من اليمن، حسين الوادعي يكتب: مجتمعات النجاح ومجتمعات الشهادة
حين يفقد المرء ثقته بنفسه ويحس بعجزه عن تحقيق أي إنجاز في حياته، فإنه يبحث عن شيء خارجي ليكرس حياته من أجله. قد يتجه نحو تقديس شخص أو زعيم أو …
حين يفقد المرء ثقته بنفسه ويحس بعجزه عن تحقيق أي إنجاز في حياته، فإنه يبحث عن شيء خارجي ليكرس حياته من أجله. قد يتجه نحو تقديس شخص أو زعيم أو حركة سياسية أو دين أو مذهب معين.
لهذا، تعتمد الحركات الشمولية علی تدمير ثقة الأفراد في قدراتهم وتحويلهم من أفراد إلی أعضاء في جماعة.
تعتمد الحركات الشمولية و الفاشية (دينية كانت أو عسكرية) علی تعزيز قيم “نكران الذات” و “التضحية”و “الشهادة”. لأجل ذلك، تختلق هذه الحركات تناقضا وهميا بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة، وتری أن المجتمع لن ينهض إلا إذا تخلی أفراده عن طموحاتهم الشخصية!
إن النجاح وحب الحياة وتحقيق الذات هي أساس تطور المجتمعات وعلوها؛ فالمجتمع الناجح هو ذلك التجمع الضخم للأفراد الناجحين والواثقين من قدراتهم وتميزهم
في النهاية، تمتلئ هذه المجتمعات بالفاشلين والشهداء والسجناء والمعاقين والمحبطين الذين يندبون ضياع شبابهم خلف سراب “التضحية” من أجل “القضية”.
في المقابل، فإن المجتمعات المفتوحة تعلي مبدأ الفردية والنجاح الفردي وتعزز ثقة الفرد في قدراته علی تحقيق المستحيل. لهذا، تختفي في هذه المجتمعات شعارات “التضحية”و “الشهادة” و “تمجيد الموت” و “إنكار الذات”.
اقرأ لنفس الكاتب: تأملات حول موقف المسلمين من العلمانية
إن النجاح وحب الحياة وتحقيق الذات هي أساس تطور هذه المجتمعات وعلوها. تؤمن هذه المجتمعات أن مصلحة الفرد هي مصلحة المجتمع؛ فالمجتمع الناجح هو ذلك التجمع الضخم للأفراد الناجحين والواثقين من قدراتهم وتميزهم.
الطفل الذي يتمنی أن يموت شهيدا… والشاب الذي “يضحي” بحلمه الفردي ونجاحه من أجل قضية مفترضة ويری أن نجاح القضية لن يقوم إلا علی فشله، والأفراد الذين يرون أن “نكران الذات” وتحقيرها هو سلوك الرجل الفاضل… هؤلاء هم ضحايا المجتمع المغلق وبذور مجتمع الإنهيار.
أثناء تجوالي في المحافظات اليمنية، لفت انتباهي الكم الهائل لعبارات “الشهادة” التي تمتليء بها جدران المباني والشوارع والأسوار.
وكلما كانت عبارات الشهادة وتمجيد الشهداء تزيد، كنت أری المزيد من الأراضي الزراعية المهملة والمحلات المغلقة والمدارس المدمرة والمقابر.
هذه هي مجتمعات الشهادة والتضحية والفشل… أما مجتمعات النجاح فشيء آخر.
تَمَسّك بحلمك ونجاحك الفردي ولا تكن من الفاشلين أو الراحلين الحمقى.
اقرأ لنفس الكاتب: نظرية التطور مجددا: فِيَلة بلا أنياب… الطبيعة الأم تقاوم عبث الإنسان
نعم حياة إنسان هذا العصر أصبحت مبنية في نظر بعض المفكرين والمنظرين على التوجه المادي لاحياة وما سيجنيه من ثروات وافتقدت فيها الروحي مما جعل الشعوب تنهش بعضها البعض وتتقاتل في ما ببنها لفرض سياساتها الطامعة في استغلال اكبر لكل الثروات المادية والبشرية للاستغناء والتحكم في اكبىقدر ممكن من الموجودات في المنطقة وفي العالم (إنه عالم العبودية والقن في صورة عصرية)) فحتى كتاباتنا يصب مدلول لخدمة فىة لحساب فىة اخرى