صالون التجميل عند الشعوب الأولى: من المراهم والزيوت إلى صناعة الألوان 3/2الجزء الثاني
رأينا في الجزء الأول من هذا الملف أن الشعوب الأولى تشترك في خاصية النظافة وأنها تعدها هاجسا وشرطا أساسيا قبل الحديث عن الجمال. في الجزء الثاني، نكتشف وإياكم أسباب ودواعي …
رأينا في الجزء الأول من هذا الملف أن الشعوب الأولى تشترك في خاصية النظافة وأنها تعدها هاجسا وشرطا أساسيا قبل الحديث عن الجمال. في الجزء الثاني، نكتشف وإياكم أسباب ودواعي اختراع المراهم والزيوت، وأيضا اللحظة الفارقة في تاريخ التجميل؛ أي اختراع طريقة لصناعة الألوان.
اختراع المراهم والزيوت: حماية من قسوة الطبيعة، ومواد للزينة أيضا!
للمناخ سطوته على الشعوب بشكل عام؛ فالبخار الساخن، والماء البارد، ثم أشعة الشمس، كما ورد في الجزء الأول، تؤثر على نحو بالغ في بشرة الإنسان بالمناطق الاستوائية؛ ومنه كانت الحاجة إلى متطلبات للعناية بها، بل وبالجسم كله.
نتيجة لذلك، ظهرت المراهم والزيوت، ويندر أن نجد شعبا عبر العالم لا يستخدم هذه المواد لتنظيف البشرة وصقلها؛ فالرجال والنساء، على حد سواء، كانوا يستعملونها لدهن أجسامهم كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
بعض القبائل الإفريقية استخدمت، ولا تزال، زيت النخيل لأغراض جمالية صرفة، بجانب أنها واقية من الحشرات. أما الشعوب التي استوطنت جزر المحيطات، فكانت تعتمد على مواد دهنية، كجوز الهند مثلا، ولعلها اليوم من أهم المواد التي تستعمل في مستحضرات التجميل.
استعمال الألوان في المراهم، ليس اختراعا حديثا، فالشعوب الأولى انتبهت مبكرا إلى قوة سحر الألوان على بشرة الإنسان، فاستخدموها بدهاء وحنكة.
هذه المراهم، لا تقي من أشعة الشمس ومن لدغ الحشرات فحسب، إنما، كما يؤكد باحثون عدة، تقي من البرد، والتيارات الهوائية. لذلك، وإلى جانب كونها تستخدم لحماية الجلد من تأثير الطبيعة، فقد كانت أيضا مواد زينة.
صناعة الألوان: اللحظة الفارقة في تاريخ التجميل..
عادةُ مزج الألوان مع الدهون للحصول على مواد تجميل، كانت شائعة عند الشعوب الأولى وحظيت بانتشار واسع، خاصة لدى القبائل الإفريقية والأسترالية.
استعمال الألوان في المراهم، ليس اختراعا حديثا، فالشعوب الأولى انتبهت مبكرا إلى قوة سحر الألوان على بشرة الإنسان، فاستخدموها بدهاء وحنكة.
بعض الدراسات أثبتت أن إنسان ما قبل التاريخ استخدم ما لا يقل عن 17 لونا من ألوان الزينة المختلفة. كما أنه كان يعرف جيدا كيف يعرضها على جسمه بمهارة متناهية.
أحمر الشفاه، مثلا، يعد من مستلزمات الجمال الحديثة، إلا أنه يعود إلى العصر الجليدي حسب ليبس، ففي كثير من كهوف ما قبل التاريخ وجدت أقلام أحمر شفاه بحجم اليد وبشكل مدبب كما هو شكلها حاليا. هكذا ندرك أنه، منذ البدايات، استخدمت النساء هذه الوسيلة لزيادة حمرة “شفاههن الوردية”.
كتاب “أصل الأشياء، بدايات الثقافة الإنسانية” الذي تطرقنا له في الجزء الأول من هذا الملف، يشير إلى أن اكتشاف المواد الكيماوية المكونة لهذه الألوان كانت لحظة فارقة؛ بدليل أن حدود ملكية الأرض، التي يعاقب مخترقها بالموت في العادة، كانت تلغى أحيانا كثيرة ليتاح للقبائل القادمة من مناطق بعيدة، الحصول على ألوان الزينة.
بعض الدراسات أثبتت أن إنسان ما قبل التاريخ استخدم ما لا يقل عن 17 لونا من ألوان الزينة المختلفة. كما أنه كان يعرف جيدا كيف يعرضها على جسمه بمهارة متناهية. فالهنود الحمر مثلا في أمريكا الشمالية، عرفوا بهذا الاسم لأنهم درجوا على تلوين أجسامهم بالأحمر أثناء الغزوات.
في الجزء الثالث والأخير من هذا الملف، سنرصد أهمية الوشم والأختام لدى القبائل البدائية، وكذا الاختلافات الجوهرية في معايير الجمال بينها.
لقراءة الجزء الأول: صالون التجميل عند الشعوب الأولى.. هكذا بدأ الإنسان يهتم بجماله!
لقراءة الجزء الثالث: صالون التجميل عند الشعوب الأولى.. من الوشم إلى الشعر والأسنان: علامات الجمال الأولى!