خلف الاحتفالات بأعياد الميلاد (christmas)… العبء الذهني اللامرئي للنساء - Marayana - مرايانا
×
×

خلف الاحتفالات بأعياد الميلاد (christmas)… العبء الذهني اللامرئي للنساء

تزين النساء شجرة أعياد الميلاد (christmas) ويهيئن مائدة ليلة رأس السنة ويطبخن الوجبة الرئيسية… ويعتنين بالعلاقات مع الوالدين المتقدمين في السن ومع الأصهار…
المهمات الذكورية، في معظمها تتلخص في ما يلي: فتح الفواكه البحرية واختيار المشروبات.

حضور جميل، وجبة شهية، هدايا مثيرة: حسب دراسة فرنسية، فإن النساء هن من يتحملن القسط الأوفر من ثقل الإعدادات، وعبء إنجاح أعياد نهاية السنة. نموذج جديد للتوزيع غير المتكافئ للمهمات، في الحياة الزوجية.

62% من بين الفرنسيات صرّحن بأنهن يبذلن مجهودا أكبر من أزواجهن في تنظيم أعياد الميلاد، منهن 37% “أكثر بكثير”، وفق إحصاء لمؤسسة Ifop حول الإعدادات لاحتفالات رأس السنة.

“أعياد الميلاد مناسبة مهمة بالنسبة لي، حيث أتهيأ بشكل جيد للتفرغ تماما لليوم الموعود” تصرح فلورنس، 58 سنة. “ينطلق الأمر في نوفمبر باختيار الهدايا. ويبدأ التهيؤ للأكل في ديسمبر. هدايا رأس السنة، الأقرباء المتقدمون في السن، التنظيم: بحيث لا ينتهي السباق المحموم إلا يوم 25 ديسمبر، في فراشي. زوجي العزيز، لا يفعل شيئا، باستثناء إعداد النبيذ”.

تصرح النساء بأنهن يزينَّ شجرة عيد الميلاد (57%)، ويهيئن مائدة ليلة رأس السنة (76%)، ويطبخن الوجبة الرئيسية (63%)، وفق إحصاء شمل 1500 شخصا، في 22 ديسمبر 2022. المهمات الذكورية، في معظمها تتلخص في ما يلي: فتح الفواكه البحرية بنسبة 54% واختيار المشروبات بنسبة 40%.

“هذه المهمات التنفيذية واضحة، ولها بداية ونهاية. الأكثر إجهادا، هو العبء الذهني في تنظيم كل شيء، في الاستباق. عمل غير مرئي يشغل الفكر على الدوام، ويمنعه من السهو ومن الراحة”، تشرح إيما كليت التي دفعت بمفهوم العبء النفسي إلى الواجهة سنة 2017، من خلال قصة مصورة على مدونتها emmaclit.com.

النساء هن، غالبا، اللائي يعتنين بالعلاقات مع الوالدين المتقدمين في السن ومع الأصهار، ويتكلفن أيضا بإيجاد هدايا لهم.

“إيجاد الهدايا يمثل استثمارا ذهنيا قويا، حين نبحث عما يمكن أن يسعد شخصا ما. الرجل لا ينتبه للعبء الذهني غير المتكافئ”، تشرح السوسيولوجية جان كلود كوفمان للوكالة الفرنسية للصحافة AFP.

“بين الهدايا وجولات التبضع هنا وهناك، وقوائم الطعام، وإعداد البيت لاستقبال 15 فردا، سئمت من قبعة الأب نويل”، تشتكي صوفي، أم لأربعة أطفال.

ثلثا الأزواج عاشوا خصومات بسبب تنظيم أعياد الميلاد، بل إن ثلث الأزواج المستجوبين تعرضوا لصدامات متكررة، وفق استطلاع قام به المعهد الفرنسي للرأي العام Ifop.

“تقليديا، تعود مسؤولية الحفاظ على أجواء المرح داخل الأسرة للنساء”، تلاحظ إيما كليت.

“طالما لا يتحمل الشريك عناء الأعباء الأسرية ولا نتائجها، فإنه لا ينتبه لثقلها إذا لم تنفذ. توزيع المهمات المنزلية هو السبب الثاني لانفصال الأزواج، بعد الخيانة الزوجية”، تضيف إيما كليت.

بالنسبة لجان كلود كوفمان، فإن هذا التوزيع غير المتكافئ “حصيلة لتاريخ طويل، لتنشئة مختلفة عن الرجال، دفعت النساء لما يسمي بـ le care: الاعتناء بالرضع، بالمسنين، بالمرضى، خدمة الآخرين والاعتناء بهم، حيث تكون النساء في مركز الشبكات العلائقية العائلية”.

“هذا الوضع لا يمكن تغييره بسهولة، وهو يناسب الرجال الذين لا يريدون الانخراط في غماره، ولا أن “يثقلوا رؤوسهم” بهذه “الأشياء الصغيرة” في اعتباره.

بالنسبة لإيما كليت، إن أردنا تجنب هذا الاستنزاف (burn-out)، فإن بإمكان النساء أن يفوضن، أن يتحولن إلى “رئيس للمشروع العائلي” بأن يوزعن المهمات حولهن.

يمكن، أيضا، أن تناقش مسألة توزيع المهمات ثنائيا، باعتبارها “موضوعا جديا ومركزيا”، داخل العلاقة الزوجية و “تحفيز الآخر على أن يفهم بأن عدم المساعدة، هو بمثابة إخلال بالاحترام للآخر” كما توصي الباحثة.

ترجمة: محمد محاسني

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *