المغرب في سنة 2025… سنة الاكتساح الكُروي 2/1 - Marayana
×
×

المغرب في سنة 2025… سنة الاكتساح الكُروي 2/1

إذا أردنا أن نُلخص حكاية سنة “2025” بالمغرب، يُمكن القَول أنها سنة الإنجازات الكُروية بامتياز.
في كُل الفئات السنية، وفي الجوائز الجماعية والفردية، سطعَ نجمُ المغرب هذه السنة، وأصبحت كُل مشاركة مغربية في بطولة ما، تنتهي إما بالتتويج أو بالوصول إلى مربع الكبار.
في هذا الجزء الأول من ملف “المغرب في سنة 2025″، نُطل على أهم الإنجازات الكُروية التي عاشها المغاربة خلال هذه السنة.

حين يأتي ديسمبر، تُحاول الذاكرة أن تَجمع شتاتَ ما كانَ؛ ماذا وقع؟ ما الذي حدث؟ ما الإيجابي في هذه السنة؟ وما الذي يُمكن أن يتغير؟

هي أسئلة مشروعة، بل وواجب أن تخضعَ لها ذاكرة كُل إنسان، علَّهُ ينهضُ ويستمر ويُلملم بعضا من نذوب سنة ميلادية تشرف على الرحيل، في انتظار أخرى قادمة.

هي أسئلة لا بُدّ أن تخضع لها الذاكرة الجمعية كذلك، حين نسائل أهم الأحداث التي مر بها المغرب خلال سنة 2025؛ لأن الأسئلة ومقاربة الأحداث والكتابة عنها هي الوسيلة الوحيدة كي لا يتربص النسيانُ بالأحداث التي مرت.

كُل سنة تُطبعُ بطابع خاص… سنة 2025 لم تخرج عن هذه القاعدة، تحولات كثيرة عرفها المغرب خلال هذه السنة. حين نتحدث عن قضية الصحراء وضعت سنة 2025 لمسة في هذه القضية، وحين نعرجُ على التظاهرات الرياضية، كانت سنة 2025 حاضرة بقُوة. وفي وقت سكتَ فيه الشارعُ زمَنا، جاءت سنة 2025 لتُخرجه من هذا الصمت. سنة 2025، كان لها بعض الحضور اللافت، على مستوى التشريع كذلك.

في هذا المقال، نُطل على أهم الأحداث التي عرفتها سنة 2025 بالمغرب…

سنة التتويجات…

البدايةُ بمِسك الختام…

الساعة تُشير إلى 19:50، الحكم السويدي غلين نيبيرغ، يطلقُ صافرة النهاية، مُعلنا تتويج المُنتخب المغربي بكأس العرب 2025، ومُطلقا أفراحا من طنجة إلى الكويرة، وفي كُل بُقعة يوجدُ فيها مغربي، فَرحا بكتابة تاريخ جديد في صفحات الكُرة المغربية.

المقاهي ممتلئة، والقلوب مُنقبضة، والمغاربة ينتظرون، نحنُ هنا لسنا أمام مُنتخب رديف، كما يُحاول البعض الترويج له، نحنُ أمام مُنتخب يُمثل الكُرة الوطنية، نفرحُ لتتويجه وفوزه، ونحزنُ لخسارته.

المدرب طارق السكتيوي، يكتب تاريخا آخر، في ظرف سنة ونصف، تُوج ببروزنية أولمبياد باريس، وفاز بكأس أمم إفريقيا للمحليين، ثم الفوز بكأس العرب 2025.

على ملعب البشير بمدينة المحمدية، سطَّر المنتخب المغربي تحت 17 سنة ملحمة كروية حين تُوج، لأول مرة في تاريخه، بكأس أمم إفريقيا لكرة القدم للناشئين، بعد فوزه على مُنتخب مالي بركلات الترجيح 4-2.

وكانت أفضل مشاركة للمنتخب المغربي في الكأس القارية، سنة 2023، حين احتل حينها مرتبة الوصافة بالنسخة التي احتضنتها الجزائر، قبل أن يعود المغرب بقوة سنة 2025 ليتوج باللقب القاري.

توهج استمر في بطولة كأس العالم للناشئين لكرة القدم، حيث وصَل المنتخب إلى ربع نهائي البطولة، قبل أن ينهزم أمام المنتخب البرازيلي بهدفين لهدف، ليُغادر المنافسة مرفوع الرأس، بعدما حقق فوزا تاريخيا في دور المجموعات على منتخب كاليدونيا الجديدة بنتيجة 16-0، رغم البداية المتعثرة التي عرفها الفريق في دور المجموعات بخسارتين على التوالي أمام المنتخبين الياباني والبُرتغالي.

من قَطر تأخذُنا الرحلة نَحو الشيلي، هُناك حيث كان “وليدات محمد وهبي”، يَوم الإثنين 20 أكتوبر 2025، يكنتبون صفحة جديدة من تاريخ الكرة المغربية.

يَومها تُوج المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة في كرة القدم بكأس العالم بعد فَوزه على المنتخب الأرجنتيني بنتيجة 2-0.

رُبما لم يكن أكثرُ المتفائلين يتوقعُ هذا السيناريو الملحمي، خصوصا أن المنتخب المغربي مَرَّ في مواجهاته مع مُنتخاب قوية ومُتمرسة، على غرار المنتخب البرازيلي والإسباني والفرنسي. لكن، أسود الأطلس، إذ لا مكان بعد اليوم لتوصيف الأشبال في الحكاية، تحت قيادة المدرب محمد وهبي، قدموا أداء بطوليا جماعيا، وتكتيكا جمع بين الانضباط الدفاعي والفعالية الهجومية، ليُتوج المنتخب بعد مسار استثنائي ببطولة كأس العالم.

وشهدت البطولة تتويج قائد المنتخب عثمان معما بجائزة أفضل لاعب في البطولة، علاوة على تصدر اللاعب ياسر الزبيري بجائزة هداف كأس العالم لأقل من 20 سنة.

يُشار إلى أن المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة، يعد أول منتخب عربي يُتوج باللقب العالمي، وثاني منتخب أفريقي يتوج به بعد منتخب غانا الذي توج باللقب سنة 2009.

رحلة التتويجات تأخذنا نَحو كرة القدم داخل الصالات، لكن، هذه المرة مع لبؤات الأطلس.

30 أبريل 2025، بقاعة مجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، وأمام جمهور غفير، تُوج المنتخب النسوي بلقب النسخة الأولى من بطولة كأس أمم إفريقيا للسيدات داخل القاعة، بعد فوزه بنتيجة 3-2 على حساب منتخب تنزانيا، بعد قلب تأخرهن بهدفين إلى فوز تاريخي، جاء بأقدام ياسمين دمراوي في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي.

نُسخة لم ينهزم فيها المنتخب  المغربي، بل حقق نتائج كبيرة في كل مبارياته، حيث خاض المباراة الأولى أمام نظيره الناميبي، وفاز فيها المنتخب النسوي بنتيجة 8-1. في حين واجه في المباراة الثانية المنتخب الكاميروني، لتحقق اللبؤات الفوز بنتيجة عريضة 7-1. وتأهل المنتخب لنصف  النهائي، حيث واجه المنتخب الأنغولي، وحقق فوزا مهما بنتيجة 5-1 أهلته للنهائي والفوز بالنسخة الأولى.

تتويجُ أهل المنتخب المغربي لكأس العالم داخل الصالة بالفلبين، في أول مشاركة تاريخية للمنتخب، والذي وصل خلال هذه النسخة إلى الدور رُبع النهائي، قبل أن تنتهي الرحلة على يد المنتخب الإسباني بنتيجة 6-1. لكن، تظل المشاركة تاريخية وقوية للفريق.

حكيمي والشباك… البالون دور الإفريقية

جوائز الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لسنة 2025، لرُبما يصدق القولُ عليها بشكل مُطلق، أنها سنةُ اكتساح المغرب بامتياز، سواء في الجوائز الفردية أو الجماعية.

البداية مع اللاعب المغربي أشرف حكيمي، الذي تُوج بأفضل لاعب في القارة، بعدما احتل المرتبة السادسة في جوائز الكرة الذهبية التي تمنحها مجلة “فرانس فوتبول”، والتي تعرضت لموجة انتقاد حادة بعد هذا التصنيف.

فوزُ حكيمي بالكرة الذهبية الإفريقية، جاء بعد مجهود خُرافي مع فريقه نادي باريس سان جيرمان، حيث توجه معه بلقب دوري أبطال أوروبا، لأول مرة في تاريخ النادي، إلى جانب دوري الدرجة الأولى وكأس فرنسا بالإضافة إلى كأس السوبر الأوروبية، وكان حكيمي حاسما في مجموعة من المباريات سواء في أدواره الهجومية أو الدفاعية.

في جوائز الكاف، زأرت غزلان الشباك، وتُوجت بقلب أفضل لاعبة إفريقية لكرة القدم لسنة 2025، لتُصبح الشباك، بحق، رمزا من رموز كرة القدم النسوية والإفريقية.

تتويجُ الشباك، جاء بعد مسيرة متميرة سنة 2025 سواء مع المنتخب، خصوصا في كأس الأمم الإفريقية للسيدات 2025، حيث حصلت على جائزة هداف البطولة، أو مع ناديها الهلال السعودي، الذي قدمت معهُ مستويات عالية، وهو ما عزز مكانتها في سباق الجائزة عبر كامل الموسم.

اكتساحُ المغاربة لم يقف هُنا، بل تُوج حارس المرمى المغربي ياسين بونو بجائزة أفضل حارس مرمى في إفريقيا، علاوة على تتويج منتخب المغرب لأقل من 20 عاما بجائزة أفضل منتخب للرجال بعد أدائه الأسطوري بكأس العالم لأقل من 20 عاما بالشيلي. وعرف الحفل تتويج المغربي عثمان معما، لاعب نادي واتفورد الإنجليزي، بجائزة أفضل لاعب شاب.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *