مدير المركز الوطني لتحاقن الدم لـ”مرايانا”: المغاربة يتبرعون بكثافة؛ يعوزهم فقط الانضباط للتبرع دوريا… وهذا ما ينبغي أن يعرفوه عن التبرع بالدم!
أوضح المركز الوطني لتحاقن الدم في بلاغ له أن عدد المتبرعين بالدم، ما بين يناير ويونيو 2019، بلغ حوالي 165 ألف، فيما كان قد سجل نحو 168 ألف متبرع في الفترة ذاتها عام 2018.
في ليلة شتوية، لم يبالوا لقساوة طقسها، اصطف عشرات المواطنين بتازة قبل أيام، أمام المستشفى الإقليمي ابن باجة، قصد التبرع بالدم لضحايا حادث انقلاب حافلة.
مشهد عبر عن حس تضامني بالغ، أثث صفحات الفيسبوك وصفق له المتابعون بحرارة، لكنه بالمقابل، أثار أسئلة عدة عن التبرع بالدم في المغرب.
الذي حدث أن المشهد، عبّر أيضا عن خصاص حقيقي في هذه المادة الحيوية، في وقت يفيد فيه المركز الوطني لتحاقن الدم، أن نسبة المتبرعين عام 2018 بلغت 0.96 بالمائة من ساكنة المغرب؛ أي نحو 322 ألف متبرع.
في حديث له مع “مرايانا”، قال محمد بنعجيبة، مدير المركز الوطني لتحاقن الدم، إن المغرب يحتاج إلى ألف كيس دم يوميا، مؤكدا بالمقابل، أنه “لا يوجد في المغرب أناس يموتون بسبب الحاجة إلى الدم”.
جاء ذلك في بلاغ عممه المركز في الـ5 من دجنبر، بمناسبة اليوم الوطني للتبرع بالدم، الذي اختار له هذه السنة شعار “التبرع بالدم مسؤولية الجميع”.
المركز الوطني أوضح أن عدد المتبرعين بالدم، ما بين يناير ويونيو 2019، بلغ حوالي 165 ألف، فيما كان قد سجل نحو 168 ألف متبرع في الفترة ذاتها عام 2018.
مع ذلك، يأمل المركز الوطني الوصول إلى 334 ألف و190 كيس من الدم مع نهاية 2019.
في حديث له مع “مرايانا”، قال محمد بنعجيبة، مدير المركز الوطني لتحاقن الدم، إن المغرب يحتاج إلى ألف كيس دم يوميا، مؤكدا بالمقابل، أنه “لا يوجد في المغرب أناس يموتون بسبب الحاجة إلى الدم”.
اقرأ أيضا: هذه بعض من أهم البيمارستانات التي عرفها المغرب يوما ما… 3/3
بنعجيبة شدد على أن “المغاربة يقبلون على التبرع بالدم، بل وبكثافة”، وهذا أمر لا يناقش على حد تعبيره.
إنما، وفق المتحدث ذاته، “يعوزنا شيء من الانضباط، فالمغربي في الغالب تحركه العاطفة، ولهذا نلاحظ الإقبال الكبير على التبرع بالدم حين تقع حادثة ما”، موضحا أن “ما ينقص في ثقافتنا هو التبرع بشكل دوري”.
وأضاف: “في دول متقدمة، صار التبرع بالدم مبرمجا وفق مواعيد”.
خصائص هذه المادة الحيوية لا تسمح بتخزينها لفترة طويلة، فمدة صلاحية تخزين الأمصال لا تتجاوز سنة واحدة، والكريات الحمراء 42 يوما، فيما الصفائح الدموية 5 أيام.
بنعجيبة أوضح هذه الفكرة قائلا: “في الدار البيضاء مثلا، يلزمنا 400 كيس دم يوميا، حبذا لو كانت هنالك مواعيد للتبرع به؛ أي أن يكون لدينا 400 شخص معروف سيأتي للتبرع بالدم يوم الإثنين، و400 آخرين يوم الثلاثاء، وهكذا…”.
بهذه الطريقة، يبرز مدير المركز الوطني لتحاقن الدم، يمكن أن نستفيد بشكل مثالي من الدم المتبرع به.
