ما حقيقة خاتم أبل الذكي الذي يخول للأزواج مراقبة بعضهم؟
منذ أواخر يناير 2022 الماضي، ظهر ادعاء تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي مفاده أنّ شركة آبل تقوم بتطوير خاتم ذكيّ، يخوّل للنساء والرجال مشاركة موقع الفرد مع الشّريك وإمكانية تتبع تحرّكاته والأماكن التي ارتادها عن طريق هاتف آيفون.
هذا المنشور على الأنستغرام تفاعل معه أزيد من 20000 إعجاب في ثلاثة أيام بحسب موقع USA TODAY. لكن، وفق ذات المصدر، فأصل الحكاية يعود إلى مقال سابق نشر على موقع نشيط في الأخبار المزيفة عمداً للدعابة والسخرية: FAKING NEWS.
هذا الموقع رغم أنه لم يعد موجودًا، إلاّ أن نسخة مؤرشفة من المقال تعود لـ2016، تظهر أنّ الموقع يصرّح بعدم مسؤوليته على المحتويات المنشورة، عبر عبارة: “محتوى هذا الموقع من وحي الخيال”.
صحيفة في نيجيريا نقلت هذا الخبر مؤخّراً، فعاد إلى الواجهة كأنه حقيقة، دون التّأكد من مدى صحته ودقّته، فتداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
انطلت على هؤلاء المستخدمين خدعة الصور المتداولة للخاتم، فصدقوا الخبر، نظراً لكون الخاتم المنشور يحمل ذات الحجم الطبيعي لخواتم الزواج بالأبيض والأسود، خصوصاً لأنها مطبوعة بشعار أبل الذي يمكن التعرف عليه باللون الأزرق.
رافق ذلك سيل من الانتقادات للشركة، واتهامها بمحاولة “الضرب في الخصوصية وتتبع المستخدمين”، و”تمكين الأزواج من مراقبة شركائهم وملاحقتهم أينما كانوا”.
وكالة رويترز دخلت على الخط وقالت إنّ ما يتم تداوله عارٍ من الصحة. كما شددت على أنّ المقال الأصلي، كما أشرنا، حمل عبارة “محتوى غير واقعي” في نهايته لتنبيه المستخدمين إلى كونه مادة ساخرة، وادعى المقال أن الخاتم قادر على “إرسال تقرير في حال قيام الشريك بأعمال غير أخلاقية إلى الشريك الآخر”.
وأضافت الوكالة أنه لا يوجد تأكيد أن آبل تقوم بتطوير الخاتم أو أنه موجود في الحقيقة.
يشار أنّ شركة أبل سبق وعبرت عن نيتها لتصميم خاتم ذكي، تشبه مزاياه ساعة أبل، باستثناء أنه سيتم لبسه في الإصبع بدلا من المعصم، لكن لم تكن لذلك أية علاقة بالزواج أو الارتباط، وإنما تعزيزاً لمنتوجات الشركة.
لذلك، موقع “أبل إنسايدر” كان قد رصد براءة اختراع لـ “خاتم قابل للتمدد” ممنوحة لشركة أبل، ما رجح حينها أن أبل ستصدر خاتما ذكيا مع نزول هواتف أيفون 12 إلى السوق، لكن ذلك لم يحدث إلى اليوم رغم أن السوق يعجّ بهاتف أيفون 13.
من التصميمات التي انتشرت وتناقلتها وسائل الإعلام أنّ الخاتم الذي كان مزمعا إنتاجه، سيكون قابلاً للتمدد بحيث بشبه الأنبوب، وسيكون بمقدوره العمل كجهاز استشعار أو شاشة قابلة للطي.