السيدا في المغرب: تقبل مجتمعي وولوج أفضل للخدمات الصحية
يبدو أنّ سنة 2022 ليست كسابقاتها بالنسبة للمغاربة المصابين بداء “السيدا”. هذا ما يبيّنه البحث الميداني الوطني الثاني حول الوصم والتمييز للأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري في المغرب (السيدا)، الذي كشف أنّ المؤشرات المتعلقة بالتعامل مع هذه الفئة في المجتمع صارت تتحسن شيئا فشيئا خلال سنة 2022 مقارنة مع نتائج البحث الوطني الأول الذي أُجري سنة 2016.
هكذا، فإن نسبة التحرش اللفظي بالمتعايشين مع الإيدز في المغرب انخفضت من 18.1 في المئة إلى 5.6 في المئة، بينما انخفض حرمانهم من الخدمات الصحية من 27.5 في المئة إلى 3.9 في المئة، وفق ما كشفه ذات البحث المنجز من طرف مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، مع شركاء آخرين.
أيضا، تمّ تسجيل تطور في علاقة المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري مع عائلاتهم، إذ انخفض “النبذ الأسري” من 15.3 في المئة إلى 2.7 في المئة، كما سجّل مؤشّر قدرتهم على الولوج إلى سوق الشّغل تحسّنا مهما، حيث انخفضت نسبة رفض توظيفهم من 15 في المئة إلى 2.6 في المئة.
أمّا فيما يتّصل باندماجهم في المجتمع، فالمؤشر أثبت تقلص نسبة التهميش الاجتماعي الذي يطالهم إلى2.5 في المئة، بعدما بلغت 17.1 في المئة سنة 2016.على ذات المنوال، انخفضت نسبة “ابتزازهم” من 8.8 في المئة إلى 2.3 في المئة.
السيدا في أرقام
خلدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية اليوم العالمي للسيدا، يوم فاتح دجنبر 2022 تحت شعار “لنضع حدا للامساواة التي تعيق التقدم من أجل القضاء على السيدا” بهدف الشجيع على تعزيز وتجويد خدمات الرعاية الصحية لمكافحة الوصم والإقصاء المرتبط بفيروس نقص المناعة المكتسبة.
هذا الاحتفال يندرج في إطار المخطط الاستراتيجي الوطني لمكافحة السيدا 2023، والذي يهدف إلى وضع المغرب في المسار الصحيح للقضاء على وباء فيروس نقص المناعة المكتسبة بحلول عام 2030، باعتباره مشكلة صحية عامة، وذلك وفقا لأهداف التنمية المستدامة.
على هامش ذلك، أكدت وزارة الصحة أنّ انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة يظل منخفضا ببلادنا (بنسبة 0.08%) كما تشير الإحصائيات الوطنية الأخيرة على وجود 830 إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة المكتسبة، 77% منها تهم الفئات الأكثر عرضة لخطر العدوى وشركائهم بالإضافة إلى 387 حالة وفاة بسبب السيدا.
لكن، عدد الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة تم تحديده في 23000 شخص (البالغين والأطفال) سنة 2021، من بينهم 64% بدون أعراض لفيروس نقص المناعة المكتسبة (2017-2021) و63% من الحالات المبلغ عنها بثلاث جهات: سوس-ماسة، الدار البيضاء-سطات ومراكش-آسفي (2017-2021).
الجهات الرسمية تقرّ، مع ذلك، بأنه “تم تحقيق تقدم ملموس في مكافحة هذا الداء، وذلك بفضل الجهود المبذولة من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وشركائها وكذا جمعيات المجتمع المدني، حيث انخفضت الإصابات الجديدة بالسيدا بنسبة 48% بين 2011 و2021، كما ارتفعت نسبة الأشخاص المتعايشين مع الفيروس الذين يعرفون إصابتهم من 22٪ سنة 2011 إلى 82% سنة 2021″.
لمحاصرة الفيروس بالمغرب، تمكن حوالي 125490 شخص من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس، من الاستفادة من التغطية الصحية من خلال برامج الوقاية المشتركة في 2021، بالإضافة إلى توسيع عملية الكشف عن الفيروس بأكثر من 1600 مؤسسة صحية و59 مركزا دائما ومتنقلا للمنظمات غير الحكومية و70 مؤسسة سجنية، ليرتفع بذلك العدد السنوي لاختبارات فيروس نقص المناعة المكتسبة التي أجريت من 60446 سنة 2011 إلى 275439 اختبارا سنة 2021.
أمّا فيما يخصّ الحدّ من انتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة من الأم إلى الطّفل، فوزارة الصحة تشير أن عدد النساء الحوامل اللواتي تم إخضاعهن لاختبار الفيروس في استشارة ما قبل الولادة، ارتفع من 5630 في 2011 إلى 95808 في 2021، كما نمت نسبة الوقاية من انتقال العدوى من الأم إلى الطفل من 22% في عام 2011 إلى 44% في عام 2021″.
حملة سيداكسيون المغرب
بالتزامن مع اليوم العالمي لمحاربة السيدا، تنطلق النسخة التاسعة لحملة سيداكسيون المغرب 2022 في نسختها التاسعة، بتنظيم من طرف جمعية محاربة السيدا وستقام خلالها حملات للتوعية وجمع التبرعات في جميع أنحاء المغرب ما بين 1 و31دجنبر 2022.
وفق ما جاء في بلاغ توصلت به مرايانا، فإنّ هذه السنة، ستنطلق الحملة في ظل تداعيات جائحة كوفيد – على الاستجابة لفيروس نقص المناعة البشري المكتسب/ السيدا في المغرب والانخفاض الحاد في تمويل مكافحة هذا الفيروس، وهي حملة تنظم تحت شعار “السيدا مازال كاينة… لنتبرع!“.
جمعية محاربة السيدا تهدفُ من خلال النسخة التاسعة من سيداكسيون المغرب إلى جمع التبرعات التي ستسمح لها بالحفاظ والاستمرار في تنزيل برامج التوعية، التحسيس، والكشف وكذلك التكفل. وبالتوازي مع حملة التبرعات، ستنظم حصص للتوعية والتحسيس للوقاية من فيروس نقص المناعة البشري في المدارس العمومية والخاصة.
لكنّ الأزمة الاقتصادية الحالية الناجمة عن وباء كوفيد – 19، ستؤثّر بشكل مباشر على التّمويلات المقدمة من المانحين، وتهدد استجابة جمعية محاربة السيدا لفيروس نقص المناعة البشري/السيدا؛ فمنذ أكثر من 35 سنة، تشارك جمعية محاربة السيدا في الاستجابة الوطنية لفيروس نقص المناعة البشري/السيدا من خلال العمل مع الأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري والأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا الفيروس.
لابد من التذكير، هنا، أنّ استراتيجية الجمعية سمحت بتحقيق حوالي 70% من الأهداف الوطنيّة للوقاية من فيروس نقص المناعة البشري سنويًّا وتشخيص أكثر من ثلث الأشخاص المتعايشين، بينما توضع رهن إشارتها 10% فقط من أليات ووسائل العمل.
كما تجدر الإشارة إلى أن الولوج لخدمات اختبار فيروس نقص المناعة المكتسبة والتكفل به متوفر مجانا بالمراكز والمؤسسات التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية في إطار الإنصاف واحترام حقوق الإنسان للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة.
مقالات قد تثير اهتمامك:
- الخدمات الصحية وتمويل القطاع… تقرير يكشف واقع الصحة بالمغرب!
- بمناسبة 8 مارس… جمعية محاربة السيدا توصي بوضع حدّ للامساواة المبنية على النوع الاجتماعي
- أسماء بن العربي تكتب: أنت مغربي؟ لا تمرض من فضلك
- التدخين في المغرب… حين يعجز القانون عن محاكمة القاتل!
- فيديو. سعد الطاوجني، خبير مختص في الحماية الاجتماعية وتدبير المؤسسات الصحية والتعاضديات: فقراء المغرب يدفعون 452 مليار سنتيم سنويا في الصحة
- من نيويورك. هشام الرميلي يكتب: …إنهم يحتفون بالموت