سناء العاجي الحنفي: المغرب العالمي… مغرب البشرية
أقر وأعترف، أنا الموقعة أدناه، أني لا أؤمن بصفاء الأعراق ولا بسمو بعضها عن بعض. أؤمن بأن روافدنا الثقافية والفكرية هي نتاج عوامل عدة لا توجد الأعراق ضمنها، وإلا فسأكون عنصرية. وحدها العنصرية تنبني على فكرة الميز العرقي.
أقر وأعترف أني مغربية. أتفق وأختلف وأحب وأبتعد عن غيري بناء على مشاعر وأفكار وقناعات وأحاسيس، وليس بناء على العرق. هكذا فقط أكون إنسانا. وهكذا فقط أشبه القيم التي أدافع عنها. أما حين ندافع عن الحداثة وحقوق الإنسان ونؤسس لـ “أبارتايد” عرقي، فنحن بالتأكيد، حينها، نكون قد أخطأنا انتماءنا!
أقر، أنا الموقعة أعلاه، وأنا بكامل قوايَ العقلية، أني مغربية، عربية، أمازيغية، إفريقية، موريسكية، مسلمة، يهودية، مغاربية. أنا كل هذا المزيج وأكثر. ابنة التنوع. ابنة التعدد.
أقر، أنا الموقعة أعلاه، أن هويتي ليست عرقا فقط. ليست مجرد حمض نووي… هويتي ثقافة وأغانٍ شعبية وقصائد وصلوات وأهازيج. هويتي لغة ورقصات وأمثلة شعبية ولغة وروايات قرأتها وأفلام شاهدتها وعبارات دارجة سكنت الوجدان واللغة، خارج الإيديولوجيات والقناعات.
أقر، أنا الموقعة أعلاه، أن اختزال الهوية في عرق، هي عنصرية صريحة تؤمن بصفاء الأعراق وتميز بعضها عن البعض الآخر. أليس من البشاعة الإيمان بأن هناك عرقا أفضل من عرق آخر؟ أليس من العنصرية الإيمان بأن التخلف أو التقدم، الحداثة أو الرجعية، مرتبطة بعرق معين وليس بالفكر والثقافة والقيم؟ أن ترفض وتكره انتماءك للعالم العربي بهذا الشكل الفج، وأن ترفض احتفاء الآخر بك بذريعة عرقية هو شكل فج ووقح من أشكال العنصرية.
أقر وأصرح، أنا الموقعة أعلاه، أني، منذ أشهر قليلة، أجريت تحليل الحمض النووي، وكانت نتائجي كالتالي: 67،1٪ من شمال إفريقيا (مما يحيل على العرق الأمازيغي)، 23،4٪ من إيبيريا، 3،6٪ من نيجيريا، 1،1٪ من غرب إفريقيا، 2،7٪ من إيطاليا و2،1٪ من اليهود الأشكيناز. ليس لدي عرق من الشرق الأوسط (عربي). لكني أعرف وأقر أيضا أن العربية جزء من هويتي التاريخية والثقافية. لا يمكنني ولا حتى أنا أرغب في إقصائها. وإن أردنا إقصاءها بحكم انتماء عرقي، فلن يكون علينا أن ننتقد هتلر لجرائمه العرقية ولإيمانه بصفاء عرق مقارنة مع أعراق أخرى. ولا حتى يمكننا أن ننتقد العنصريين البيض اليوم في أوروبا ممن يعتبرون المهاجرين العرب والأفارقة والأكراد والأمازيغ أنصاف مواطنين لأن عرقهم مختلف. لأنهم ليسوا من بيض أوروبا (حتى لو كانوا بيض البشرة).
الهوية لم ولن تكون يوما مجرد عرق أو جغرافيا أو حمض نووي. الهوية هي ثقافة وتاريخ ولغة وانتماء. تضامني مع القضية الفلسطينية لا يعود لانتمائي لمنطقة جغرافية معينة بل لإيماني بعدالة القضية. كما أني، قد لا تكون لدي جينات عربية، لكن ثقافتي المغربية حملت لي رواسبها العربية والأمازيغية والموريسكية والإفريقية والإسلامية واليهودية. قد أختلف مع المشارقة في العديد من المكونات الفكرية والثقافية، تماما كما قد أختلف مع مواطنين من تونس أو نيجيريا أو البرتغال أو استراليا أو حتى من قلب المغرب، ليس بسبب أو بفضل عرق معين، بل بفعل عشرات العوامل الثقافية المتداخلة.
أقر وأعترف، أنا الموقعة أعلاه، أني لا أؤمن بصفاء الأعراق ولا بسمو بعضها عن بعض. أؤمن بأن روافدنا الثقافية والفكرية هي نتاج عوامل عدة لا توجد الأعراق ضمنها، وإلا فسأكون عنصرية. وحدها العنصرية تنبني على فكرة الميز العرقي. أقر وأعترف أني مغربية. أتفق وأختلف وأحب وأبتعد عن غيري بناء على مشاعر وأفكار وقناعات وأحاسيس، وليس بناء على العرق. هكذا فقط أكون إنسانا. وهكذا فقط أشبه القيم التي أدافع عنها. أما حين ندافع عن الحداثة وحقوق الإنسان ونؤسس لـ “أبارتايد” عرقي، فنحن بالتأكيد، حينها، نكون قد أخطأنا انتماءنا!
صحيح أعتقد أن زمن التعصب القبلي يجب أن ينتهي !
Merci pour ce beau texte, plaidoyer contre les crispations identitaires dans le microcosme intellectuel marocain. rciشكرا علىea
مقال زوين نقي
إلا أن العنصرية لا تنبني فقط على الميز العرقي
بل كل ميز فهو عنصرية
كل ما قيل صحيح لا غبار عليه. ولكن الا تقولي كلمة عن إلغاء الامازيغية وباقي المكونات في تعاليق كأس العالم واعتبار الفريق الوطني منتخبا عربيا خالصا؟