أسماء بن العربي: عام الجفاف والوباء وغلاء الأسعار
نحن في عام وباء و أزمة وجفاف، نحتاج خلالهما، أكثر من أي وقت سابق، إلى حكومة تتواصل مع الشعب وتفسر له مخططاتها لحماية قدرته الشرائية، لا أن تمن عليه بدعم السكر والبوتان، وتشركه في ما يمكن أن يخفف علينا جميعا حدة الغلاء والعطش.
منذ بداية جائحة كوفيد ونحن نعلم بأن تبعات الجائحة سترافقنا لسنوات، وسيكون لها تأثير على معيشنا اليومي. من قبلها، نعلم بأن تحرير سوق المحروقات الذي تبنته الحكومة السابقة… نحن، كشعب، من سندفع ثمنه.
يعيش العالم الآن ارتفاعا كبيرا في الأسعار وكل المؤشرات تقول بأن الأسعار لن تستقر، بل أنها سترتفع أكثر فأكثر. لم نسلم من هذه الزيادات في المغرب وما سيزيد من حدة الأزمة هو تزامن الأمر مع سنة جافة، حيث تعيش البلاد حالة جفاف لم تعرفها منذ سنوات طويلة.
نعلم أن ارتفاع الأسعار ظاهرة دولية ولها مبرراتها… لكن هذا لا يعني أن تخرج علينا الحكومة وتمجد البقاء على دعم السكر وغاز البوتان وإعفاء القمح المستورد من الجمارك… دون الحديث عن مخططات وعن خرائط واضحة لمساعدة الشعب على تخطي الأزمة والحفاظ على قدرته الشرائية.
نحتاج أيضا حكومة تشارك الشعب في تدبير هذه الأزمة، وذلك بتوعيته وحثه على ترشيد الاستهلاك.
يعتمد المغاربة في نظامهم الغذائي على الخبز، في الوقت الذي سيتراجع فيه إنتاج القمح والحبوب في المغرب هذه السنة بسبب الجفاف؛ إضافة إلى آثار الحرب في أوكرانيا التي تعتبر “سلة العالم الغذائية”. حسب الفيدرالية المغربية لأرباب المخابز والحلويات، فإن انتاج الخبز بالمغرب يقارب 120 مليون خبزة يوميا، يكون مصير 30 مليون منها القمامة، أي مايقارب ريع الكمية المنتجة.
طوال فترة كوفيد، أشادت الحكومة بتجاوب المغاربة مع الحملات التحسيسية ضد فيروس كورونا، سواء ما يتعلق بالالتزام بالحجر الصحي أو الالتزام بالكمامات أو الإقبال على التلقيح. فما الذي يجعل الحكومة، في ظل الأزمة، لا تقوم بحملات تحسيسة من أجل ترشيد استهلاك الخبز مثلا؟ عن كل أربعة أيام من الإنتاج، سنريح يوما كاملا من الإنتاج إذا ثم ترشيد استهلاك الخبز. لماذا لا تعير الحكومة اهتماما لهذا الرقم الكبير من الأموال التي تلقى يوميا في القمامة ؟
أما الجفاف، فلن يؤثر على المحاصيل الزراعية فحسب، بل أن مناطق عديدة من البلاد مهددة بالعطش، ولا نرى أي تواصل أو حملات تحسيسية من أجل ترشيد استهلاك الماء في ظل شح التساقطات.
لماذا لا تقوم الدولة بحملات تحسيسية لفرز النفايات المنزلية، على الأقل ليستفيد بعض مربي الماشية من بقايا الخبز والخضر والفواكه كعلف.
نحن في عام وباء و أزمة وجفاف، نحتاج خلالهما، أكثر من أي وقت سابق، إلى حكومة تتواصل مع الشعب وتفسر له مخططاتها لحماية قدرته الشرائية، لا أن تمن عليه بدعم السكر والبوتان، وتشركه في ما يمكن أن يخفف علينا جميعا حدة الغلاء والعطش. العديد من القطاعات تأثرت بشكل كبير بسبب الجائحة، والعديد من المغاربة، خصوصا الذين يشتغلون في القطاع السياحي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فقدوا مناصب شغلهم ومورد رزقهم ولن يستطيعوا الصمود أكثر أمام الغلاء.
نحن كشعب، #نستاهلو_حسن.