حسين الوادعي يكتب عن المرأة العربية غير المضطهدة! - Marayana - مرايانا
×
×

حسين الوادعي يكتب عن المرأة العربية غير المضطهدة!

أتابع باهتمام ردود الفعل العربية الغاضبة حول مشروع السيدة إيفانكا لتمكين المرأة في شمال افريقيا. وأتابع باهتمام أكبر ردود الفعل ضده التي ترفض تصوير المرأة العربية أنها مضطهدة ومنتهكة الحقوق. …

أتابع باهتمام ردود الفعل العربية الغاضبة حول مشروع السيدة إيفانكا لتمكين المرأة في شمال افريقيا.

وأتابع باهتمام أكبر ردود الفعل ضده التي ترفض تصوير المرأة العربية أنها مضطهدة ومنتهكة الحقوق.

ما إن ينتقد الغرب ظاهرة من الظواهر السلبية في مجتمعاتنا حتى نثور وننكر وجودها، مع أن كل خطاباتنا وكتاباتنا كانت انتقادا وإدانة لنفس الظاهرة.

وأتابع باهتمام استثنائي التحول المفاجيء للنسويات والحقوقيات في عدد من دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط إلى خطاب يرفض فرضية اضطهاد المرأة العربية ويعتبر أن الحديث عن الاضطهاد مجرد ترديد لأفكار الغرب والعرق الأبيض، وهذا بالمناسبة هو جوهر رد الفعل السلفي/المحافظ تجاه خطاب تمكين المرأة وتحريرها.

وهو بالمناسبة نفس الخطاب الغربي المؤيد لاستمرار الجاليات المسلمة في الغرب في ممارسة فرض الحجاب على الصغيرات وعزلهن عن المجتمع وسيطرة الذكور وفرض الأحكام الدينية عليهن بحجة أن ذلك اختيار المرأة وليس اضطهادا لها.

قام الخطاب المعادي لحقوق المرأة على رفض فرضية اضطهاد المرأة، وعلى ترويج وهم التكريم الاستثنائي الذي يقدمه المجتمع والدين للمرأة العربية والمسلمة.

اقرأ أيضا: علي اليوسفي: تحجيب النساء حماية للذكور من شهواتهم؟ 3\3

إن ظاهرة “أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب” ظاهرة ثقافية وليست اجتماعية فقط؛ فما إن ينتقد الغرب ظاهرة من الظواهر السلبية في مجتمعاتنا حتى نثور وننكر وجودها، مع أن كل خطاباتنا وكتاباتنا كانت انتقادا وإدانة لنفس الظاهرة.

لكن الجناح العربي الداعم لتحرر المرأة العربية أثارته أن تأتي دعوة تحرير المرأة من أنثى بيضاء مثيرة وذكية، فتحول بقدرة قادر إلى سلفي محافظ يرفض رفضا باتا حقيقة وجود أي اضطهاد للمرأة العربية، ويشدد في خطاب انفعالي مجاف للحقيقة أن المرأة العربية ليست بحاجة إلى دعم لنيل حقوقها.

قام الخطاب المعادي لحقوق المرأة على رفض فرضية اضطهاد المرأة، وعلى ترويج وهم التكريم الاستثنائي الذي يقدمه المجتمع والدين للمرأة العربية والمسلمة.

إن “الشرف العربي الرفيع” الذي أثارته الدعوة البديهية لتمكين المرأة العربية وتخفيف قيود الاضطهاد عن كاهلها، نسي أو تناسى أن كثيرا من الحقوق التي نالتها المرأة العربية في العقود الماضية لم يكن ليتحقق لولا الدعم والضغط العالمي على الحكومات من أجل إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة.

اقرأ أيضا: الكاتبة الكاتالونية نجاة الهاشمي: النسوية هي حركة حقوقية كونية… لذلك يجب أن تكون علمانية

لكن السيدة البيضاء جمعت النسويات مع المحافظات مع الليبراليين مع المحافظين مع المؤيدين ومع المعادين لحقوق المرأة في صف واحد يرفض أن يتحدث الغرب عن أوساخنا.

المبدأ العربي المقدس يقول: من حقنا رمي القمامة في الشوارع، لكن ليس من حق الآخرين انتقاد شوارعنا الوسخة وسلوكنا المتأخر. وإذا ما بدأ الغرب في انتقادنا، سننكر وجود القمامة ووجود الشوارع أيضا لو اضطررنا لذلك!

عزيزتي وعزيزي المرأة والرجل العربي/ المتحررة والمتحرر/ والمحافظة والمحافظ… إن المرأة العربية مضطهدة وفي أشد الحاجة للتمكين؛ ولن تستطيع ذلك دون دعم وتأييد الغرب وفرض ثقافة حقوق الإنسان وإلغاء كافة أشكال التمييز.

عندما ينتقد الغرب الرذيلة العربية… لا تدافعوا عن أنفسكم بتحويل الرذيلة الى فضيلة!

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *