في غياب حلول بنيوية… يصبح موسم الثلج كابوسا سنويا لبعض المواطنين في المغرب! 1\2حقوقي لـ"مرايانا": "نرفض المساعدات الإحسانية... نحن دائنون للدولة بحقوقنا!"
وأنت بانتظار هبوب الثلج لتسافر إلى منطقة جبلية لتلهو وتلتقط السلفيهات، ثمة من يشكل لهم موسم الثلج كابوسا قاتلا؛ لا يعدم كل أشكال الحياة وحسب، إنما أيضا يحصد الأرواح في …
وأنت بانتظار هبوب الثلج لتسافر إلى منطقة جبلية لتلهو وتلتقط السلفيهات، ثمة من يشكل لهم موسم الثلج كابوسا قاتلا؛ لا يعدم كل أشكال الحياة وحسب، إنما أيضا يحصد الأرواح في بعض الحوادث المأساوية.
لا زال المغرب يفقد سنويا منذ 2015، من 10 إلى 20 امرأة حامل بأجنتهن بسبب البرد!
صحيح أن هناك مساعدات: قنانيّ زيت وبضع أغطية وقوالب سكر وأكياس طحين وآليات لإزاحة الثلوج وبعض المستشفيات الميدانية التي؛ مع بدايات الربيع، تجمع أغراضها وتعود أدراجها إلى المركز… إلى النافع من المغرب. لكن…
طالعوا في الجزء الثاني: محمد احبابو: “صندوق تنمية العالم القروي رصدت له 50 مليار سنتيم، لكن لم نر له أثرا في إملشيل”.
يقول محمد احبابو، مندوب الشبكة المغربية لحقوق الإنسان والرقابة على الثروة وحماية المال العام بدائرة إملشيل، لـ”مرايانا”: “تلك المساعدات التي يقدمونها لنا كما يقدمون هباتهم للفلسطينيين، نحن نرفضها. نحن نرفض سياسة الإحسان، ونريد مدارس ومستشفيات وطرقا. نريد حقوقنا فحسب”.
ويضيف: “نحن مواطنون ودائنون للدولة بحقوقنا. ينبغي عليها أن تمنحنا إياها، لا أن تعطينا سكرا وزيتا ودقيقا، ثم نقول إنها تقوم بالخير والإحسان… نفضل أن نظل على وضعنا الحالي، عوض أن ينادوا على الكاميرات؛ ثم لا يشرعوا في توزيع المساعدات إلا بعد بداية التصوير”.
“سجن كبير”
في حديثه لـ”مرايانا”، يصف احبابو المناطق الجبلية في المغرب بـ”السجن الكبير؛ من شهر أكتوبر إلى غاية شهر مارس”، مؤكدا أن معاناة سكانها “يومية ومستمرة، عديدة وكثيرة”.
المغرب يفقد سنويا منذ 2015، من 10 إلى 20 امرأة حامل بأجنتهن بسبب البرد!
احبابو أكد أن “الخدمات الصحية متردية سواء في المناطق الجبلية أو النائية، فبالموازاة مع انتشار عدد من الأمراض بين المواطنين، كمية الأدوية التي تخصص لهذه المناطق غير كافية”.
ناهيك عن “الصعوبات التي تواجهها سيارات الإسعاف في الولوج إلى بعض المداشر، بخاصة البعيدة منها عن الطرق المعبدة. إن كانت ثمة طرق معبدة فهي في حالة يرثى لها، إضافة إلى أن سائقي الآليات المخصصة لإزاحة الثلوج لا يقومون بعملهم بمهنية عالية، نظرا للظروف التي يشتغلون فيها”، يضيف ذات المتحدث لـ”مرايانا”.
طالعوا في الجزء الثاني: عزيز عقاوي: جماعة أنفكو لا يتجاوز سكانها ألفي نسمة، و”تملك فائضا يتجاوز مليار سنتيم سنويا من عائدات مبيعات الغابة” تذهب كلها إلى صندوق الجماعة، ولو “كان ثمة قليل من الوضوح والشفافية، وبعض من رقابة وزارة الداخلية، لكان المواطنون هناك يستفيدون من مستوى جيد من الخدمات والحقوق”.
الناشط الحقوقي أشار أيضا إلى المشاكل التي يعاني منها رجال ونساء التعليم بهذه المناطق، إذ “لا يعرفون أيخصصون وقت التدريس لإشعال المواقد أم للتدريس نفسه. دون الحديث عن انعدام حطب التدفئة أحيانا، وعدم دراية الأساتذة باستعمال الشاربون”.
من جانبه، يؤكد عزيز عقاوي، عضو اللجنة الإدارية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في حديث لـ”مرايانا”، أن “أطفال هذه المناطق يضطرون أحيانا للمشي كيلومترات في الثلوج للوصول إلى المدارس”، مضيفا أن أقسامها في الغالب “مسبقة الصنع”، ما يزيد الطين بلة.
احبابو: “نحن مواطنون ودائنون للدولة بحقوقنا، وينبغي عليها أن تمنحنا إياها، لا أن تعطينا سكرا وزيتا ودقيقا ثم نقول إنها تقوم بالخير والإحسان… نفضل أن نظل على وضعنا الحالي، عوض أن ينادوا على الكاميرات؛ ثم لا يشرعوا في توزيع المساعدات إلا بعد بداية التصوير”.
بالحديث عن الأطفال، يشير ذات الناشط الحقوقي إلى أن لساكنة هذه المناطق وعيا بـ”التخطيط العائلي”؛ لكنهم، في أحيان كثيرة، ينجبون أربعة أو خمسة أطفال، دون رغبة في ذلك، وذلك لعدم وصول “حبوب منع الحمل” إليهم.
عقاوي أبرز أيضا أن “أغلب سكان هذه المناطق يعيشون كرعاة أو رحالة أو فلاحين صغار. ولوعورة المسالك الطرقية، يجدون يوم السوق مثلا صعوبة في التنقل لأزيد من 10 كلم، ناهيك عن حاجتهم للماء الصالح للشرب وتنقلهم على البهائم قصد الحصول عليه”.
في الجزء الثاني… في غياب الحلول البنيوية: الحلول الترقيعية لا تأتي أكلها؛ فما العمل إذن؟
لقراءة الجزء الثاني: الثلوج في المغرب: كابوس للمواطنين وحلول ترقيعية من الدولة 2/2