زواج المسيار… نشأ في السعودية وتحول إلى عملية ابتزاز بعنوان “الجنس مقابل العمل” 2/4

تطرقنا في الجزء الأول من هذا الملف إلى ظاهرة زواج المسيار وبعض الآراء الفقهية المتعلقة بالموضوع، بينما سنخصص الجزء الثاني لمنشأ ظاهرة زواج المسيار وامتداداته.

يشيع لدى الناس أن السعودية أكثر البلدان تسجيلا وانتشارا لزواج المسيار باعتباره ظهر أول مرة بها، إضافة إلى كون المجمع الفقهي للبحوث الإسلامية أقر زواج المسيار في دورته المنعقدة بمكة، ونوه على عدم أحقية الزوجة الأولى بطلب الطلاق في حال اكتشفت زواج زوجها ثانية، وإذا أرادت التحرر من هذا الزواج جاز لها الخلع[1].

اقرأ أيضا: من اليمن، عبده محسن الحاج يكتب: فتاوى للمرأة؟

إضافة إلى كون السعودية أحد أكثر البلدان انخراطا في هذه العملية الشاذة، فإنها أكثر البلدان تسجيلا لعمليات الابتزاز بواسطتها، إذ يتم مساومة الفتيات الباحثات عن عمل من طرف أرباب العمل أو المسؤولين عن الموارد البشرية للدخول في علاقة زواج المسيار مقابل العمل[2]؛ كما يلعب المسيار أحد الأسباب الرئيسية في الطلاق[3] داخل المجتمع السعودي[4].

إضافة لما سبق، فقد وصل صيت زواج المسيار إلى عدة بلدان أخرى، بل وصل صيته حتى المغرب عبر مواقع الإنترنيت[5] وتهافتِ الخلجيين الباحثين عن إفراغ مكبوتاتهم، مقابل جشع بعض المغربيات اللواتي يعتبرن الخليجيين عموما والسعوديين خصوصا بنوكا بشرية تتحرك وتلبي المتطلبات المُكلفة التي تصطدم مع واقع القدرة الشرائية المنخفضة[6]؛ ذلك رغم كون المذهب المتبع في المغرب والمتمثل في المالكية نادى برفض كل الأصول الفقهية والعملية لزواج المسيار كما سنرى.

اقرأ ايضا: حسين الوادعي يكتب عن المرأة العربية غير المضطهدة!

في الجزء الثالث، سنبحث عن الأصول العَملية والفقهية لزواج المسيار والمتمثلة في زواج المتعة، كما سنتطرق إلى ظاهرة الانتقائية التي تَعرفها المراجع الإسلامية من طرف الفقهاء المتأخرين، مسلطين الضوء على ظاهرة زواج المتعة وجواز ممارستها وإشكالية محرميها بين الرسول وعمر ومعاوية.

لقراءة الجزء الأول: المسيار… زواج المتعة عند المسلمين السنة 1/4

لقراءة الجزء الثالث: الأصول الفقهية… هكذا حرم فقهاء السنة زواج المتعة وحللوا المسيار 3/4

لقراءة الجزء الرابع: زواج المسيار… تهافت الثراث الفقهي 4/4

[1] نفسه، ص 92
[2] جريدة الرياض، عدد 28 شتنبر 2007
[3] جريدة الرياض، عدد 10 فبراير 2008
[4] رغم كون هذه الظاهرة الشاذة وجوديا ظهرت بالسعودية
[5] عزيز المجدوب، جريدة الصباح، عدد 2 مارس 2020
[6] طارق بنهدا، موقع هسبريس، 6 فبراير 2018