الحدث: مصور فوتوغرافي يرفض تزويج طفلة
هي فقط، حكاية بعض من حلم ممكن بحاضر أجمل، يواجه القائم، ويعد بقادم أجمل. في بعض جغرافيات البشاعة، يحدث أحيانا، أن تأتي مقاومة القبح من أشخاص عاديين. عاديين كما أبطال. …
هي فقط، حكاية بعض من حلم ممكن بحاضر أجمل، يواجه القائم، ويعد بقادم أجمل.
في بعض جغرافيات البشاعة، يحدث أحيانا، أن تأتي مقاومة القبح من أشخاص عاديين. عاديين كما أبطال.
في تركيا، وخارج كل بشاعات المعتقلين والمطاردين في زمن أردوغان، تحدث أحيانا، أشياء تعيدنا إلى معنى المدنية ودولة القانون.
“أونور البيرق”، هو واحد من مفردات هذه المدنية المتسللة من أبجديات القبح.
هو… مصور فوتوغرافي تركي، متخصص في تصوير حفلات الزفاف. مصور… رفض أن يستسلم للبشاعة. رفض أن يكسب لقمة العيش الآتية من جريمة، وفضل الانتصار لإنسانيته.
“أونور البيرق”، رفض ببساطة، أن يقوم بعمله… أن يصور عريسا وعروسه، لأن العروس هنا، لم تكن تتجاوز الــ 15 من العمر.
… لأن العروس كانت طفلة.
في الحكاية:
طلب من “أونور البيرق”، أن يقوم بتصوير حفل زفاف في إحدى المدن الواقعة بالأناضول، وحين حل الرجل بمكان العرس، اكتشف أن العروس، طفلة في الــ 15 من العمر، أي أنها… أصغر بسنتين من السن القانونية التي تعتمدها تركيا وغيرها لـ “شرعنة” زواج القاصرات. ولأجل ذلك، رفض المصور الفوتوغرافي القيام بالعمل الذي طلب منه.
عبر الكثير من المصورين الفوتوغرافيين الأتراك، عن قرارهم بمقاطعة كل حفلات الزفاف التي تكون العرائس فيها طفلات وقاصرات.
طبعا… خلف قرار المصور التركي، غضبا عارما من طرف العريس الذي دخل في عراك جسدي مع “أونور البيرق”.
في المقابل… عبر الكثير من الأتراك، عن إعجابهم بموقف المصور، وحولوا حكايته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى مرادف للبطولة والفخر.
أكثر من ذلك، عبر الكثير من المصورين الفوتوغرافيين الأتراك، عن قرارهم بمقاطعة كل حفلات الزفاف التي تكون العرائس فيها طفلات وقاصرات.
المصور التركي، قال في حديث لوسائل إعلام تركية:
“في البداية، جاء العريس لوحده إلى المحل… يوم العرس، كانت المرة التي أرى فيها العروس. كانت طفلة… وقد أحسست برعبها وخوفها. لقد كانت ترتعد”.
موقف “أونور البيرق”، أعاد إلى الواجهة ظاهرة تزويج الطفلات في تركيا، حيث تنتشر عمليات تزويج القاصرات بقوة، وأساسا في عدد من المناطق الهامشية التي لا يتم فيها تسجيل عمليات الزواج.
لللتذكير فقط، فالقانون التركي، يحدد السن القانونية للزواج في 18 سنة، في حين يمكن السماح بخفض هذه السن إلى 17 سنة، في بعض الحالات التي يعتبرها القانون حالات خاصة، عن طريق ترخيص من المحكمة، لكن..
حسب إحصائيات رسمية، فإن 5 بالمائة من الزيجات في تركيا، تكون العروس فيها طفلة/قاصر. غير أن هذا الرقم الرسمي، قد يكون جد بعيد عن الواقع بحسب العديد من المنظمات التركية، ذلك أن أغلب الزيجات من هذا النوع، تكون زيجات دينية… ولا يتم تسجيلها لدى السلطات.