الذكرى 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان: مناظرة دولية من تنظيم المجلس الوطني لحقوق الإنسان وبمشاركة شخصيات حقوقية وأكاديمية وازنة
يــسعى المجلــس، خلال تفاعلــه مــع الهيئــات والمنظمــات الحقوقيــة أو مختلــف الآليــات الدوليــة المخـتصــة، إلى تعزيــز وإغنــاء النقاشــات حــول مختلــف القضايــا الحقوقيــة الراهنــة، والدفــاع عــن الأدوار التي تلعبهــا دول الجنــوب في صياغــة الــرؤى وبلــورة الحلـول لمواجهـة مختلـف التحديـات المرتبطـة بحقـوق الإنسـان، خاصـة فيمـا يتعلـق بتـغير المنـاخ والتنميـة المسـتدامة ورهانـات الرقمنــة والســيادة الرقميــة.
بمناسبة الذكرى 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وخلال يومي 07 و08 دجنبر 2023، نظم المجلس الوطني لحقوق الإنسان مناظرة دولية حول موضوع: “30 التزاما كونيا من أجل الكرامة الإنسانية: كونية حقوق الإنسان: فعلية تحققت أم مسار غير مكتمل؟”. المناظرة عرفت مشاركة عدد مهم من الفاعلين الحقوقيين والكتاب والأكاديميين والفنانين.
المجلس أفاد في مطوية تعريفية بالمناظرة، أنه اختار هذه السنة مقاربــة تجمــع بين الاحتفــاء لتخليــد الذكــرى، والــسعي لإثــارة النقــاش والتفــكير المعمــق حــول قضايــا وتســاؤلات ترتبـط بشكل كبير بجوهـر إعمـال هـذا الإعلان، سـواء مـن الجانـب النظـري أو الإجرائي.
المجلس قال إنه اختار إدراج نهج تحليلي خلال الاحتفاء بالذكرى 75 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، يــسعى إلى فهــم التحديــات التقليديــة والناشــئة، بعمــق أكاديمي وفكـري، والخــوض في نقاشـات مستـنيرة حـول مختلـف التسـاؤلات المتعلقـة بالقيـم والمبـادئ الإنسـانية الكونيـة المـثلى.
حسب ذات المصدر، فإن المناظرة شكلت فرصــة للتســاؤل حــول قــدرة الإنســانية على تجــاوز حدودهــا لبنــاء صــرح إنســاني كونــي، لا يغفــل تنــوع المســارات الوطنيــة.
في سياق متصل، قال المجلس إنه شـارك في مختلـف الفعاليـات والأنشـطة التي تـم تنظيمهـا على المسـتويات الوطنيـة والإقليميـة والدوليـة خلال سـنة 2023 لتخليد الذكــرى 75 لصدور الإعلان العالمــي لحقــوق الإنســان. كما قامت الهيأة الوطنية المكلفة بحقوق الإنسان بتنظيــم تظاهــرات عديــدة في هــذا الإطــار.
المجلس عمــل باعتبــاره نائبــا لرئاسـة التحالـف العالمـي للمؤسسـات الوطنيـة لحقـوق الإنسـان، على المشـاركة في الفعاليـات التي نظمتهـا الأمـم المتحـدة تحـت شـعار: “الإعلان العالمـي لحقـوق الإنسـان 75: كرامة، حريـة وعدالـة للجميـع،” على غـرار النـدوة التي احتضنتهـا نيويـورك شـهر يوليـوز 2023 حـول موضـوع التنميـة المسـتدامة.
يــسعى المجلــس، خلال تفاعلــه مــع الهيئــات والمنظمــات الحقوقيــة أو مختلــف الآليــات الدوليــة المخـتصــة، إلى تعزيــز وإغنــاء النقاشــات حــول مختلــف القضايــا الحقوقيــة الراهنــة، والدفــاع عــن الأدوار التي تلعبهــا دول الجنــوب في صياغــة الــرؤى وبلــورة الحلـول لمواجهـة مختلـف التحديـات المرتبطـة بحقـوق الإنسـان، خاصـة فيمـا يتعلـق بتـغير المنـاخ والتنميـة المسـتدامة ورهانـات الرقمنــة والســيادة الرقميــة.
يشار إلى أن المناظرة قاربت 6 محاور أساسية وهي:
- كونية حقوق الإنسان في سياقات تتغير باستمرار.
- من أجل حضور فاعل لإفريقيا داخل المنظومة الدولية لحقوق الإنسان
- التزام المغرب تجاه المنظومة الدولية لحقوق الإنسان: تعزيز مستمر لمسار شامل
- تحديات ومسؤوليات مشتركة لمواجهة رهانات التغيرات المناخية والتنمية المستدامة والتكنولوجيات الرقمية
- النهوض بثقافة حقوق الإنسان كرافعة لتعزيز الكونية
- الإبداع في خدمة رؤية إنسانية كونية
خلال الجلسة الافتتاحية، قدمت آمنة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الرسالة الملكية للمشاركين في المناظرة. في رسالته، أشار الملك محمد السادس إلى أن المجموعة الدولية لم تفلح بعد في ضمان تنزيل كافة مبادئ هذا الإعلان.
كما أكد ملك المغرب، على الحاجة الماسة والملحة لمواصلة التفكير في أنجع السبل الكفيلة بإعمال مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مبرزاً أن الاحتفال بالذكرى 75 للإعلان العالمي لحقوق الانسان يأتي في خضم التوترات والمخاطر التي تستهدف أمن واستقرار ورخاء الشعوب.
وأبرز الملك في رسالته للمشاركين أن الأهمية التي تكتسيها المناظرة، تفرضها الحاجة الملحة للتذكير مجددا، بضرورة تجديد التزام كوني لحماية حقوق الأفراد والجماعات، خاصة الفئات التي تعيش أوضاعا هشة.
الملك محمد السادس قال إن الاحتفاء بهذه الذكرى يعد مناسبة للوقوف على ما تم تحقيقه من إنجازات في هذا المجال، وكذا على مكامن التقصير ومواطن الخلل التي شابت مسلسل الدفاع عن مكتسباته، ولرصد التحديات التي ما تزال تعترض سبيل المجتمع الدولي للنهوض الشامل بكافة قضايا حقوق الإنسان.
يقول الملك محمد السادس: “إن تشبثنا الراسخ بالدفاع عن هذه الحقوق وتكريسها، لا يعادله إلا حرصنا الوطيد على مواصلة ترسيخ وتجويد دولة الحق والقانون وتقوية المؤسسات، باعتباره خيارا إراديا وسياديا “.
من جهتها، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة محمد، أشادت في كلمة مسجلة، بالتفاعل الإيجابي للمغرب مع آليات الأمم المتحدة لحقوق الإنسان”، مشيرة إلى أن المغرب استكمل في سنة 2022 الجولة الرابعة من الاستعراض الدوري الشامل، ونشجعه على مواصلة مواءمة أطره القانونية الوطنية وخططه التنموية مع التزاماته الدولية في مجال حقوق الإنسان.
يشار إلى أن هذه المناظرة الدولية عرفت مشاركة فاعلين حقوقيين وأكاديميين من المغرب ومن عدة دول أخرى على غرار الباحثَين المغربيين عبد الحي المودن وجامع بيضا، والحقوقية لطيفة الجبابدي، إضافة إلى الكاتب الأفغاني الحاصل على الكونكور عتيق رحيمي، الأستاذ الجامعي الفرنسي رافاييل ليوجيي، الفيلسوف الكونغولي جون لوك أما إيفي، المحامية والباحثة البريطانية سوزي أليكري وغيرهم من الفاعلين المساهمين في نقاش وتفعيل قضايا حقوق الإنسان في المغرب وفي العالم.