سابقة قضائية في المغرب: بعد تفريغ أشرطة الفيديو… إدانة عناصر شرطة في قضية ياسين الشبلي - Marayana
×
×

سابقة قضائية في المغرب: بعد تفريغ أشرطة الفيديو… إدانة عناصر شرطة في قضية ياسين الشبلي

بعدما سمحت المحكمة الابتدائية للدفاع بالاطلاع على أشرطة الفيديو التي توثق عملية الاعتقال، عادت قضية الراحل ياسين الشبلي إلى الواجهة، بعد ظهور مستجدات جديدة في الملف.
ياسين الشبلي الذي توفي داخل مخفر الشرطة، اعتبرت العائلة أن وفاته كانت ناتجة عن عملية تعذيب تعرض لها من طرف عناصر من الأمن. في ما فند بلاغ للوكيل العام هذا الأمر مشيرا إلى أن وفاة ياسين الشبلي نتيجة الرضوض التي تعرض لها إثر إيذائه لنفسه وسقوطه المتكرر على الأرضية الصلبة.
معطيات جديدة ظهرت على السطح، حيث أظهرت أشرطة الفيديو، حسب محامي العائلة، تعرض ياسين الشبلي لتعذيب من طرف عناصر من الأمن ما أدى إلى وفاته.

بعد مرور ما يقارب السنتين ونصف على واقعة وفاة “ياسين شبلي”، ظهرت مستجدات صادمة في القضية، بعدما نجحت هيئة الدفاع عن عائلة الضحية والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في استصدار قرار من المحكمة بعرض الأقراص المدمجة المتمضنة لتسجيلات الكاميرا.

المحامي رشيد آيت بلعربي، كشف في تدوينه له أن ياسين شبلي توفي نتيجة تعرضه لتعذيب وحشي وسلوكات عدوانية وصفها بـ”الحاقدة”. ليعيد هذا المستجد الملف إلى الواجهة.

تفاصيل القضية…

تفاصيل الواقعة تعود إلى مطلع شهر أكتوبر 2022، إذ تم توقيف الشاب البالغ من العمر 25 سنة، ياسين شبلي، بالشارع العام بمدينة ابن جرير.

الروايات حول سبب توقيف ياسين الشبلي متضاربة، فحسب بلاغ للوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، جرى توقيف ياسين “بالشارع العام، من أجل السكر العلني، واعتراض سبيل المارة وإثارة الضوضاء“. في حين نفت عائلة ياسين الشبلي هذه الرواية، وأكدت على أنه اعتقل بعد جلوسه مع صديقته في حديقة عمومية، ليُعلن بعدها بساعات عن وفاته داخل مخفر الشرطة.

بعد وفاة الشبلي نظمت العائلة، ومعها الجيران وفاعلين حقوقيين، وقفات احتجاجية للمطالبة بفتح تحقيق قضائي في أسباب وفاة ابنها الذي كان رهن الحراسة النظرية لدى شرطة ابن جرير.

الغرفة الجنحية التلبسية التأديبية بابتدائية مراكش، كانت قد أدانت في 6 من ماي 2024 ضابط شرطة متورط في وفاة ياسين الشبلي بخمس سنوات سجنا نافذا، لارتكابه العنف أثناء قيامه بوظيفته ضد أحد الأشخاص، والتسبب في القتل غير العمدي الناتج عن عدم التبصر وعدم الاحتياط والإهمال. في حين لا يزال ثلاثة متهمين من موظفي الشرطة متابعين في هذا الملف من طرف المحكمة الابتدائية ببنجرير، اثنان في حالة اعتقال وواحد في حالة سراح.

الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمراكش، اعتبر في بلاغ، مطلع شهر دجنبر من سنة 2022، أن “وفاة المسمى قيد حياته ياسين الشبلي لم تكن ناتجة عن ظروف إيقافه واقتياده لمركز الشرطة ولا نتيجة الصفعات التي تعرض لها من قبل عناصر الشرطة، وإنما نتيجة الرضوض التي تعرض لها إثر إيذائه لنفسه وسقوطه المتكرر على الأرضية الصلبة للغرفة الأمنية، نتيجة الحالة الهستيرية التي كان عليها”.

ماذا عن رواية العائلة؟

رواية عائلة الفقيد تقول بأن ياسين الشبلي تعرض للضرب والتعذيب داخل مخفر شرطة المنطقة الإقليمية للأمن الوطني بابن جرير أثناء تواجده رهن الحراسة النظرية، وهو ما أدى إلى وفاته.

العائلة أشارت إلى أنها تتوفر على أشرطة مرئية، نشرت بعضها على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تحفظت على نشر أخرى أكثر وضوحا.

إضافة إلى ذلك، انتقد الدفاع الخبرة التي أجريت على جسد الهالك، مشيرا إلى أن تفويض هذه المهمة الى أطباء لا علاقة لهم بالطب الشرعي، لن يمكن من الكشف عن الحقيقة الكاملة، بل وحتى أن تقرير الأطباء الثلاثة، من بينهم طبيب مجلس جماعي وطبيب شغل، يكشف معطيات في غاية الخطورة، بل ويطرح أكثر من علامة استفهام.

سعيد الشبلي أخ الفقيد ياسين الشبلي، أكد لمرايانا أنه من صور الأشرطة المرئية المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي للفقيد.

تفاصيل التصوير يرويها سعيد الشبلي لمرايانا قائلا: “أختي تشتغل ممرضة داخل المستشفى، وطلبت الإذن من مدير المستشفى لرؤية جثة الفقيد ياسين الشبلي، إلا أن الأمن منعنا من الدخول رغم الإذن في انتظار الأوامر، حسب قولهم”.

يضيف سعيد: “بعد نزاع تمكنت من الدخول إلى مستودع الأموات، مجرد ما تمكنت من إخراج جثة أخي بدأت تصوير حالته، قبل أن يتدخل عناصر الشرطة من أجل منعي، قبل أن تستلم أمي الهاتف بعد سقوطه. ومن بعدُ نشرت بعض الأشرطة على مواقع التواصل”.

يضيف سعيد الشبلي معطيات أخرى، تفنذ، حسب قوله، ما جاء في التقرير الطبي.

يقول سعيد: “الكدمات تملأ جسم الفقيد ياسين الشبلي؛ خلف رأسه، العين اليسرى، ضربات على الخدين بحذاء الشرطة، ضربات بين الفخذين…الجسد كله تعرض للكدمات والضرب”.

في جلسة علنية، أشار سعيد الشبلي، إلى أن أحد عناصر الشرطة المتابعين في القضية، نفى بشكل قطعي سقوط ياسين كما جاء في بلاغ الوكيل العام، كما أكد نفس المتهم أن الأصفاد غرزت في لحم الفقيد لمدة ثماني ساعات، باعتبار أن الفقيد كان ممدا على ظهره، قبل أن يطلب المتهم المساعدة من أحد مرؤوسيه ليرفض هذا الأخير مد أي مساعدة للفقيد. كما يروي سعيد الشبلي.

تفاصيل جديدة…

خلال جلسة يوم الخميس 17 أبريل 2025، سمحت المحكمة الابتدائية ببنجرير للدفاع عن أسرة الفقيد، بالاطلاع على مضامين الأقراص المدمجة التي تحتوي تسجيلات كاميرات المراقبة، الأمر الذي كشف عن مشاهد صادمة ومُروعة.

المحامي رشيد آيت بلعربي، وصف في تدوينة له، جلسة المحاكمة بأنها “حدث استثنائي” في مساره المهني.

يضيف المحامي في تدوينته: “بعد إصرار كبير منا كهيئة دفاع عائلة المرحوم، ومن أجل توفير ضمانات عادلة لكل أطراف الدعوى، استجابت المحكمة لملتمسنا بعرض الأقراص المدمجة الموجودة بالملف… ليتبين لنا أن المرحوم ياسين رزئ في حياته نتيجة سلوكات عدوانية حاقدة من أشخاص نزعوا إنسانيتهم وارتدوا ثوب السادية”.

في تفاصيل الواقعة، كشف المحامي أن الشاب ظل مصفد اليدين للخلف لمدة تجاوزت الثماني ساعات، كما تم تعليقه بالقضبان الحديدية وهو واقف على أطراف أصابعه بوضعية على شكل حرف “T”، بينما كان يتلقى ضربات من الخلف على مستوى الرأس وبين الفخذين.

المحامي حذر من أن ما جرى يلحق الضرر ليس فقط بعائلة الضحية، بل بسمعة المؤسسة الأمنية بأكملها، خاصة أن الوقائع جرت داخل مخفر رسمي وعلى يد موظفين يرتدون الزي النظامي.

في محاكمة ماراطونية امتدت لخمس ساعات بالمحكمة الابتدائية ببنجرير يوم الأربعاء 23 أبريل 2024، تم الحكم على أحد المتهمين بالبراءة، فيما تم الحكم على آخر بسنتين سجنا نافذا، والحكم على المتهم الرئيسي بثلاث سنوات سجنا نافذا.

العائلة دخلت في اعتصام أمام المحكمة الابتدائية، مؤكدة على أن فض الاعتصام لن يكون إلا من خلال حصولها على أشرطة الفيديو التي توثق عملية الاعتداء على الراحل ياسين الشبلي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *