هشام روزاق يكتب: أخنوش: الماء والخضرة… والديسير - Marayana - مرايانا
×
×

هشام روزاق يكتب: أخنوش: الماء والخضرة… والديسير

لأن حكومة أخنوش وفرت للمغاربة “الخضرة والديسير” رغم الجفاف، فقد وفرت لهم بالمرة، أرقاما لا يمكن أن يحلموا بها… لسبب بسيط، هو أنها ستكون كوابيسهم المقبلة.

… حسنا. لقد قررت أن أغادر خندق العدميين وأعداء النجاح و”دوك اللي تايديرو العصا فـ الرويضة” والمتحاملين على أخنوش ومن معه في حكومته…

قررت أخيرا، أن أنظر إلى النصف المملوء من الكأس… فاكتشفت أن البلد بأكمله، يعيش اليوم على وقع حقيقة جافة وقاحلة، مفادها أن نسبة ملء السدود نزلت ــ حسب أرقام رسمية لوزارة التجهيز والماء، يوم 16 يوليوز 2024 ــ دون مستوى الــ 30 بالمائة.

طبعا سيقول، غير العدميين: وما دخل حكومة عزيزِ المغرب في جفاف ضربه الله على المغرب، كما ضربه على عزيز مصر؟

… والحقيقة، أن لغير العدميين كامل الحق في إفحامي بهكذا سؤال، إذ كيف يمكن لعاقل أن يفترض ــ أصلا ــ أن هناك وزير أو حكومة، يفترض فيها ــ أصلا ــ أن تقوم بتدبير ملف الماء، وأن تكون ــ أصلا ــ على علم بمشكل التغيرات المناخية، أو أن تكون لديها ــ أصلا ــ معلومة بسيطة، عنوانها أن… تدبير الماء أهم من انتظار المطر.

نعم… لكي تتحقق لديك كل هذه الفرضيات “العدمية” أعلاه، يفترض أن يكون لديك ــ أصلا ــ حياة سياسية قوية، وسلطة إعلام قوية… ونحن، لحسن الحظ، لدينا في السياسة أخنوش… ولدينا في الإعلام “ما بـ ــ أخنوش ــ وجب الإعلام” والسلام.

لأجل كل هذا الجفاف والقحولة، قررت أن أنظر إلى نصف الكأس المملوء. أن أتابع أخبار الإعلام الذي يحتفي برئيس مجموعة “أكوا” ورئيس “سطاسيونات إفريقيا غاز” وــ للصدفة فقط ــ رئيس الحكومة المغربية… الذي يبدو أن أهم إنجازاته، أنه قال لبرلمانيي المغرب: “راه 3 سنين ديال الجفاف دازت، وماكايناش الشتا وما كاينش الماء وسيرو دورو فـ الأسواق شوفو الخضرة والديسر موجودين”.

والحقيقة أن… في بلدي، “ماشي غير الخضرة والديسير اللي موجودين رغم الجفاف”، في بلدي… الجفاف أصلا، هو رئيس الحكومة.

في بلدي… مع الجفاف المائي، والسياسي، والإعلامي، صار الخبر هو أن حكومة الجفاف، هطلت بخيراتها على المغاربة، ومنحت فقراءهم 500 درهم كدعم مباشر، ولكن…

لكي تكون فقيرا، بمنطق الجفاف/ أخنوش، يجب أن لا يكون لديك هاتف جوال، ولا اشتراك في أنترنيت… و”غير حشمو وما قالوش ليك ما تكونش عند لاكارط ناسيونال”. بالتالي، إن وصلت لحالة اللا انتماء للحاضر، بمعنى أن تكون مُنتمٍ لزمن ما قبل الحضارة… فأنت بالضرورة مغربي في مغرب المستقبل الذي وعدك به أخنوش. وهذا كله سيمنحك، رفقة أسرتك كاملة، دعما بــ 500 درهم، كي تواجه به غلاء الأسعار ورخص أسهمك في بورصة البشر.

ولأن حكومة أخنوش وفرت للمغاربة “الخضرة والديسير” رغم الجفاف، فقد وفرت لهم بالمرة، أرقاما لا يمكن أن يحلموا بها… لسبب بسيط، هو أنها ستكون كوابيسهم المقبلة.

مع حكومة الخضرة والديسير والدعم الاجتماعي، كشفت المندوبية السامية للتخطيط أن معدل الأسر التي صرحت بتدهور مستوى المعيشة خلال 12 شهرا السابقة بلغ 82,6 بالمائة…

أكثر من ذلك، تشير أرقام المندوبية السامية للتخطيط، أن 55.1 بالمائة من الأسر المغربية، تتوقع تدهور مستوى معيشتهم خلال 12 شهرا المقبلة، فيما تتوقع 35,9 بالمائة استقراره، فيما اعتبرت 90.2 من الأسر أنها لن تكون قادرة على الادخار خلال الــ 12 شهرا المقبلة. لكن…

الأهم هنا، بعلاقة مع حكومة “الخضرة والديسير”، هو أن المندوبية السامية للتخطيط، أوضحت من خلال الأرقام التي قدمتها أنه، خلال الفصل الثاني من سنة 2024، صرحت 96,4 بالمائة من الأسر بأن أسعار المواد الغذائية قد عرفت ارتفاعا خلال 12 شهرا الأخيرة…

بالنظر إذن إلى حجم الأرقام التي تقدمها المندوبية السامية للتخطيط، يبدو أن غير العدمي الوحيد الذي لازال يعيش بيننا، هو السيد أخنوش، إذ الواضح أن السيد الحليمي، لم ينظر هو أيضا إلى النصف المملوء من الكأس، أقصد… السيد الحليمي لم يجد كأسا أصلا لينظر إليه، وهو يتابع معدلات قهر ومعاناة تتجاوز الــ 90 بالمائة، في مغرب يفترض أن لديه مشروعا مجتمعيا جديدا، وأن الرافعة الأساسية لهذا المشروع المجتمعي الجديد، هو الدولة الاجتماعية التي، يبدو أن علينا أيضا، أن نعيد صناعة معناها، أو على الأقل، إعادة فهم هذا المعنى…

الدولة الاجتماعية الوحيدة التي يقدمها لنا نموذج أخنوش اليوم، هي الدولة التي قامت حكومة أخنوش، بتفويت أكثر من 100 مليار درهم من أصولها إلى الرأسمال الخاص، حين قامت ببيع أصول جامعات مغربية، ومباني عمومية، ومستشفيات و… تحت مسمى “التمويل المبتكر”.

في النهاية…

نحن بالفعل عدميون…

لأننا ننظر إلى نصف كأس فارغ في زمن نواجه فيه أصلا أسوأ مشكل ماء في حياتنا.

ونحن عدميون… لأن “الخضرة والديسير موجودين… واخا أكثر من 90 بالمائة من المغاربة ومعهم المندوبية السامية للتخطيط” يعترفون أن تواجدها لا يعني بالضرورة، القدرة على شرائها…

نحن بالفعل عدميون… لأن كل ابتسامات أخنوش لم تستطع إلى اليوم أن تقنعنا، أنه يضحك معنا… ماشي علينا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *