الجامعة العربية: تاريخ من الفشل في معالجة القضية الفلسطينية - Marayana - مرايانا
×
×

الجامعة العربية: تاريخ من الفشل في معالجة القضية الفلسطينية

“أكد القادة المشاركون في القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض السبت 11 نوفمبر 2023 على إدانة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكسر الحصار على القطاع وإدخال …

“أكد القادة المشاركون في القمة العربية الإسلامية غير العادية المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض السبت 11 نوفمبر 2023 على إدانة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وكسر الحصار على القطاع وإدخال كافة المساعدات اللازمة للمصابين والأهالي بعد 36 يوماً من قطع الإمدادات الغذائية والوقود والمستلزمات الطبية”.

لقد كان أهم فشل للجامعة العربية منذ تأسيسها سنة 1945 هو عجزها عن مساعدة الشعب الفلسطيني على تحقيق حلمه في دولة مستقلة، وقد أعلن ميثاق جامعة الدول العربية الوثيقة التأسيسية للمنظمة أن وجود فلسطين واستقلالها “لا يمكن التشكيك فيهما بحكم القانون”، مثلها مثل أي دولة عربية أخرى. ومع ذلك، وعلى مدى الأعوام الـ 75 الماضية، أصبح خطاب جامعة الدول العربية حول ضرورة إنشاء دولة فلسطينية غامضا بشكل متزايد.

إن النوايا في بداية ظهور الجامعة العربية كانت حسنة. لكن، مع مرور الأيام، تغيرت الظروف وتبدلت المواقف وضعف العمل العربي المشترك؛ الأمر الذي انعكس بدوره على الجامعة ومواقفها، حيث مرت بثلاثة مراحل في تطورها:

خلال الفترة من 1952 إلى 1956، كانت جامعة الدول العربية تلعب دورا فاعلا أسقطت من خلاله حلف بغداد، إلا أنها ضعفت عقب هزيمة 1967 وأعاد مؤتمر الخرطوم في نفس السنة الحياة للجامعة؛ وكان لها دور مؤثر تنامى بعد انتصار 1973.

إن فعالية الجامعة في وقت من الأوقات جعلت دول أمريكا اللاتينية تستلهم تجربتها وتنشئ منظمة على منوالها. لكن، للأسف، لم تفلح الجامعة العربية في حل أي مشكلة من المشاكل العربية وآخرها قضية فلسطين، وبالخصوص أزمة قطاع غزة بعد 07 أكتوبر (طوفان الأقصى).

لم يكن لها فيها مواقف تتماشى وما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي من مجازر في حق شعب غزة، فهناك خلافات بين الأنظمة العربية ومؤسسات الجامعة العربية التي أصبحت وظيفية وباتت الجامعة عبارة عن اجتماعات لا تلبي طموحات دول المنطقة ولا تمثلها. بالتالي، فقدت مبررات وجودها، فالجامعة العربية عبر التاريخ لم يكن لها أي دور حاسم وفاعل فيما يحدث في فلسطين في ظل نظام عربي ممزق ومهترئ ومخترق وله أجندات مختلفة فلو كانت هناك أنظمة ديمقراطية في المنطقة لتطورت الجامعة العربية.

إن الدول التي تشكل الجامعة العربية، بحاجة إلى إصلاح شامل لبنيتها السياسية بشكل يلبي تطلعات شعوبها ويكون لها إرادة سياسية.

وإذا ما تحدثنا عن إصلاح الجامعة العربية، فلابد أن نتحدث عن تدوير منصب الأمين العام، فلا نجد الأمين العام للأمم المتحدة مثلا أمريكيا أو في الاتحاد الإفريقي إثيوبيا. الاستثناء الوحيد موجود في الجامعة العربية، حيث يكون الأمين العام من دولة المقر، على الرغم من أن ميثاق الجامعة لا ينص على ذلك. كما أن الكوادر العاملة في الجامعة يتم اختيارها وفق نظام الكوطة، وهي غير مؤهلة بالضرورة لتولي مواقعها.

كما أنه لابد من تطوير ميثاق جامعة الدول العربية لكي يلبي التطور المطلوب، بحيث وصل الأمر أن تتجرأ إسرائيل وتطالب بأن تكون عضوا مراقبا في جامعة الدول العربية، الأمر الذي فتح المجال لبعض الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل وجعل أمنها القومي مرتبطا بالخارج، عوض إعادة الثقة بين الدول العربية والإسلامية.

إن المنظمات الدولية لا تأخذ مواقف وقرارات الجامعة العربية مأخذ الجد، بل ولا تضعها في الاعتبار أصلا. هذا لا ينفي وجود قوى عربية ناعمة مواقفها لها تأثير على مستوى القضايا الإقليمية والدولية.

“إتفق العرب على ألا يتفقوا”… لقد عمل قادة الجامعة العربية على تكريس تلك المقولة المشهورة. هكذا، كانت وما زالت جامعة الدول العربية فاشلة بكل المقاييس قائمة على الخلافات والثرثرة  والتهريج والبذخ في الفنادق الفاخرة والاتهامات المتبادلة داخل اجتماعاتها. ما يحدث للعرب قد أثبت عجز جامعتهم المستديم إزاء ما يحدث لأهل غزّة، خصوصا البيان العقيم الصادر عن الدورة غير العادية، في 11/ 11/ 2023، والذي عقد إثر عملية (طوفان الأقصى) والتصعيد الإسرائيلي على قطاع غزّة، لقد نصّ البلاغ على إدانة قتل المدنيين من الجانبين واستهدافهم، وعلى ضرورة حمايتهم انسجاما مع القيم الإنسانية المشتركة والقانون الدولي والتأكيد على ضرورة إطلاق سراح المدنيين وجميع الأسرى والمعتقلين، وكأن بيان الجامعة العربية يساوي بين القاتل والضحية.

إن جامعة الدول العربية انتهت مدة صلاحيتها ولا بد من إنشاء جامعة جديدة كما حدث في تأسيس الأمم المتحدة على أنقاض عصبة الأمم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *