من اليمن، حسن الوادعي يكتب: أخلاق التقاليد والدين… أم أخلاق العقل؟ - Marayana - مرايانا
×
×

من اليمن، حسن الوادعي يكتب: أخلاق التقاليد والدين… أم أخلاق العقل؟

هناك ثلاث أسس لبناء الأخلاق: التقاليد، الدين والعقل. التقاليد تبني الأخلاق على أساس حكمة الأجداد. فكل ما ما هو قديم ومتوارث مقبول ومحفوظ. على سبيل المثال، إذا كان حرمان المرأة …

التقاليد، الدين والعقل.

التقاليد تبني الأخلاق على أساس حكمة الأجداد. فكل ما ما هو قديم ومتوارث مقبول ومحفوظ. على سبيل المثال، إذا كان حرمان المرأة من الميراث عادة، فإنها تتحول الى خلق قويم.

الأخلاق المبنية على التقاليد تحصر تطور المجتمع والفرد في مرحلة قديمة وما تلبث أن تبلى وتعجز عن مواكبة المتغيرات حتى تسقط من تلقاء نفسها.

حافز الإلتزام الأخلاقي في التقاليد هو “التقليد”، بينما حافز الإلتزام الاخلاقي في الدين هو “الخوف من العقاب”

الدين يبني الأخلاق بناء على الإدعاء الإلهي. كل قيمة أخلاقية أو عادة اجتماعية يؤكدها الدين، تصبح مقدسة.

والحقيقة أن الدين والتقاليد يتداخلان فيما يتعلق بالأخلاق؛ فقد يأتي الدين في بيئة اجتماعية بدوية أو قبلية، فيتبنى بعض عاداتها وأخلاقياتها… لكنها تتحول، مع الزمن، من تقاليد إلى مقدس.

تعدد الزوجات وتزويج الصغيرات والغزو (الجهاد) وتحجيب النساء ومنع الإختلاط وقتل الزاني أو الزانية هي عادات وأخلاقيات بدوية حولها الدين إلى مقدس!

حافز الالتزام الأخلاقي في التقاليد هو “التقليد”، بينما حافز الالتزام الأخلاقي في الدين هو “الخوف من العقاب”.

الالتزام الأخلاقي في الدين والتقاليد إلتزام خارجي فيه نسبه عالية من الإجبار.

شاهد أيضا: فيديو. انعكاس الويب – الحلقة السابعة – تزويج القاصرات… في الشرع… في الولايات المتحدة الأمريكية… في العقليات المريضة

ثم يأتي العقل.

قد تتجاور أخلاق التقاليد والدين والعقل معا، ولكن بشرط واحد، هو أن يكون العقل مقياس الأخذ والرفض.

العقل يبني الأخلاق بناء على التجربة.

أثبتت التجربة الانسانية أن الحرية نظام أفضل من الاستبداد، ففضل العقل الحرية.

أثبتت التجربة أن حبس المرأة وتزويجها مبكرا وحرمانها من التعليم مدمر للمرأة والأطفال والزوج والمجتمع، فقرر فتح الأبواب والنوافذ للمرأة على مصراعيها.

أثبتت التجربة أن حرية التدين وحرية الكفر شرط لأي مجتمع صحي، فقرر العقل الإنتقال من مجتمعات النفاق إلى مجتمعات الوضوح الأخلاقي.

اقرأ أيضا: هل ستنهار الأخلاق من دون الإيمان والدين؟

يختلف العقل عن التقاليد والدين في أربعة جوانب من الناحية الأخلاقية:

– أخلاق العقل متغيرة ومتطورة بينما أخلاق التقاليد والدين أبدية ومضادة للتغيير.

الأخلاق المبنية على التقاليد تحصر تطور المجتمع والفرد في مرحلة قديمة وما تلبث أن تبلى وتعجز عن مواكبة المتغيرات حتى تسقط من تلقاء نفسها.

– أخلاق العقل تقوم على القناعة والالتزام الذاتي بينما تقوم الأخريات على الخوف من النبذ أو الخوف من العقاب.

