نظرية التطور مجددا: فِيَلة بلا أنياب… الطبيعة الأم تقاوم عبث الإنسان - Marayana - مرايانا
×
×

نظرية التطور مجددا: فِيَلة بلا أنياب… الطبيعة الأم تقاوم عبث الإنسان

في فيلم تسجيلي عن الفيلة على قناة ناشيونال جيوغرافيك، كانت أغلب الفيلة بلا أنياب. أما السبب، فهو الصيد. لكي تنجو الفيلة من بنادق الصيادين، صارت تولد بلا أنياب. كيف يمكن …

في فيلم تسجيلي عن الفيلة على قناة ناشيونال جيوغرافيك، كانت أغلب الفيلة بلا أنياب. أما السبب، فهو الصيد.

لكي تنجو الفيلة من بنادق الصيادين، صارت تولد بلا أنياب.

كيف يمكن أن يحدث هذا؟ وهل تستطيع الفيلة تغيير جيناتها وصفاتها؟

مفتاح اللغز، قدمه داروين في القرن التاسع عشر : “الانتخاب الطبيعي”.

اقرأ أيضا: نوبل للكيمياء ونظرية التطور

الانتخاب الطبيعي باختصار، هو عملية انتقاء عشوائية للصفات التي تمكن أفراد النوع من البقاء في مواجهة تحديات البيئة.

إذا كان الفيل بلا ناب سينجو من بندقية الصياد، إلا أنه سيعاني من تغذية أقل وقدرة أقل على حماية نفسه من مفترسي الطبيعة. عندها، سيعمل الانتخاب الطبيعي عمله لتغيرات جديدة قد تقود الفيلة إلى النجاة أو الانقراض أو التحول لنوع مختلف.

معظم الفيلة الإفريقية تولد بأنياب. ناب العاج هو أهم عضو في جسد الفيل. بسببه قتلت آلاف الفيلة في جرائم صيد عشوائي غير شرعي من أجل ناب العاج الثمين.

كان مقدرا للفيلة الإفريقية أن تنقرض، لولا وجود خطأ جيني يصيب 2% من الفيلة، فيولَدون بسببه بلا أنياب.

لاحظ العلماء الظاهرتين التاليتين:

في السنوات الأولى، كانت الفيلة ذات الأنياب الأضخم والأطول تتناقص، حتى صارت أغلبية الفيلة بأنياب متوسطة أو قصيرة. والسبب في ذلك أن الصيادين كانوا يختارون الفيلة ذات الأنياب الأطول ويصطادونها.

لم يتبق بعد ذلك إلا الفيلة ذات الأنياب الأقصر، لتتزاوج وتنقل جيناتها إلى الأجيال اللاحقة. ومع ذلك، لم يتوقف الصيد؛ واستمر الصيادون في ملاحقة الفيلة ذات الأنياب المتوسطة والقصيرة.

اقرأ أيضا: الكذب في سبيل الله… أو ماركس حنيفا مسلما

لم يكن ينجو من هذه المذبحة إلا الفيلة القليلة جدا التي تولد بلا أنياب.

صار الفيل بلا ناب ميزة بيولوجية، فهو يعيش ويتزاوج وينقل جيناته لأجيال الجديدة.

كان مقدرا للفيلة الإفريقية أن تنقرض، لولا وجود خطأ جيني يصيب 2% من الفيلة، فيولَدون بسببه بلا أنياب.

استمر الحال هكذا، حتى صار عدد الفيلة بلا أنياب يفوق عدد الفيلة ذات الأنياب. وبدلا من 2%، صار عدد الفيلة بلا أنياب حوالي 98%!

نجت الأجيال الجديدة من الفيلة من الصيد، فمن الذي سيتعب نفسه بصيد فيل لا يملك تحت خرطومه ناب العاج الثمين جدا؟

إذا استمر الصيد يستهدف ما تبقى من فيلة بأنياب، ستصبح فيلة المستقبل الإفريقية كلها بلا أنياب، وسينقرض فيل الناب كما انقرض قبله فيل الماموث. لكن جهود الطبيعة الأم لمقاومة عبث الصيادين لم تنجح تماما؛ إذ أن الناب عضو مهم جدا الفيل، فمن خلاله يقاوم المفترسين ويهيء الأشجار ويحفر بحثا عن الماء.

وإذا كان الفيل بلا ناب سينجو من بندقية الصياد، إلا أنه سيعاني من تغذية أقل وقدرة أقل على حماية نفسه من مفترسي الطبيعة. عندها، سيعمل الانتخاب الطبيعي عمله لتغيرات جديدة قد تقود الفيلة إلى النجاة أو الانقراض أو التحول لنوع مختلف.

كنت قد طردت نظرية التطور من الباب… فعادت لي من النافذة.
ما علينا… إنها مجرد نظرية تثبت صدقها كل يوم!

تعليقات

  1. عبد الصمد

    كم أنت ذكي ياوادعي تنقض في نهاية المقال ما أثبته في أعلاه..تقول :الانتخاب الطبيعي العشوائي يزود الكائنات بآليات للبقاء ..وفي آخر المقال تقول :لتبقى أو تنقرض أو تتحول…سؤالي : ألتبقى أم لتنقرض؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *