السنة الأمازيغية: هذا أصل حكاية تقويم يطفئ هذا العام شمعته الـ2973…
في الـ13[1] من يناير كل عام ميلادي، يحتفل الأمازيغ برأس السنة الأمازيغية التي تطفئ هذا العام شمعتها الـ2973… حسابيا، تعود بداية هذا التقويم إلى ما قبل الميلاد بـ950 عاما. لكل …
في الـ13[1] من يناير كل عام ميلادي، يحتفل الأمازيغ برأس السنة الأمازيغية التي تطفئ هذا العام شمعتها الـ2973… حسابيا، تعود بداية هذا التقويم إلى ما قبل الميلاد بـ950 عاما.
لكل بداية حكاية، ولكل حكاية أكثر من رواية، فكيف كانت بداية التقويم الأمازيغي؟
بين من يقول إن الروايات المتداولة عن بداية التقويم الأمازيغي مجرد افتراء من بعض الأمازيغ على التاريخ، وبين من يقول إن الرأي الأخير محاولة لطمس تاريخ قائم منذ آلاف السنين، يبقى الأكيد أن الاحتفال السنوي بمطلع السنة الأمازيغية كان حاضرا -وما زال- لدى كثير من المغاربة، وسط دعوات بجعل اليوم… يوم عطلة رسمية.
هذا الملف، إذن، نبش في بعض من أصل الحكاية.
شيشنق، حُكم مصر وبداية التقويم الأمازيغي
كان وصول شيشنق[2] -وسنعرف بعد قليل من هو- إلى حكم مصر الفرعونية، قبل 2973 عاما، تاريخ بداية التقويم الأمازيغي، حسب السواد الأعظم من الأمازيغ، لكنه يُختلف في الطريقة التي وصل بها إلى الحكم:
- شيشنق الذي وصل إلى حكم مصر على نحو سلمي
وُجدت قديما قبائل ليبية أمازيغية، أطلق عليها المصريون اسم “المشواش”، ويرى البعض أنهم “المسيكس” الذين يشير إليهم المؤرخ الإغريقي هيرودوتس.
دخل هؤلاء منذ عهد الأسرة الثامنة عشرة، الحاكمة لمصر الفرعونية، في نزاع مع الفراعنة لاستيطان نهر النيل والدلتا. فشلوا في مسعاهم هذا، بيد أنهم استطاعوا الاستقرار في مناطق كثيرة من مصر.
اقرأ أيضا: أمازيغ يحتجون على قناة فرانس 24
هكذا، ابتداءً من عهد الأسرة العشرين، كان الجيش المصري يتكون من أمازيغ كثر، وقد كان الفراعنة يقدمون لهم هبات عبارة عن أراض، كأجور لهم، مما سمح ببروز قيادات عسكرية فيهم، ومنهم من وصل إلى مناصب مهمة في البلاط وقيادة الجيش.
يستبعد البعض أن يكون لأصل السنة الأمازيغية علاقة بالفلاحة، إنما ارتبطا ببعضهما البعض بمرور الزمن.
كان ذلك شأن أمازيغي يدعى “شيشنق”، ارتقى في سلم السلطة إلى أن تمكن، بوفاة آخر فراعنة الأسرة الواحدة والعشرين الحاكمة، من تولي حكم مصر، والجمع بين السلطتين المدنية والدينية، مؤسسا بذلك الأسرة الثانية والعشرين التي حكمت مصر قرابة قرنين بعد ذلك.
كان هذا الحدث قبل 2972 عاما، وهذه كانت… الرواية الأولى.
- شيشنق الذي وصل إلى حكم مصر بالانتصار ضد الفراعنة
يرى البعض الآخر أن وصول شيشنق إلى سدة حكم مصر الفرعونية، على نحو سلمي، لا يمكن أن يخلف وراءه احتفالا يصل إلى حد إحداث تقويم جديد.
هكذا، فإن الرواية الثانية هي نفس الرواية الأولى تقريبا، بيد أنها تتحدث عن انتصار حربي، لا عن وصول إلى سدة الحكم على نحو سلمي، عبر تسلق هرم السلطة.
شيشنق هذا، بالمناسبة، كان موجودا بالفعل، وقد ورد ذكره في التوراة حين ازدهرت مصر في عهده، وأغار على إسرائيل فحقق عدة انتصارات ضدها.
وفق هذه الرواية، فإن تلك المعركة دارت رحاها على ضفاف نهر النيل بين شيشنق، الأمازيغي، ورمسيس الثاني، الفرعون المصري. كان ذلك قبل 2973 عاما، وانتهت بانتصار شيشنق واعتلائه حكم مصر الفرعونية.
اقرأ أيضا: يهود الريف المغربي… حكاية وجود راسخ انتهت بـ”باتوا ولم يصبحوا!” 2/1
انتصار تاريخي، تقول الرواية، احتفل به الأمازيغ حد أن وضعوا تقويما جديدا يذكرهم بداية كل عام من تقويمهم بهذا الحدث.
بيد أن كثيرين يرون أن هذا الحدث قد لا يمت للتاريخ بصلة، ذلك أن رمسيس الثاني توفي عام 1213 قبل الميلاد؛ أي قبل 263 عاما من التاريخ الذي ينسب إليه الحدث.
شيشنق هذا، بالمناسبة، كان موجودا بالفعل، وقد ورد ذكره في التوراة[3] حين ازدهرت مصر في عهده، وأغار على إسرائيل فحقق عدة انتصارات ضدها، كما أن قبره اكتشف عام 1940 من قبل بروفيسور فرنسي.
على الهامش: هل يقصد بالسنة الأمازيغية، السنة الفلاحية؟
يستبعد البعض أن يكون لأصل السنة الأمازيغية علاقة بالفلاحة، إنما ارتبطا ببعضهما البعض بمرور الزمن، ناهيك عن أن بداية السنة الفلاحية، نفسها، مختلَف في موعد بدايتها كل عام.
يشهد مطلع كل سنة أمازيغية تواصل مطالبة فعاليات أمازيغية بإقرار اليوم عطلة رسمية.
يرد البعض إذن الاحتفال ببداية “ينّاير”، و”أسكاس أماينو” (العام الجديد)، إلى تيمن الفلاحين بخصوبة الأرض للحصول على غلة وفيرة، وأمل في أن تكون السنة، إجمالا، سنة خير. من هنا، يرجح أن تكون قد ولدت هذه العلاقة.
احتفالات ومطالبة بعطلة رسمية
لا يزال الأمازيغ إلى اليوم يحتفلون بمطلع العام الجديد. هذه الاحتفالات تَسِمها طقوس عدة باختلاف البلدان التي يوجدون بها. طقوس وعادات يتوارثها الأمازيغ أبا عن جد، بعضها احتفالي صرف، وبعضها الآخر يتعلق بالملبس والمأكل، وأخرى بخصوبة الأرض كما قلنا سابقا.
اقرأ أيضا: محمد عبد الوهاب رفيقي: أي دور للأمازيغية في بناء هوية مغرب اليوم؟
المغرب، وبجانب هذه المظاهر الاحتفالية، يشهد مطلع كل سنة أمازيغية تواصل مطالبة فعاليات أمازيغية بإقرار اليوم عطلةً رسميةً، على غرار ما قامت به الجزائر نهاية دجنبر \ كانون الأول 2017، إذ أعلنت الثاني عشر من يناير \ كانون الثاني، عطلة وطنية رسمية مدفوعة الأجر.
مطلب صحيح أنه لم يتحقق بعد، صحيح أيضا أن أصل الحكاية يتأرجح بين من يؤكده ومن ينفيه، بيد أن الأكيد هو أنه… في الـ13 من يناير كل عام ميلادي، يضرب الأمازيغ موعدا مع يوم خاص؛ فاتح السنة الأمازيغية، الذي يطفئ هذا العام شمعته الـ2973.
لا وجود لسنة أمازيغية. انه فقط التقويم الجولياني (نسبة الى جول سيزار)، كان متداولا عند الرومان لما كانوا يسيطرون على أوروبا والشرق الأوسط وشمال افريقيا. وبقي متداولا الى أن نقص منه الكاثوليك 13 يوما في القرن 15 ليصبح ما يسمونه بالتقويم الكريكوري لكن الأورثودوكس بقوا على التقويم الجولياني الى يومنا هدا.
صحيح حسب مصادر تاريخية . هو عبد الارتدكس و حلت هدا المدخل مع الرومان و لا يزال ادتدوكس العالم يحتفل به
للاحتفال بهذا اليوم أقترح ان تلغى بعض العطل التي تعطل فيها الادارات يوما واحدا وهي لا معنى لها
منقول للإفادة و الإستفادة.
(بصفتي تخصصتُ في التاريخ وتخرجت من “شعبة التاريخ والحضارة” من جامعة محمد الأول بوجدة (المغرب)، وتتبعت هذه الأمور المتعلقة بالأمازيغية؛ لأنها تتعلق بثقافتي وأصولي، ولكونها حساسة وتعزف على وتر القومية والوطن، أقول:
– لا وجود لشيء اسمه “السنة الأمازيغية”، على الأقل قبل 1970 على أبعد تقدير، بل هي السنة الفلاحية أو السنة الأعجمية… والعجم غير البربر في العرف والاستعمال.
– لا وجود لاسم “الأمازيغ” بمعنى سكان شمال إفريقيا في كتب التاريخ: لا الكتب الإسلامية ولا العربية ولا الرومانية ولا اليونانية ولا القوطية ولا الوندالية ولا المصرية… بل اسمهم في كتب التاريخ هو “البربر” أو “الليبيون” أو “الإثيوبيون” أو “الفينيقيون”… وكل هذه التسميات هي لفروع من البربر وليس كل البربر. ولعل أقدم من ذكر كلمة “أمازيغ” هو ابن خلدون، حيث نسب بعض البربر (وليس كلهم) إلى مازيغ بن كنعان… فأول مصدر ترد فيه كلمة “أمازيغ” عربي إسلامي، ولكن متعصبي الأمازيغانية لا يعجبهم هذا.
– لا وجود لحرف إسمه “التيفيناغ”، بل هذه الحروف جلها أنشئت إنشاء، وجدوا بعض الخربشات عند الطوارق، (حوالي 8 رموز، وليست حروفا) ثم نسجوا على منوالها واخترعوها، وكتبوها من اليسار إلى اليمين، مع أن هذه الرموز الطواريقية الصحراوية كانت توضع من فوق إلى الأسفل.
هذا كله مع أن أجدادنا الأمازيغ كتبوا الأمازيغية بالحرف العربي وكفى، مثلهم مثل العجم من الترك والهند والكرد… كلهم تبنوا الحرف العربي، وهناك مخطوطات في التفسير والشعر والعقيدة بالأمازيغية بالحرف العربي…
وأقدم حرف كتب به البربر بالاتفاق هو الحرف “الليبي الفينيقي” (Lybico-Phenicien)، ولا يزال الخبراء حائرين في فك ألغازه لحد الساعة؛ لأنه ثنائي الوضع (Bilangue)…
وأتحدى أي شخص يعطيني مصدرا قديما يطلق لفظ “أمازيغ” على البربر، أو أن يأتينا بأحد من المتقدمين سمى هذه السنة الفلاحية بالسنة الأمازيغية، أو أن هناك كتابا ألف بهذه الحروفة التيفيناغية، سواء من العرب أو من العجم أو من البربر، كل هذا لا وجود له…
كل هذا أوهام وإنشاء لأشياء من العدم إنشاء من قبل أعداء الأمازيغ الذين تزعمهم الصهيوني الفرنسي “جاك بينيت” (Jacques Bénet) حامي الظهير البربري الفرنسي الذي فرضته فرنسا على المغرب للتفرقة بين الأمازيغ والعرب، فرفضه الجميع في عام سمي بـ”عام اللطيف”، و”جاك بينيت” هذا هو واضع العلم الأمازيغي، ومؤسس الأكاديمية الأمازيغية التي سيتولد عنها الكونجريس الأمازيغي…
إن “العواطف عواصف”، البعض عندما يسمع هذه الحقائق يصدم فيتهجم علينا بدل أن يثبت عكسها بالمصادر والحقائق التاريخية…)
لا وجود ل 2973 ولا هم يحزنون. يناير يحتفل به الأمازيغ منذ القديم. فلما ظهرت الحركة الثقافية الأمازيغية قرروا أن يجعلوا لذلك التقويم بداية لم تكن له أصلا. فاختاروا السنة التقريلية لاعتلاء شيشونق عرش مصر، علما أن تاريخ اعتلاء ذلك الملك عرش مصر ليس معروفا بالضبط، لأن التأريخ يعتمد على الكربون 14 وهو تأريخ غير دقيق. من هنا يتضح أن الأمر لا يتعلق لا باحتفال بانتصار شيشونغ ولا هم يحزنون، بل مجرد بدعة للحركة الثقافية الأمازيغية. من جهة أخرى، هل ساكن الأطلس الكبير المغربي، الذي كل همه توفير القوت والدفء في الشتاء، سيحتفل بانتصار شيشونغ الليبي وبينهما آلاف الكيلومترات؟ ما الذي استفاده من انتصار شيشونغ؟ ثانيا، كيف سيعرف في ذلك العهد بانتصار شيشونغ ولم تكن هناك وسائل تواصل، كما أن سكان شمال أفريقيا لم يعرفوا الورق وكانوا يعيشون حياة بدائية ؟ كما أشار المنشور فشيشونغ لم يعاصر رمسيس الثاني (الذي خلفه ابنه مرنبتاح) كما لم يعاصر رمسيس الثالث (الذي خلفه ابنه بنتاؤور)، وجاء متأخرا، فشيشونغ كان من قادة جيش مصر واعتلى العرش بعد وفاة الفرعون بسوسينيس، وتزوج أميرة مصرية لكي يكتسب الشرعية، وبالتالي فليس هناكمن الأساس لا انتصار ولا هم يحزنون، وكل ما قيل عن تخليد ذلك الانتصار مجرد كذب لخلق إرث تاريخي لشعوب (وليس شعب واحد) بشمال أفريقيا أصبحت تسمى أمازيغ، تمهيدا لنشر التفرقة خدمة لمصالح الغرب.
في هذا الصدد، هناك باحثون يحترمون أنفسهم في الإيركام يعترفون بعدم صحة تخليد انتصار شيشونغ.