رابطة تُراسل أمزازي: التعليم عن بعد تجربة معقدة ولا تحقق مبدأ تكافؤ الفرص
تزامنا مع تمديد حالة الطوارئ الصحية إلى غاية 20 ماي 2020، وجهت الرابطة الجهوية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء تلاميذ لجهة مراكش آسفي، رسالة إلى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، تتضمن ملاحظات ومقترحات حول “التعليم عن بعد” بعد مرور أكثر من شهر عن هذه التجربة.
وترى الرابطة في رسالتها أن تجربة التعليم عن بعد، تجربة معقدة ومركبة يصعب معها تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص لكونها تحتاج إلى تخطيط دقيق مسبق، وإلى موارد بشرية مؤهلة، ومضامين رقمية متنوعة وذات جودة عالية وقبل ذلك إلى بيئة مجتمعية حاضنة.
وسجلت الرابطة عدم توفر شروط كافية للتعلم عن بعد، تتمحور في جلها حول وسائل الاتصال الحديثة التي تعتمدها هذه التجربة دعامة أساسية.
منها، توضح الرابطة، ما يخص الأطر التربوية كقلة من هم مؤهلون للتعامل تقنيا مع هذه الوسائل، ومنها ما يتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي الهش لكثير من الأسر، على نحو يجعل استفادة التلاميذ ضعيفة إلى منعدمة.
وتقول الرابطة في هذا الصدد، إن مجموعة من الأسر عاجزة عن توفير لوحات إلكترونية أو هواتف ذكية لأبنائها قصد متابعة الدروس، مضيفة أن العديد منها لا تتوفر على الأنترنت، ناهيك عن ضعف صبيب الشبكة، أو انعدامها خصوصا في المجال القروي، وهو ما يحول دون تحقيق تكافؤ للفرص، تؤكد الرابطة.
وتتابع في ذات الرسالة أن تعدد الأبناء لدى كثير من الأسر يعرقل عملية التعلم، سواء فيما يتعلق بتوفير أجهزة التواصل أو أثناء المتابعة التلفزيونية للدروس، مشيرة إلى معاناة الآباء والأمهات اليومية مع أبنائهم، بخاصة المستوى الابتدائي، في ما وصفته بـ”تحول البيت إلى قسم”.
وتسجل الرابطة أيضا غياب استعمال زمني قار ومضبوط ينظم العلاقة بين الأطر التربوية والتلاميذ، ناهيك عن غياب حوافز للتلاميذ تشجعهم على الحضور ومتابعة الدروس عن بعد.
ووجهت الرابطة الجهوية في ذات الرسالة إلى الوزير المعني عددا من المقترحات، تهم تدبير ما تبقى من السنة الدراسة واستعدادا لعودة التلاميذ إلى فصولهم الدراسية بعد انتهاء الحجر الصحي.
ودعت الرابطة إلى تخصيص فترة زمنية للاستعداد النفسي والبدني لكل أفراد المنظومة التربوية، وتحديد فترة زمنية استدراكية خاصة تحقيقا لمبدأ تكافؤ الفرص.
ومن جملة المقترحات أيضا وضع جدول زمني موحد لما تبقى من دروس السنة الدراسية، لجميع المستويات، مع تحديد فترة للمراجعة والدعم وفترة فروض المراقبة المستمرة وفترة الامتحانات الإشهادية…
كما طالبت الرابطة أكاديمية جهة مراكش آسفي بتدبير حازم للامتحانات الإشهادية، تفاديا لما وصفته بـ”الأخطاء والتجاوزات التي شهدتها في السنوات الماضية”.