فلسطين – إسرائيل: الحرب المقدسة بين أبناء شعب الله المختار وبين أبناء خير أمة أخرجت للناس - Marayana - مرايانا
×
×

فلسطين – إسرائيل: الحرب المقدسة بين أبناء شعب الله المختار وبين أبناء خير أمة أخرجت للناس

لعل هذا الطرح يقع تحت بند التفكر بالأماني. لكن إعطاء جرعة أمل، حتى لو كانت مؤقتة، نستطيع من خلالها أن نرسم الابتسامة على وجه طفل من أي طرف، قد يكون كافيا حاليا لكل من يمتلك أقل مخزون من قيم الإنسانية البعيدة عن التسيس والتجييش والإيدلوجيات الدينية والرافضة للقتل والكراهية.

ما الحل برأيكم مع تاريخ محشو بحروب وكراهية ورفض واحتقار من الطرفين لبعضهما البعض؟

وما الحل مع عقيدتين ترفضان إلا أن تقوم كل منها بالصحيح، من وجهة نظر إيمانها بضرورة القضاء على الآخر

وقيام دولتها على دماء وجماجم وعظام أبناء الطرف الآخر؟

الحقيقة والواقع المؤلم يقول أن النتيجة التي نراها اليوم، بعد مرور أكثر من مئة عام على

بدء هذه الكارثة الإنسانية القديمة-الجديدة، ما هي إلا حروب مستمرة وملايين الأيتام

ومئات الآف من الإباء والأمهات الحزانى، مئات الآلاف من القتلى ومستقبل أسود لا يحمل إلا مزيدا من المآسي والدماء البريئة.

ما يزيد الوضع سوءاً واسوداداً هو استحقار المنظرين، من كل جانب، لإنسانية الآخر، ولكل من يرفض الاصطفاف أو الاستقطاب.

يضاف إليها تخوين كل من يختار الصمت أمام هول الفضائع والتشكيك في كل من يقف

على الحياد من صراع أبناء الإنسانية، بغض النظر عن عقيدتهم وأصولهم وألوانهم وثقافاتهم.

سلام الأقطاب – سلام الإجبار وليس سلام الاختيار

لا سلاما سيقوم ولا أملا قريبا في تطمين قلوب الأمهات والأباء ووقف صراخ الأطفال من كل طرف، دون إجبار قادة الطرفين، وشعوبهم من خلفهم، على الامتثال لوقف القتل الجسدي؛

والأهم هو وقف قتل أحلام كل البشر الذين يعيشون في منطقة حباها الله بأديانه السماوية وكتب عليها بنفس الوقت

لعنة استمرار الكراهية والحروب والاقتتال منذ أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة عام.

لا بد من القول إنه لن يوجد طرح سيقبل به الجميع ولا يوجد حل سحري سيقنع كل

أتباع القضية من الطرفين. لكن، فنفس الواقع المؤلم يقول إنه لن تحدث معجزة بين ليلة وضحاها

ستخفي سبعة ملايين شخص من كل طرف يعيشون حاليا بين حدود البحر وحدود النهر؛

وبالتأكيد لن يحدث ذلك خلال أيام أوأشهر أو سنوات، فما هو الحل إذن؟

إن الطرح الوحيد  الذي يضمن حقوق هذه الأطراف العنيدة والمؤمنة بقدسية قضيتها والمستعده،

من أجل ذلك، لاستمرار سفك الدم  دون توقف،

هو سلام الأقطاب بالاجبار وليس سلام بين دولتين بالاختيار؛

لأنه، بالنظر  لعقلية الطرفين، وبفهم موازين القوة الحالية  ومواقف القوى الدولية الفاعلة

التي يعتمد عليها كل طرف لدعم موقفه،

وحتى بقراءة سطحية لما حدث لغاية اليوم منذ بدء أول مؤتمر للسلام

في مدريد قبل أكثر من اثنين وثلاثين عاما، وصولا لكل ما يحدث

اليوم وما سيحدث غدا، فكل هذا يخبرنا أن لا أمل في سلام باختيار الطرفين

ولا أمل في وقف القتل والكراهية إلا في مخرج واحد وهو سلام الاجبار وليس سلام الاختيار. هذا الطرح، بالتأكيد، لن يعجب الكثيرين، خصوصا من المناضلين

من خلف الشاشات وأصحاب بطولات مواقع التواصل الاجتماعي المنادين بقتل الآخر

وبرفض الآخر دون أي شعور بألم الفقد والموت والتشرد،

ودون فهم للواقع السياسي القائم  ودون استيعاب كافٍ لمنظومة المصالح الدولية

القائمة على توازنات مبهمة للغالبية العظمى.

لكن، يمكن اعتباره، على الأقل، خارطة طريق واقعية  للخمسين سنة القادمة

ولإعطاء البشرية وأبناء هذه المنطقة استراحة محارب ولتسليم القضية

لأجيال تكون قد اعتادت السلام، بدل أجيالنا المتعبة

بقرارات وحروب من سبقونا ولهم وحدهم بعدها أن يحددوا ما يريدون.

سيكون من المناسب تسمية هذا السلام، بسلام الأقطاب،

كون كل طرف يحتمي بالقطب أو بالحضن الذي يراه يدافع عن حقوقه،

والذي بدى واضحا وضوح الشمس  خلال أزمة مابعد أحداث السابع من أكتوبر، دون أدنى اعتبار

للقوانين الدولية والمبادئ الإنسانية ودون أي احترام لرأي الغالبية

الشعبية في شتى أنحاء العالم الداعية لوقف القتل والمجازر.

من هي دول الاحتضان

أولا: الحضن الاسرائيلي

*اثنين من أعضاء مجلس الأمن أصحاب حق الفيتو: أمريكا وبريطانيا

*دول الاتحاد الأوروبي الفاعلة

*الجهات الدينية اليهودية والمسيحية الغربية

 

ثانيا: الحضن الفلسطيني

*اثنين من أعضاء مجلس الأمن أصحاب حق الفيتو: روسيا والصين

*دول محيط فلسطين التاريخية

*الدول العربية والإسلامية الفاعلة

*الجهات الدينية الإسلامية والمسيحية الشرقية

 

دور دول الاحتضان وما يجب عليها القيام به:

الهدف الرئيسي

ضمان كرامة الإنسان وأمنه وأمانه في كل طرف، وضمان البدء بخطوات، ولو كانت بطيئة،

تمتد لسنوات لضمان قيام دولتين قابلتين للحياة يضمن فيها الشعب الإسرائيلي أمنه واستقراره،

ويضمن فيها الشعب الفلسطيني قيام دولته المستقلة وكرامته وحقه في الحياة،

إسوة بكل شعوب ودول الأرض.

وحتى تكون هذه الخارطة واضحة المعالم، فمن الواجب

أن تكون هناك لجان مشتركة لكل من يمثل الحضن الفلسطيني

والحضن الاسرائيلي لإدارة الملفات التالية:

1- ملف الدولة القابلة للحياة وتطبيق القرارات الدولية

وصولا لقيام دولتين متجاورتين تعيشان بسلام ضمن خطوات مدروسة

2- ملف الكرامة والتنمية والخدمات الإنسانية من صحة

وتعليم ومواصلات وحرية تنقل يتم تمويلها بشكل مباشر من الأطراف الضامنة

3-ملف الأمن وقوات التدخل المشترك لضمان استتباب

الأمن من كل طرف وضمان عدم الاعتداء من أي طرف

4- ملف التجهيز للمستقبل للأجيال القادمة

(تعليم وإعلام ومؤسسات مجتمع مدني)

لضمان أجيال تؤمن بالسلام بين الطرفين.

لعل هذا الطرح يقع تحت بند التفكر بالأماني، لكن إعطاء جرعة أمل،

حتى لو كانت مؤقتة، نستطيع من خلالها أن نرسم الابتسامة على وجه طفل من أي طرف،

قد يكون كافيا حاليا لكل من يمتلك أقل مخزون من قيم الإنسانية البعيدة

عن التسيس والتجييش والإيدلوجيات الدينية والرافضة للقتل والكراهية.

إعطاء الأمل، ليس من خلال الاستماع لما نشأنا عليه،

دون فهم ما يقوله ويؤمن به الطرف الأخر، فالعالم بحاضره ومستقبله

ليس ملكا لأي أحد، ولا ملكا لأي عقيدة أو أي دين أو أي إيدلوجيا فكرية.

بالنهاية، كانت إهم الحكم التاريخية تقول: إضاءة شمعة خير ألف مرة من استمرار لعن الظلام.

لذلك، فمن لديه شمعة أخرى يمكن إضاءتها، فليتقدم بدوره.

ولعل أفضل شي يمكن عمله، هو أن يقوم من يؤمن بفكرة بطرحها للنقاش،

عسى أن تصل لأصحاب القرار السياسي لتبنيها والسير بها

لوقف قتل إنسان بريء جديد في كل دقيقة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *