بعد تقرير يدين تعامله مع كورونا… فيسبوك يعدل سياسته بشأن المعلومات المضللة
يعتزم موقع “فيسبوك” تغيير طريقة تعامله مع المعلومات المضللة حول فيروس كورونا المستجد، بعد صدور تقرير يدين تعامله مع الفيروس.
وسيتلقى المستخدمون الذي قرؤوا محتوى زائفا حول الفيروس، شاهدوه أو شاركوه، إشعارا تحذيريا يدعوهم إلى زيارة الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية، وفقا لما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية، الجمعة 17 أبريل 2020.
وكانت إحدى الدراسات قد أشارت إلى أن فايسبوك أخفق، مرارا، في التضييق على المنشورات والأخبار الزائفة، خاصة تلك المكتوبة بلغات غير الإنجليزية.
وقال متحدث باسم فايسبوك إن هذه الخطوة ستصل الناس، الذين تفاعلوا مع معلومات مضللة ومؤذية حول الفيروس، بالحقيقة من المصادر الرسمية، في حال شاهدوا أو سمعوا هذه المزاعم مجددا خارج فيسبوك.
وتقف دراسة كبرى أجراها باحثون تابعون لمجموعة Avaaz، وهي مجموعة مستقلة ذات تمويل جماعي، حول المعلومات المضللة التي نشرت على فيس بوك بست لغات، عن الفيروس.
وقال الباحثون إن الملايين من مستخدمي فيسبوك لا يزالون يتعرضون للمعلومات المضللة حول الفيروس، من دون أي إنذار أو تحذير.
وخلصت المجموعة إلى أن بعض أكثر الأكاذيب خطورة حظيت بمئات على الآلاف من المشاهدات، بما فيها مزاعم مثل أن أصحاب “البشرة السوداء هم أكثر مقاومة لفيروس كورونا”، وأن “غاز ثاني أوكسيد الكلورين يدمر فيروس كورونا”.
وحلل الباحثون أكثر من 100 منشور يتضمن معلومات مغلوطة عن فيروس كورونا، على النسخ الإنجليزية، والإسبانية، والبرتغالية، والعربية، والإيطالية، والفرنسية، من “فايسبوك”.
وخلصت الدراسة، وفق بي بي سي، إلى أن:
- شركة فيسبوك تستغرق مدة قد تصل إلى 22 يوما لإصدار إشعارات تحذير للمعلومات المضللة عن فيروس كورونا، وقد تتأخر حتى حين يقوم شركاء فايسبوك بتحديد المحتوى المؤذي للمنصة.
- 29 بالمائة من المنشورات الزائفة التي شملتها الدراسة لم يحمل أي تصنيف على النسخة الإنجليزية من فيسبوك.
- والأمر أكثر سوءاً في بعض اللغات الأخرى، إذ لم يحمل 68 بالمائة من المنشورات الزائفة المنشورة باللغة الإيطالية أي تصنيف، في حين بلغت نسبة المحتوى الزائف غير المصنف في النسخة الإسبانية 70 بالمائة، وبلغت نسبته 50 بالمائة باللغة البرتغالية.
- كانت جهود فيسبوك في تصنيف المحتوى المضلل حول كورونا باللغة العربية أكثر نجاحا، إذ بلغت نسبة المحتوى غير المصنف نحو 22 في المئة فقط.
وقال فايسبوك إنه يواصل توسيع شبكته من متقصي الحقائق، عبر تقديم منح وعقد شراكات مع منظمات موثوقة بأكثر من 50 لغة.
وقال مدير الحملة في آفاز، فادي قرعان، إن “فيسبوك يقع في قلب أزمة المعلومات المضللة، ولكن الشركة تنحى منحى مغايرا لتطهير هذا النظام من المعلومات السامة، لتصبح أول منصة تواصل اجتماعي تنبه مستخدميها إلى أنهم تعرضوا لمعلومات مضللة حول فيروس كورونا، وتحيلهم إلى حقائق من شأنها إنقاذ حياتهم”.
أحد الأكاذيب التي رصدها الباحثون كانت المزاعم حول إمكانية التخلص من جسم الفيروس عبر شرب الكثير من الماء، والغرغرة بالملح أو الخل. وقد تمت مشاركة هذا المنشور لأكثر من 31 ألف مرة، قبل أن تزيله فايسبوك بعد تصنيفه زائفا من قبل آفاز.
ومع ذلك، لا يزال هناك أكثر من 2600 نسخة من المنشور على المنصة، حظوا بنحو 100 ألف تفاعل، ولا تحمل غالبية هذه المنشورات المنسوخة علامة تحذيرية من فايسبوك.
وفي منشور إلكتروني، دافع مؤسس فايسبوك ومديره التنفيذي، مارك زوكربرغ، عن عمل شركته بالقول: “وجهنا أكثر من ملياري شخص على فايسبوك وإنستغرام إلى مصادر صحية رسمية عبر مركزنا للمعلومات حول فيروس كورونا، والنوافذ التعليمية المنبثقة، التي ضغط عليها أكثر من 350 مليون شخص لمعرفة المزيد”.
وأضاف: “نقوم بإزالة أي محتوى يتضمن معلومات مضللة قد تؤدي إلى أذى جسدي وشيك. لقد أزلنا مئات الآلاف من الأخبار حول فيروس كورونا، بينها فرضيات مثل أن شرب الكلور يشفي من الفيروس، وأن التباعد الجسدي غير فعال في تجنب تفشي المرض”.
ويتابع زوكربرغ: “بالنسبة للمعلومات المضللة الأخرى، فبمجرد ما يقوم متقصو الحقائق بتصنيفها زائفة، نخفض توزيعها ونرفقها بعلامات تحذيرية مع شرح أوفى”. ويصر زوكربرغ على أن النوافذ التحذيرية المنبثقة ناجحة، إذ يختار نحو 95% من المستخدمين عدم مشاهدة المحتوى المصنف بعلامة تحذيرية.
وقالت خبيرة المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، إيميلي تايلور، لبي بي سي: “لا نعلم إذا كان ذلك سيحدث فارقا كبيرا، ولكن الأمر يستحق عناء المحاولة؛ لأن الفارق بين المعلومات المضللة خلال أزمة صحية، وبين المعلومات المضللة خلال انتخابات، هو كون حياة الأشخاص، حرفيا، على المحك”.