دراسة: المدن الكبرى بالمغرب أكثر عرضة لكورونا… وأكثر من مليون أسرة تعيش في غُرفة واحدة
أفادت مذكرة للمندوبية السامية للتخطيط، أن خطر انتشار فيروس كورونا المستجد أكبر في المدن الكبرى، باعتبار عاملي الكثافة واكتظاظ المساكن.
وتشكل فئات سكن المدينة العتيقة والسكن الاقتصادي والاجتماعي بالإضافة إلى مدن الصفيح، داخل المُدن الكبرى، مجالات خصبة لخطر انتشار العدوى، سواء من حيث الكثافة السكانية أو اكتظاظ المساكن.
وأبرزت المذكرة أنه يتضح من خلال الإحصائيات الصحية ليوم 24 ماي 2020 أن من بين 7532 شخصا مصابا بفيروس كوفيد-19، هناك 86 بالمائة منهم ينحدرون من الجهات الخمس الأكثر كثافة في المغرب، وهو ما يقارب تسع حالات من أصل عشرة.
وهذه الجهات، بحسب المندوبية، هي الدار البيضاء سطات، مراكش آسفي، طنجة تطوان الحسيمة، فاس مكناس، الرباط سلا القنيطرة.
ولفتت المذكرة التي تحمل عنوان ”مقاربة جيو ديمغرافية لمخاطر التعرض لكوفيد-19”، إلى أن هذه الجهات هي التي تتميز بتمركز أكبر للساكنة النشيطة المشتغلة في القطاع الصناعي (أزيد من 12 بالمائة).
وهذا المعطى، تضيف المندوبية، قد “يساهم في انتقال أسرع للفيروس بسبب كثرة التنقلات والتخالط بين الأشخاص”.
يعني ذلك، تُتابع المذكرة، أنه كلما كانت الجهات أكثر تمدنا، كلما كانت التحديات اللوجستيكية أكبر من أجل إخبار وتأطير، وإن أمكن ذلك، عزل أكبر عدد من الأشخاص المعرضين للخطر.
وسجلت المذكرة ، أنه إذا كانت الكثافة السكانية بالمدن تصل إلى 1986 نسمة في الكيلومتر مربع على الصعيد الوطني، فإنها تسجل فوارق كبرى بين الجهات.
وأوضحت أن جهة الرباط سلا القنيطرة تُسجل أعلى كثافة حضرية بـ4007 نسمة في الكيلومتر مربع، تليها جهات، الدار البيضاء سطات، وبني ملال خنيفرة، وفاس مكناس، على التوالي بـ3975 و3431 و3369 نسمة في الكيلومتر مربع .
وفي المقابل، تسجل جهتا الداخلة واد الذهب، وسوس ماسة، كثافة منخفضة لا تزيد عن 600 نسمة في الكيلومتر مربع .
وعلى صعيد المدن الكبرى في المغرب، تعتبر الدار البيضاء الأكثر كثافة بـ15296 نسمة في الكيلومتر مربع، تليها فاس (10713 نسمة/ كلم2)، وسلا (8163 نسمة/ كلم2)، وطنجة ( 5736 نسمة/ كلم2)، والرباط (4882 نسمة/ كلم2)، ومراكش ( 4436 نسمة/ كلم 2)، مع الإشارة إلى اختلاف الكثافة، داخل نفس المدينة، باختلاف الفئات السكنية.
وتُعد الفئة الأكثر كثافة هي فئة السكن الاقتصادي والاجتماعي بـ18658 نسمة/ كلم 2، تليها المدينة العتيقة بـ16039 نسمة/كلم2، والسكن المتوسط بـ13412 نسمة/كلم2، ودور الصفيح بـ7143 نسمة/كلم 2 . وبالمقابل، فإن الفئة الأقل كثافة هي فئة السكن الراقي بـ1120 نسمة/كلم2 فقط.
وبجانب الكثافة الحضرية، تُشير المندوبية إلى أن خطر العدوى قد يكون أعلى في الجهات التي يعيش فيها السكان في المساكن “المكتظة”، حيث يكون فيها عدد الغرف غير كاف بالنظر لحجم الأسرة .
وباعتبار أن المسكن المكتظ هو الذي تقيم فيه أسرة تضم ثلاثة أشخاص أو أكثر في الغرفة الواحدة، فإن عدد الأسر التي تعيش في هذه الوضعية يقدر بما يزيد عن مليون أسرة (1.05 مليون)، أي بنسبة 12.5 بالمائة.
وتعتبر الجهة الشرقية (14.1 بالمائة)، والدار البيضاء سطات (14 بالمائة)، الجهتين اللتين تتميزان أكثر بظاهرة اكتظاظ المساكن. وبالمقابل، تتميز الجهات الجنوبية، وجهة سوس ماسة بنسب منخفضة في حدود 8.4 بالمائة، و7.6 بالمائة على التوالي .
وعند التركيز على المدن الكبرى فقط، يلاحظ، عموما، أن المدن التي تحتوي أكثر على مساكن مكتظة هي الدار البيضاء (14.5 بالمائة)، وفاس (13 بالمائة)، وطنجة (12.5 بالمائة )، وسلا (10 بالمائة)، ومكناس (10 بالمائة)، والرباط (9.3 بالمائة )، ومراكش (9 بالمائة).
وبالتركيز على الفئات السكنية بجميع هذه المدن، يتضح أن دور الصفيح تضم أعلى نسبة، حيث يقيم ما يقرب من ثلث أسرها في مساكن مكتظة، يليها السكن البدائي (19.3 بالمائة) والمدن العتيقة (17.2 بالمائة)، والسكن الاقتصادي والاجتماعي (12.5 بالمائة).