الحاجة إلى الدم، حاجة يومية. هذا ما ينبغي على المغاربة أن يفهموه، بحسب بنعجيبة، إذ أن “هناك مرضى يحتاجون إلى الدم طوال الحياة، وهناك حالات مستعجلة لا يمكن أن تنتظر الدم ولو لدقيقة… ناهيك عن أن مدة تشغيل الدم محدودة”.
اقرأ أيضا: التدخين في المغرب… حين يعجز القانون عن محاكمة القاتل!
بحسب وزارة الصحة، كل 10 ثوان يحتاج شخص لنقل الدم بصورة عاجلة، وكل عملية تبرع بالدم يمكن أن تنقذ حياة ثلاثة أشخاص.
بالحديث عن مدة تشغيل الدم، تلزم الإشارة إلى أن خصائص هذه المادة الحيوية لا تسمح بتخزينها لفترة طويلة، فمدة صلاحية تخزين الأمصال لا تتجاوز سنة واحدة، والكريات الحمراء 42 يوما، فيما الصفائح الدموية 5 أيام.
هذا ما يدفع المركز في الواقع، إلى عدم إجراء حملات تحسيسية كبرى.
يوضح بنعجيبة لـ”مرايانا”: “مثلا، إذا قمنا يوم الإثنين بحملات تبرع، وحصلنا على 50 ألف كيس دم، فإننا ينبغي أن نقوم بحملات أخرى يوم الجمعة، لأن أكياس الدم تلك، كلها لن تعود صالحة”.
التبرع بالدم مفتوح دائما، لكننا، يقول المسؤول ذاته، “لا نقوم دائما بخرجات إعلامية. وحين نفعل، نفعل لأننا نلاحظ أن المخزون يتناقص ولا ينبغي أبدا أن يصل إلى الصفر”.
ما يقوم به المركز إذن هو عملية تنظيمية: “إذا رأينا أن المخزون ينخفض في أقل من 7 أيام، نقوم بحملات تدعو إلى التبرع، ثم حين يرتفع المخزون، نوقف هذه الحملات، وهكذا دواليك”.
بنعجيبة أكد أن المركز يسعى إلى الحفاظ على مخزون دم يعادل استهلاك 3 أيام… توصيات المنظمة العالمية للصحة، بالمناسبة، تقدر المدة بين 7 و12 يوما.
بحسب وزارة الصحة، كل 10 ثوان يحتاج شخص لنقل الدم بصورة عاجلة، وكل عملية تبرع بالدم يمكن أن تنقذ حياة ثلاثة أشخاص.
هذا ما يبرر الحملات التحسيسية، الداعية إلى التبرع بالدم في الصيف، وأيام العطل المدرسية، وكذا الأعياد الدينية… هذه فترات، حسب المتحدث ذاته، يقل فيها التبرع بالدم.
في ختام حديثه لـ “مرايانا”، قال محمد بنعجيبة، إنه “ينبغي للمراكز الجهوية لتحاقن الدم أن تنتقل إلى المواطنين في أماكن وجودهم”، موضحا أنه “لم يعد للمواطن وقت؛ هذا المشكل عالمي، الوقت هو العائق الأساسي أمام التبرع بالدم في العالم”.
اقرأ أيضا: أسماء بن العربي تكتب: أنت مغربي؟ لا تمرض من فضلك
“ينبغي أن نغير سياستنا؛ أن لا نبني مراكز جهوية لتحاقن الدم أكثر، إنما أن نطور الفرق المتنقلة التي تذهب إلى المواطنين”، يبرز مدير المركز الوطني لتحاقن الدم، مؤكدا: “وقد بدأنا هذه السياسة منذ مدة، وبتنا نذهب إلى المساجد والمعامل والمدارس والمؤسسات العمومية وما إليها”.
جدير بالذكر أن المراكز الجهوية لتحاقن الدم بالمغرب وضعت بداية من اليوم الوطني للتبرع بالدم، برنامجا خاصا لحملات تدعو إلى التبرع، ستستمر بمقراتها وبوحداتها المتنقلة إلى غاية نهاية عام 2019.