باسل قس نصر الله يكتب: أخي المسلم … العالم يريدُ لكَ الخير - Marayana - مرايانا
×
×

باسل قس نصر الله يكتب: أخي المسلم … العالم يريدُ لكَ الخير

هل الأدوية واللقاحات التي يبتكرها الغرب الكافر، والصين الزنديقة…
هي فقط لِسلامةِ المسلمين، وجلّ جلاله هو الذي يقول: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.

المهندس باسل قس نصر الله: مستشار مفتي سورية

إنَّ… {الحمدُ لله رب العالمين}، هي أول آية مِن سورة الفاتحة في القرآن الكريم.

ولم يرِد خطابٌ في القرآنِ بلفظِ المسلمين، بل إنّ الخطاب وردَ بلفظِ “المؤمنين” وبلفظ “الناس”، فقال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا …} وقال {يَا أَيُّهَا النَّاسُ …}

لقد وردَت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} 89 مرّة، وذُكرت {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} عشرون مرة في القرآن الكريم.

والإسلام درجة متدنية عن الإيمان، ووَردَت في القرآن الكريم بقوله تعالى: {قَالَتِ الأَعرَابُ آمَنَّا قُل لَم تُؤمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسلَمنَا وَلَمَّا يَدخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُم} (الحجرات: 14).

والإسلام لا يعني دخول الإيمان في القلبِ، والنُطق “بالشهادتين” – مع أنهما تُدخلان الشخص الى الإسلام – إلا أنهما لا تكفيان بلا إيمان .. لأن الخطاب يتم توجيهه إلى {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}… وليس إلى الذين أسلموا فقط.

بعدَ هذا التذكير أقول:

نسمعُ ونرى ونقرأ للكثيرِ من إخوتنا المسلمين – وأقول إخوتي شاءَ من شاء وأبى من أبى – أقوالاً تبتعدُ عن ما ورد.

“اللهم ارحم موتى المسلمين”
“اللهم احفظ بلاد المسلمين”
“اللهم انصِر المسلمين”

هل الأدوية واللقاحات التي يبتكرها الغرب الكافر، والصين الزنديقة… هي فقط لِسلامةِ المسلمين، وجلّ جلاله هو الذي يقول: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} (المائدة: ٣٢)؟

وتتقدم الفتاوى من البعض للتعامل مع “العالمين”: (فالتعامل مع الكفرة ـ كَبَتَهم الله وكفى المسلمين شرّهم – إذا كان جلباً لمصلحةٍ ظاهرة تعودُ على المسلمين، فلا بأس به إن شاء الله)

هذه المقولات النابعة عن الأمّية الدينية، تُولِد “الفوبيا الإسلامية” أو “الخوف من الإسلام”.
وأنا… مِن خلال مسيرتي وعيشي ودراستي مع الكثير من إخوتي المسلمين، أعلم أن ذلك بعيد عن الغالبية الكبرى من المسلمين.

أما من يشوّه الإسلام ويزرع الخوف من المسلمين تجاه العام من مسيحيين – وأنا منهم – وبوذيين ويهود وهندوسيين وآخرين، فهم قِلّة، وقليلة كثيراً… ولكن ضوضاءها كبيرة.

إن الآية واضحة ناصعة: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}  (البقرة: 285).

كما أنني أفهم من الحديث الشريف: “الخلق كلهم عيال الله وأحب خلقه إليه أنفعهم لعياله”، أن رب العزة والملكوت، يهمّهُ العالم وليس المسلمين فقط.

ولذلك… لما جاء ذاك الاعرابي الى النبي “ص” فقال: اللهمّ ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً، فقال له النبي: “لقد حجّرت – أي ضيّقت – واسعاً يا أخا العرب”، فالرحمة للجميع وليست فقط لفئةٍ.

لكن ….

اللهم الذي وعدتَ المؤمنين، وليس المسلمين، أن تستخلفهم على الأرض، لا تؤاخذنا نحن “العالمين”، {أَتُهلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنّا}؟ (الأعراف: ١٥٥)

اللهم اشهد أني بلغت…

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *