الحياة تُشهر النصر في وجه كورونا… وبدأت تعود إلى طبيعتها في عدد من دول العالم
بدأ الأمل يلوح في أفق مشهد “كورونا”، فبعد أشهر من الإغلاق التام، وقيود غير مسبوقة على الحركة شلت مختلف أوجه الحياة، عادت الحياة ثانية لتنبض في عدد من دول العالم، فمنها من أعلن انتصاره، ومنها من يرفع القيود قيدا قيدا، تلافيا لأي انتكاسة.
وأعلنت نيوزيلندا، الإثنين 27 أبريل، انتصارها في المعركة ضد فيروس كورونا المستجد، وقالت رئيسة الوزراء، جاكيندا أردرن، إن المرحلة الحالية تسمح بتخفيف تدابير الإغلاق العام المستمرة منذ نحو شهر، مشيرة إلى عودة 400 ألف شخص إلى مقرات عملهم مع بدء تخفيف القيود المذكورة.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، أن السكان في نيوزلندا احتفلوا بتخفيف العزل عبر الخروج إلى محلات الطعام وشراء القهوة والحلويات والبطاطس المقلية، مشيرة إلى أن السيارات وقفت في طوابير طويلة لشراء الطعام من خدمة المطاعم السريعة.
وفي إسبانيا، التي مددت العزل حتى 9 ماي، سمحت السلطات، الأحد 26 أبريل، للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 عاما بالخروج من بيوتهم بعد ستة أسابيع من الحجر واللعب في الخارج، لكن وسط قيود تفرض عدم التقارب.
وقال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانتشيز، السبت 25 أبريل، إنه سيُسمح للمواطنين من كل الأعمار بالخروج لممارسة الرياضة، اعتبارا من 2 ماي، إذا استمرت أعداد الإصابة بالفيروس في التراجع.
وتقدم الحكومة الإسبانية، الثلاثاء 28 أبريل، خطتها لتخفيف تدابير العزل الممددة حتى 9 ماي، ويتوقع أن يبدأ تنفيذها في منتصف الشهر ذاته.
وفي إيطاليا، الدولة الأكثر تضررا من الوباء في أوروبا، تشمل سبل تخفيف العزل التي تبدأ في 4 ماي حظر التجمعات والتنقلات بين المناطق، كما سيكون ارتداء الكمامات إلزاميا في وسائل النقل العام، فيما ستبقى المدارس مغلقة حتى شتنبر 2020.
وصباح الإثنين عاد نحو مائة عامل في ضاحية تورينو إلى عملهم في أحد المصانع بعد أن خضعوا لفحص الحرارة وتسلموا لوازم الحماية من قفازات وكمامات ونظارات واقية.
وسيسمح للإيطاليين بزيارة أقاربهم شرط وضع الكمامات، لكن الحفلات والاجتماعات العائلية ستبقى محظورة حتى إشعار آخر.
وكانت دول أوروبية أخرى مثل النرويج والدنمارك وسويسرا والنمسا وألمانيا، قد بدأت برفع القيود تدريجيا مع إعادة فتح عدة متاجر لكن مع الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
ويعود ذلك إلى التحسن الذي سُجل في الأيام الماضية نتيجة القيود المشددة على حركة التنقل المفروضة منذ أكثر من شهر.
ففي النرويج، أعادت المدارس فتح أبوابها الاثنين 27 أبريل. إلا أن الأقسام سيضم كل منها 15 تلميذا فقط.
وفي سويسرا سُمح للحلاقين ومصففي الشعر بإعادة فتح الصالونات كما سمح للمشاتل بإعادة فتح أبوابها.
وفي ألمانيا والنمسا أعيد فتح قسم كبير من الشركات شرط التقيّد بقواعد “التباعد الاجتماعي” ووضع الكمامات.
إلا أن انتقادات طالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، على خلفية بطء خطوات الخروج من العزل، إذ عبرت عن قلقها من عودة سريعة الى الحياة الطبيعية.
أما في الصين، التي انطلق منها الوباء نهاية عام 2019، فقد عاد طلاب المدارس الثانوية، الإثنين 27 أبريل، إلى المدارس وسط تشدد في الالتزام بإجراءات الوقاية من وضع للكمامات وقياس للحرارة.
وكانت الصين قد أعلنت ووهان، البؤرة الأولى للوباء، مدينة خالية من فيروس كورونا المستجد بشفاء آخر المصابين بها. ومع ذلك، تخشى السلطات في البلاد موجة جديدة من الإصابات الوافدة، غالبيتها لصينيين عائدين إلى وطنهم.