حسين الوادعي: القاتلون باسم الله
يقول سلمان رشدي في إحدى تجلياته الفكرية: “منذ البداية، استخدم الإنسان الله من أجل تبرير ما لا يمكن تبريره”. إن الناس أو الجماعات التي تتحدث عن الله بإفراط، ترتكب أشنع …
يقول سلمان رشدي في إحدى تجلياته الفكرية: “منذ البداية، استخدم الإنسان الله من أجل تبرير ما لا يمكن تبريره”.
إن الناس أو الجماعات التي تتحدث عن الله بإفراط، ترتكب أشنع الأعمال. تلك الأعمال التي لا يمكن تبريرها إلا باستحضار قوة عليا، مثل الله، تجعل كل ما هو بشري تافهاً لا قيمة له.
فالذي يرى نفسه حزب الله هو يقول بشكل غير مباشر إن كل الأحزاب الأخرى باطلة وأنه يمتلك تفويضا إلهيا باحتكار الحق.
رفع الخوارج شعار: “لا حكم إلا لله”، بينما هم في الحقيقة يرون أن لا حكم إلا فيهم ولهم.
والذين يرون نفسهم أنصار الله، يؤمنون في دواخلهم أنهم الممثلون الحصريون لله في الأرض وأن من حقهم ارتكاب كل الأفعال التي يرونها مناسبة لنصرة إلهِهم الحصري.
اقرأ أيضا: داعش المسيحية
أما أخطر تهمة، فهي تهمة “عدو الله”. على العكس من عدو الدولة أو عدو الوطن، وهي تهم خطيرة بدورها، إلا أن عدو الله لا يتمتع بأي حقوق أو حماية، ولا حل معه إلا الموت.
إن أبشع الجرائم الدينية هي جريمة “انتزاع حقوق الناس بالادعاء أنها حقوق الله” و “استحضار الله من أجل نفي الإنسان”، كواحدة من أكثر السياسات استبدادا وتدميرا.
الذي يرى نفسه حزب الله هو يقول بشكل غير مباشر إن كل الأحزاب الأخرى باطلة وأنه يمتلك تفويضا إلهيا باحتكار الحق.
رفع الخوارج شعار: “لا حكم إلا لله”، بينما هم في الحقيقة يرون أن لا حكم إلا فيهم ولهم.
وكما صادر الخوارج إرادة الحياة من يد الناس عن طريق “الحاكمية”، سحبه الأمويون عن طريق عقيدة “الجبر”.
فكانوا يقولون إنهم حازوا الخلافة بأمر وقدر من الله، وبالتالي فالخروج عليهم معصية لله!
اقرأ أيضا: حينما رفس القوم ابن تيمية لتجسيده جلوس الله
كان الأمويون يقتلون معارضيهم علنا ويقولون إن هذا أمر وقدر الله، وليس لنا يد في اتقائه لأن الله قد كتب كل شيء ولا مرد لحكمه!
حتى أن أحد الولاة الأمويين ذبح أحد المعارضين تحت منبر المسجد وأمام الناس في صلاة الجمعة، و برر ذلك بأن الله قد كتب أن يقتل هذا الرجل ولا تغيير لما كتبه الله!
إذا كان هناك من تشريع قانوني نحن في أمس الحاجة إليه، فهو تشريع يحظر الحديث بسم الله في الشؤون العامة ويحمي المجتمع من الذابحين باسم الله
لكن شعار الحاكمية رفع مرة أخرى في العصر الحديث بهدف انتزاع حق الناس في حكم أنفسهم، بحجة أن الحاكم هو الله عن طريق وكلائه الحصريين.
إلى جانب الحاكمية، رفع نفس الفريق شعار تطبيق الشريعة الإسلامية على أساس أن المشرع هو الله، بهدف انتزاع حق الناس في التشريع ونسبته إلى قوة عليا خفية لا مرد لأمرها.
فما بالك بمن يدعون أن الله يقاتل معهم ووعدهم بالنصر والتمكين وورثهم الكتاب والسلطة؟
إذا كان هناك من تشريع قانوني نحن في أمس الحاجة إليه، فهو تشريع يحظر الحديث باسم الله في الشؤون العامة ويحمي المجتمع من الذابحين باسم الله والمفتئتين على اسمه.
ما اشرت اليه ليس خاص بالناطقين باسم الالاه العلوي ولكن هناك ما هو افضع منه ناطقين باسم الاله الوضعي والمقال ليس بحثا على الحقيقة ولكن اصطفافا مقرفا مع اعداء الدين تخفى وراء الحرية وحقوق الانسان