لماذا تحوم الشكوك حول الأدوية المعتمدة لعلاج كوفيد-19؟
لأن فيروس كورونا المستجد جديد على البشر، يفتقر الأطباء إلى أي لقاح لمنعه أو أدوية مثبتة لعلاجه. وفي ملء هذا الفراغ يتنافس الباحثون والشركات.
في العادة، تكون عملية الموافقة على الأدوية الجديدة بطيئة وشاقة. يمكن تسريعها في أوقات الأزمات مثل هذه، ولكن مع أخطار عدة.
هل تم اعتماد علاجات لكوفيد19؟
في أواخر مارس، أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ترخيصا طارئا يقضي باستخدام دواء الملاريا، الكلوروكين وهيدروكسي كلوروكين، ووصفهما من قبل الأطباء لعلاج مرضى وباء كورونا المستجد.
جاءت هذه الخطوة بعد أن روج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا وتكرارا لهذا العقار.
أثناء الأزمات، يُصرح عادة بمثل هذه التفويضات عندما تفوق “الفوائد المعروفة والمحتملة” للعقار “المخاطر المعروفة والمحتملة”.
المغرب أيضا يستخدم العلاج بالكلوروكين. همّ الأمر بداية الأمر فقط الحالات التي تأكدت إصابتها مخبريا، واتجهت وزارة الصحة في وقت لاحق إلى تعميمه على كل حالة محتملة دون انتظار النتائج المخبرية.
وأوضح مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، محمد اليوبي، أن “الدراسات التي تم إجراؤها على دواء الكلوروكين كشفت أن فوائده أكبر بكثير من أعراضه الجانبية”.
لماذا يثير الجدل؟
انتقد الكثير من العلماء قرار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ودفاع ترامب عن هذا العقار، واعتبرت ذلك سابقا لأوانه.
في دراسة صغيرة في فرنسا، أظهر هيدروكسي كلوروكين نتائج واعدة لعلاج مرضى كوفيد19، لكن منهجية التجربة كانت محل جدل.
في أبريل، أبلغت فرنسا عن 43 حالة مضاعفات صحية في القلب لمرضى يعالجون من كوفيد19 بهيدروكسي كلوروكوين.
وبجانب ذلك، هناك مخاوف من أن شراء الهيدروكلوركلوكين يؤدي إلى نقص في أدوية مرضى الملاريا وأمراض أخرى مثبت علاجها بهذا العقار.
كيف يثبت العلماء أن علاجا ما فعال؟
حتى إذا كان العلاج واعدا في المختبر أو على الحيوانات أو في التجارب البشرية المبكرة، فإن الاختبارات الصارمة ضرورية لإثبات أنه آمن وفعال.
وهذا يتطلب اختبارات منظمة ومضبوطة بعناية تسمى التجارب السريرية.
تحاول التجارب طرح جميع التأثيرات والعوامل الأخرى التي يمكن أن تخفي الفعالية الحقيقية للدواء. فقد يتعافى المرضى من الأمراض الفيروسية بأنفسهم أو يتحسنون بالرعاية الداعمة. وقد لا يستجيب بعض المرضى؛ المرضى حقا، للعلاج بغض النظر عن مدى فعاليته.
كم من الوقت يستغرق لإثبات فعاليته؟
العقاقير المعتمدة بالفعل والتي ثبت أنها آمنة في فعاليتها ضد أمراض أخرى قد تستغرق بضعة أشهر.
أما الأدوية التجريبية فقد تستغرق وقتا أطول للاختبار، حيث يجب أن تخضع لدراسات أولية لتقييم ما إذا كانت آمنة.
ثمة عوامل أخرى يمكن أن تبطئ العملية، بما في ذلك توريد الأدوية المرشحة وتوافر المرضى لاختبارها. كما يجب أن تتم الموافقة على التجارب من قبل المراقبين الأخلاقيين ومنظمي الأدوية.
وفقا لمراجعة عام 2017، كان متوسط الوقت الذي يسمح فيه المنظمون للموافقة على دواء جديد في عام 2015، هو 333 يوما في الولايات المتحدة، و422 يوما في أوروبا، و639 يوما في الصين.
ما الذي يتم اختباره ضد كوفيد19؟
تم إطلاق أكثر من 100 برنامج مختلف عبر العالم لتطوير واختبار علاجات ضد كوفيد19.
يشمل ذلك كل شيء، بدءا من الأدوية المضادة للفيروسات والأجسام المضادة التي تحتوي على البلازما من المرضى الذين تم شفاؤهم وحتى الطب الصيني التقليدي.
ماذا عن اللقاحات؟
وفقا لمنظمة الصحة العالمية، هناك أكثر من 70 لقاحا تجريبيا لفيروس كورونا المستجد في مرحلة معينة من التطوير.
وبسرعة قياسية، بدأ الباحثون اختبارات بشرية أولية في فاتح مارس 2020. لكن من المهم اختبار اللقاحات التجريبية على نطاق واسع لتقليل مخاطرها بعد إتاحتها للاستخدام العام. ثمة تقارير عن آثار جانبية غير متوقعة تتسبب فيها اللقاحات الجديدة.
متى يمكن أن يتوفر لقاح ما؟
قال أنتوني فوسي، مدير المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية، إن الأمر سيستغرق حوالي عام ونصف لاستكمال تجارب لقاحات الفيروس التاجي التجريبية، بما في ذلك، إنتاجه بكميات وافرة وتسويقه على نطاق واسع.
لكن ينبغي الأخذ بعين الاعتبار دائما، أنه ليس هناك ما يضمن أن التجارب ستعطي لقاحا ناجحا.
مترجم بتصرف عن وكالة بلومبرغ الأمريكية.