دراسة حديثة: كورونا أيضا يميز بين الفقراء والأغنياء
نادرا ما تؤثر الأوبئة على جميع الناس بالطريقة نفسها، بحسب ما تؤكده دراسة حديثة لدورية “لانسيت” الطبية البريطانية.
قالت دورية “لانسيت” الطبية في دراسة حديثة، نشرتها الخميس 2 أبريل 2020، إن التقديرات تشير إلى أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يكلف العالم أكثر من 10 تريليون دولار.
وأضافت: “مقابل كل نقطة مئوية من الانخفاض في الاقتصاد العالمي، يغرق أكثر من 10 ملايين شخص في براثن الفقر في جميع أنحاء العالم”.
وبالنظر إلى أن السكان الأكثر فقرا هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة، تؤكد الدراسة أن هذا يعرضهم لخطر أعلى فيما يتعلق بالوفاة جراء الفيروس.
ووفقا للدراسة، يرجع ذلك إلى أن الوباء إذا أدى إلى استمرار الأزمة الاقتصادية، سيرفع من معدلات البطالة بشكل كبير، وسيضعف شبكات الرعاية الاجتماعية، مما يعني المزيد من التهديدات الصحية وانعدام الأمن الاجتماعي.
وتضيف: “السكان الفقراء الذين يفتقرون إلى الوصول إلى الخدمات الصحية في الظروف العادية، هم الأكثر عرضة للتأثر خلال أوقات الأزمات”.
وأشارت الدورية إلى أن هناك نقصا عالميا مقدرا بـ15 مليون عامل في مجال الرعاية الصحية بحلول عام 2030.
بحسب الدراسة، تؤثر المعلومات الخاطئة وسوء التواصل أيضا بشكل غير متناسب على الأفراد الذين لديهم وصول أقل إلى قنوات المعلومات، وبالتالي هم أكثر عرضة لتجاهل التحذيرات الصحية الحكومية.
ودعت الدراسة إلى “ضرورة توفير تغطية الإنترنت المنزلية في كل مكان، ضمن تدابير المباعدة الاجتماعية”.
وخلصت “لانسيت” إلى أن متوسط العمر الصحي المتوقع ومعدلات الوفيات، كان تاريخيا غير متناسب بشكل ملحوظ بين أغنى السكان وأفقرهم.
وتردف أنه لم يتم بعد رؤية الآثار الكاملة لفيروس كورونا المستجد، لكن المرض بدأ ينتشر بالفعل عبر أكثر البيئات هشاشة، بما فيها مناطق الصراع والسجون ومخيمات اللاجئين.
وفي حين ينغمس الاقتصاد العالمي في أزمة وتستمر برامج الإنقاذ الحكومية في إعطاء الأولوية للصناعة، بحسب الدراسة، يجدر أن تهدف قرارات تخصيص التمويل إلى الحد من عدم المساواة بدلا من تفاقمها، على حد قولها.