– الأساس المنطقي لأخلاق العقل واضح؛ فكل ما تبثت نجاحه وتوافقه مع الإنسان ينتصر؛ بينما تبنى أخلاق التقاليد والدين على أساس غامض وقديم وغير قابل للنقاش.

– يعطي العقل حرية اختيار السلوكيات الشخصية ويتشدد في السلوكيات العامة، بينما يراقب الدين والتقاليد كل سلوكيات الفرد الشخصية ولا يتسامح مع مخالفيها. فأخلاق العقل لا تراقب سلوكياتك الشخصية (اللباس، الزي، الشرب، العلاقات الجنسية)، لكنها تراقب وتنظم سلوكياتك العامة (الالتزام بالقانون، إيذاء الآخرين، إتباع اشارات المرور، الإخلاص في العمل..)

قد تتجاور أخلاق التقاليد والدين والعقل معا، ولكن بشرط واحد، هو أن يكون العقل مقياس الأخذ والرفض.

تعليقات

  1. د هشام الازهري

    مصدر الإلزام في الاسلام هو الدعوة الى رضا الله والخوف من عقابه فهو ديني، كما ان الدين لا يأمر بما يضاد العقل او الفطرة بل يتناسب معها، فيدعو الى مكارم الاخلاق من الصدق والعفاف والرحمة والامانة، ويربط ذلك كله بالخالق، اما العقل فتتنازعه الاهواء والرغبات والشهوات والمصلحة والمنفعة، ولا ينفصل الفرد في الاسلام عن المجتمع كما تدعي فما المجتمع الا مجموعة من الافراد، والضرر الذي يحدثه الفرد على نفسه يعود على المجتمع فشرب الخمر والزنا يفسد المجتمع ذاته.
    أما ادعاؤك بمسايرة الدين للعادات والتقاليد فهو ادعاء باطل ونقضته بنفسك في بداية كلامك عن ميراث المرأة التي كانت التقاليد وقتها لا تورثها – فورثها نصف الرجل او مساوية له او اكثر منه حسب موقعها من المورث،- واشترط رضاها ولم يشترط سنا بل تحملا لتبعات الزواج ولو كانت في العشرين او اكثر وجعل لها ذمة مالية مستقلة، وبالجملة انتقد القرآن سلوك وعادات السابقين واتباعهم لآبائهم (أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون) ودعا الى اعمال العقل والتفكر والنظر، ولكن على اسس سليمة وليس لمجرد اتباع الهوى والشهوات.

  2. جميل

    كلام خطير يشم منه رائحة الكفر و الإلحاد، لأن العقل قد يسيطر عليه الهوى إن لم يكن للوحي السيادة. و الدين لا يثبت من التقاليد إلا الطيب منها لان الخالق هو الذي يعرف ما يصلح المخلوق.

    تعدد الزوجات وتزويج الصغيرات والغزو (الجهاد) وتحجيب النساء ومنع الإختلاط وقتل الزاني أو الزانية هي عادات وأخلاقيات بدوية حولها الدين إلى مقدس!
    يالطيف بعباده
    الحجاب لم يكن عادة بل كان التبرج هو العادة ، ( و لا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى) تبرج الجاهلية ، حكم الجاهلية…
    الجهاد ( لإعلاء كلمة الله ) ليس عادة بل الحرب ( لنهب الأخرين ) هي العادة.
    قتل الزاني ( المتزوج المحصن ) و هل يرضى أحد أن تخونه زوجته أو أن يخونها زوجها. هذا يدعي إلى الانحلال الخلقي.

    و الأمثلة كثيرة، تضهر إدعأت خاطئة.
    نحسن الظن بالكاتب إن كان مسلمًا و غفر الله له.

  3. هريكل مصطفى

    كلام منطقي بالنظر الى حال المجتمعات نجد كلما زاد التدين زاد النفاق وبالتالي غياب الوازع الأخلاقي المبني على القناعة النابعة من العقل و لبس شيء أخر ،شكرا دكتور موضوع جد مفيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *