دراسة حديثة: النشاط البشري هو المسؤول الأول عن تفشي الفيروسات مثل كورونا
يتسبب النشاط البشري في تدمير موائل طبيعية، ما يدفع بحيوانات برية حاملة للأمراض على الاقتراب أكثر من الانسان، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن دراسة أمريكية.
وقرابة 70 بالمائة من مسببات أمراض البشر حيوانية المصدر، تقول الدراسة، أي أنها في مرحلة ما تنتقل من الحيوان إلى الإنسان كما هو الحال مع كوفيد-19.
وأدى الصيد غير القانوني والزراعة الآلية وأنماط الحياة الحضرية المتزايدة، وفقا للدراسة، إلى فقدان التنوع البيولوجي بشكل كبير في العقود الأخيرة، وزوال تجمعات حيوانات برية وازدياد أعداد مواشي المزرعة.
ودرس الباحثون ومقرهم في الولايات المتحدة، أكثر من 140 فيروساً يعرف أنها انتقلت من الحيوان إلى الإنسان، وقارنتها مع لائحة الفصائل المهددة الصادرة عن الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
ووجدوا أن حيوانات المزارع والثدييات والخفافيش والجرذان تحمل أكبر عدد من الفيروسات الحيوانية المصدر؛ أي نحو 75 بالمائة.
انقراض الفصائل سبباً
توصل الباحثون أيضا في الدراسة التي نشرت بمجلة “بروسيدينغز أوف ذي رويال سوساييتي بي”، الأربعاء 8 أبريل 2020، إلى أن خطر الانتقال من الحيوان إلى الإنسان يصبح في أعلى نسبة، عندما تكون فصائل ما مهددة بالاستهلاك المفرط وخسارة موائلها[1] الطبيعية.
وقالت كريستين جونسون، من كلية الطب البيطري في جامعة كاليفورنيا، رئيسة فريق الأبحاث: “توضح بياناتنا أن استغلال الحياة البرية وتدمير الموائل الطبيعية بشكل خاص تكمن وراء حالات انتشار أمراض ما يعرضنا لخطر أوبئة معدية تنجم عنها”.
وحذرت لجنة حول التنوع البيئي تابعة للأمم المتحدة، عام 2019، من أن ما يصل إلى مليون من الأصناف تواجه خطر الانقراض نتيجة للأنشطة البشرية.
وأظهرت التقديرات أن 75 بالمائة من الأراضي و50 بالمائة من المحيطات تدهورت بشكل كبير بسبب الإنسان.
وتتسبب إزالة الغابات خصوصاً بضغط كبير على الحيوانات الثديية البرية التي تكافح للتكيف مع تضاؤل موائلها.
وفيما نتعدى أكثر على مواطنها تُضطر الحيوانات البرية على التواصل أكثر مع البشر ما يضاعف خطر كوفيد-19 آخر.
وصرحت جونسون لوكالة الأنباء الفرنسية: “نقوم بتغيير الطبيعة من خلال إزالة الغابات وتحويل الأراضي لزراعة محاصيل أو تربية ماشية، أو بناء تجمعات سكنية”.
وأضافت: “هذا أيضا يزيد من وتيرة وقوة التواصل بين البشر والحيوانات البرية ما يوفر ظروفا مناسبة جداً لانتشار فيروسات”.
دعوة إلى حظر دولي
لا يزال العلماء يحاولون تحديد الفصائل التي نقلت كوفيد-19 إلى الإنسان. ومن الحيوانات التي يشتبهون فيها الخفافيش والبنغول، التي تعد من الأطعمة الرائجة في الصين حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى.
ودعا ناشطون بيئيون إلى فرض حظر دولي على الاتجار بالحيوانات البرية في أعقاب تفشي الوباء ومنعت الصين أكل الحيوانات البرية.
وحضت منظمة غرينبيس، الأربعاء 8 أبريل 2020، الاتحاد الأوروبي على الدفع باتجاه حظر عالمي “من أجل حماية الصحة العامة والتنوع البيئي في أنحاء الكرة الأرضية”.
وأظهرت الدراسة أيضاً انتشار أمراض ذات مصدر حيواني في حيوانات يتم توليدها بأعداد كبيرة للزراعة.
وقالت جونسون “عندما نتخطى طوارئ الصحة العامة هذه، نأمل أن يتمكن أصحاب القرار من التركيز على الجهوزية لمواجهة الأوبئة ومنع خطر الأمراض ذات المصدر الحيواني، وخصوصاً عند وضع سياسات خاصة بالبيئة وإدارة الأراضي والموارد الحيوانية”.