر، وكذلك الأمر بالنسبة للحدود مع الدول غير الأوروبية.

وذكر ماكرون، الذي أقر بأن بلاده “لم تكن على استعداد كاف” لمواجهة أزمة فيروس كورونا المستجد، بأن ارتداء القناع الواقي “يمكن أن يصبح منهجيا” في “حالات معينة” كاستخدام وسائل النقل العام.

وفي الولايات المتحدة، قال حاكم نيويورك، اندرو كومو، “لقد مر الأسوأ” على الرغم من أن الولاية سجلت 10 آلاف حالة جراء الوباء.

وقال كومو “نحن في طور السيطرة على تفشي الفيروس”، مضيفا أن إعادة فتح الحياة الاجتماعية والاقتصادية ينبغي أن تتم “بعناية وبطء وذكاء”.

وحثّ كومو سكان نيويورك على الاستمرار في اتباع إرشادات التباعد الاجتماعي، قائلاً إن “يومين أو ثلاثة أيام من السلوك المتهور” يمكن أن تعيد الحرب ضد الوباء لنقطة البداية.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أعلن الجمعة 10 أبريل 2020، أنّ قراره بشأن موعد فتح الاقتصاد الأميركي بعد إغلاق البلاد سيكون أصعب قرار يتوجّب عليه اتّخاذه.

وأعلن ترامب، الاثنين 13 أبريل، “نحن قريبون جدًا من وضع اللمسات الأخيرة على خطة لفتح بلادنا”، مضيفا: “نريد أن نفتح بلادنا ونعود للحياة الطبيعية”، مشيرا إلى “استقرار” في منحى الوباء.

وقدر مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأوبئة، أنتوني فاوتشي، أن الاقتصاد قد يتعافى تدريجيًا في ماي بفضل بداية التحسن في المؤشرات الرئيسية لإنتشار الوباء.

وتمارس الحكومات في جميع أنحاء العالم استراتيجية استئناف النشاط، والتي ستكون تدريجية بالضرورة، لتجنب موجة ثانية من الوباء أكثر فتكًا من الأولى.

وبدأت بعض البلدان الأقل تضررا، مثل النمسا بوضع خطة للخروج من الأزمة. ولكن أي من الدول الأكثر تضررا، مثل الولايات المتحدة (أكثر من 23.500 وفاة)، وإيطاليا (أكثر من 20.000)، وإسبانيا (أكثر من 17.000) أو المملكة المتحدة (أكثر من 11.000) لم تعلن عن موعد محدد، كما فعلت فرنسا، لإنهاء الإجراءات الصارمة.

وما يزال العزل سيد الموقف حتى الآن، فعلى غرار باريس، وبعدها روما ومدريد، تنوي لندن التمديد.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، الذي ينوب عن بوريس جونسون مؤقتا على رأس الحكومة، أنه لا ينبغي رفع “الإجراءات المعمول بها حاليًا” على الفور، حيث إن البلاد “لم تتجاوز بعد ذروة” الوباء.

ويمضي رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون فترة النقاهة في قصر هو المقر الريفي لرؤساء الحكومة منذ 1921، بعد تعافيه من وباء كوفيد-19.

وفي إسبانيا، ورغم اجراءات العزل المستمرة، سمحت الحكومة للعمال، تحت شروط صارمة، بالعودة إلى المصانع ومواقع البناء، بعد أسبوعين من “سبات” جميع الأنشطة الاقتصادية غير الأساسية.

وفي محاولة لإنعاش اقتصاد “هش” وتجنبا لحدوث عدوى، قامت الشرطة ومتطوعون بتوزيع عشرة ملايين قناع في المترو ومحطات القطار.

ويأتي استئناف الانشطة المحدود هذا لاحقا للأخبار حول تحسن الوضع الصحي على الرغم من وقوع وفيات يومية في العالم، الذي سجل أكثر من 117 ألف حالة وفاة منذ ظهور الوباء دجنبر 2019 في الصين.

وفي ألمانيا، دعت أكاديمية ليوبولدينا الوطنية للعلوم إلى عودة “على مراحل” إلى حياة أكثر طبيعية في حال “استقرت” أرقام الإصابات الجديدة.

في إيطاليا أو إسبانيا، سجلت الحصيلة اليومية الأقل وطأة وفي العديد من البلدان، كما هو الحال في فرنسا، حيث إنخفض عدد المرضى في قسم العناية المركزة.

كما سجل في الولايات المتحدة تباطؤ معين، رغم وقوع أكثر من ألف حالة وفاة في اليوم (تم تسجيل أكثر من 1500 في 24 ساعة يوم الاثنين).

وفي الهند، أعلن رئيس الوزراء ناريندرا مودي أن الإغلاق العام في الهند المفروض نتيجةً لتفشي فيروس كورونا المستجد، والذي يطال 1.3 مليار شخص، سيمدد حتى 3 ماي.

من جهتها، حذرت منظمة الصحة العالمية، الإثنين 14 أبريل 2020، بأن فيروس كورونا المستجد أكثر فتكا بعشر المرات من الفيروس المسبب لإنفلونزا “إتش1 إن1” التي ظهرت في مارس 2009 بالمكسيك، داعية إلى رفع الحجر المنزلي “ببطء”.

وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو من جنيف، قائلا: “لأنه في نهاية المطاف، سيكون من الضروري التوصل إلى لقاح دائم وفعال وتوزيعه لوقف انتشار العدوى بشكل كامل”.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *