بعض من كلام: هؤلاء… هم أعداء الملك
… بعد أيام قليلة، سيحتفل المغرب بعيد العرش. قبل 19 سنة، جلس محمد السادس على العرش… وبعد 19 سنة، لازال الكثيرون، بكثير من رياء، يتحدثون عن “العهد الجديد” و”الفهم الجديد …
… بعد أيام قليلة، سيحتفل المغرب بعيد العرش.
قبل 19 سنة، جلس محمد السادس على العرش… وبعد 19 سنة، لازال الكثيرون، بكثير من رياء، يتحدثون عن “العهد الجديد” و”الفهم الجديد للسلطة”.
…قبل 19 عاما، حدثت أشياء كثيرة.
حدث أن… انتقلنا من حكم الراحل الحسن الثاني إلى حكم ولي عهده الذي لم يكن الكثيرون منا يعرفون عنه شيئا.
حدث أن… اكتشفنا خطابا جديدا، ودينامية جديدة في التواصل والنقد الذاتي والاعتراف بالأخطاء. اكتشفنا لغة جديدة ومغربا ــ بدا لنا حينها ــ جديدا…
حينها، كان يصعب على الكثيرين انتقاد مفردات اللحظة السياسية الراهنة. كان الكثير من المغاربة يتنازلون عن لغاتهم طوعا، كي يعوضوا مفردات الحݣـرة اليومية، بأبجديات أمل. كانوا يتخلون اختيارا، عن كل مرادفات القهر والفقر لصالح معنى جديد للوطن… لصالح معنى جديد لمغرب يصالح المغرب مع المغاربة.
هناك جيل كامل من المغاربة الذين بلغوا سن الرشد والنضج اليوم، ولم يفهموا بعد معنى “العهد الجديد”، لسبب بسيط… أنهم لم يعرفوا عهدا قديما قبله. جيل أُجبر على الانتماء لدولة… كل الحقوق الأساسية فيها، فُوتت للقطاع الخاص…
من حارس العمارة إلى سائق الطاكسي، ومن ناذل المقهى إلى “مول الحانوت”… من بائعة الخبز إلى “مول الضيطاي”… كانت اللغة السائدة حينها، لغة أمل… تصنع جملة مغربية من نوع خاص.
مالذي تغير، بعد 19 عاما، في هذه الجملة؟
تغير الفعل…
لسبب ما… اعتقد بعضهم، أن قدر المغرب والمغاربة، بعض من جمل اعتراضية لا فعل فيها، فقرروا بناءه للمجهول.
قبل 19 عاما، كان المغرب يفتح عينه على الأوراش الكبرى وزمن المصالحات وإسقاط بعض رموز الزمن المخزني القديم. وبعد 19 عاما، آن لنا اليوم، أن نفتح أعيننا على واقع جديد… عوض الاستسلام للغات أصبحت مع الوقت، لغات قديمة… ولو كره المطبلون.
قبل 19 عاما، كان المغرب يخضع لأكبر عملية جراحية في حياته… عملية، اختار فيها أن يفتح روحه قبل جسده، وأن يعلن عملية تعقيم، ظن الكثيرون أنها ستمنح ضعفاء الوطن ومعطوبيه، بعضا من مضادات حيوية تحصنهم ضد كل متلازمات الهشاشة والفقر والامتهان.
قبل 19 عاما… كان المغرب داخل غرفة العمليات، ولم يكن في حاجة بالمرة لأطباء ولا جراحين مهرة… كان يكفيه حينها، ذلك العطف الشعبي، وذلك الإحساس الغالب لدى عامة الناس، أن الأمور ستكون بخير.
بعد 19 عاما… وبكثير من صباحات في القلب، نستطيع اليوم أن نحلم بمغرب شهي. مغرب بلا لغات كذب على المغاربة وملك المغاربة. أن نقول فقط… أبعدوا “مّالين البنج” عن بلدي
كانت هناك بعض أحزاب تمارس بعضا من أدوارها كما يفترض فيها، وكانت هناك بعض من صحافة تمارس كثيرا من عمليات إيقاظ المغرب من خطر الغيبوبة…
… وبعد 19 عاما، آن لنا جميعا، أن نستفيق من الغيبوبة. أن نكتشف فقط، أننا لم ندخل غرفة العمليات، ولم نجر الجراحة التي كان يفترض أن تعقم روحنا قبل الجسد…
آن لنا… أن نكتشف، أننا كنا طوال هذا الوقت، في غرفة التخدير لم نبرحها، وأن كل أطباء وجراحي البلد، تنازلوا عن أدوارهم لصالح “مّالين البنج”.
بفعل فاعل… توقفت الأحزاب عن أداء وظائفها الحيوية في الجسد المغربي المنهك، وصارت جزء من الداء لا بعضا من دواء.
وبفعل فاعل… اختفى الكثير من معنى الصحافة المرادف لعمليات الإسعاف الأولي، لصالح معنى جديد جعل الإعلام في بلدي، جملة اعتراضية مبنية على الريع والتسابق على المال العام وسوق الإشهار، وتحول حلم نهاية الصحافة المؤدلجة لفائدة صحافة مهنية، إلى كابوس إعلام مستقيل… وساحة للحرب يقودها تحالف المال والسياسة.
خلال 19 عاما… انتقلنا من بلد يسير بسرعتين، إلى بلد يجيد البطء… ثم إلى بلد قيد الإقامة الجبرية في…علامات الوقوف.
خلال 19 عاما، قرر بعض باعة الوهم في بلدي الإساءة للملكية باسم خدمة الملكية. قرروا أن يزيلوا كل صمامات الأمان الممكنة، وأن يتركوا البلد كما حادثة سير كبيرة… كما…”شي كسيدة خايبة فالبيست حْتى واحد ف المتورطين فيها ما عندو لاصورانس”.
في بلدي اليوم…
آن لنا… أن نكتشف، أننا كنا طوال هذا الوقت، في غرفة التخدير لم نبرحها، وأن كل أطباء وجراحي البلد، تنازلوا عن أدوارهم لصالح “مّالين البنج”.
… من حارس العمارة إلى سائق الطاكسي، ومن ناذل المقهى إلى “مول الحانوت”… من بائعة الخبز إلى “مول الضيطاي”… لم تعد اللغة السائدة، لغة أمل… لم تعد لغة تصنع جملة مغربية. في بلدي اليوم، ولو كره المطبلون، هناك حالة تذمر تعاكس كل لغات الأمل القديمة، هناك شعور عام بالتوقف، باللاشيء…
في بلدي اليوم… يفكر الكثير من المنتمين للطبقة الوسطى ــ الناجون من عمليات الطحن ــ في مغادرة البلد. كثير من الأطر والمقاولين وأصحاب الدخل العالي، يباشرون عمليات الرحيل نحو كندا وإسبانيا و… عوض ركن أحلامهم في “باركينغ” المغرب. عوض البقاء في حالة توقف… عوض تسليم أجسادهم لـ “مّالين البنج”.
بعد 19 عاما…
هناك جيل كامل من المغاربة الذين بلغوا سن الرشد والنضج اليوم، ولم يفهموا بعد معنى “العهد الجديد”، لسبب بسيط… أنهم لم يعرفوا عهدا قديما قبله، لكنهم عاشوا مغربا أصبح اليوم قديما لهم وفيهم… يرفض أن يتجدد. جيل… عرف الريع وعاش كارثة التعليم والصحة والنقل. جيل أُجبر على الانتماء لدولة… كل الحقوق الأساسية فيها، فُوتت للقطاع الخاص…
قرر بعض باعة الوهم في بلدي الإساءة للملكية باسم خدمة الملكية. قرروا أن يزيلوا كل صمامات الأمان الممكنة، وأن يتركوا البلد كما حادثة سير كبيرة… كما…”شي كسيدة خايبة فالبيست حْتى واحد ف المتورطين فيها ما عندو لاصورانس”.
بعد 19 عاما… اكتشفنا أن النخب التي سوقوها لنا كمرادف للعهد الجديد، أصبحت نخبا قديمة ومتجاوزة، وأن كل البلد، صار مع هذه النخب، كما ثوب قدره “الترقاع”… فالفاشل في السياسة، يمنح مكانا في مؤسسة “الباطرونا”، والفاشل في الانتخابات يصبح رئيس حزب، والآتي من عدم أو ريع، يصبح وزيرا، والصحافي والمثقف الذي لا ينتج فكرة أو موقفا، يصبح مرجعا في الثقافة والصحافة والأخلاق… وهلم ديناصورات.
بعد 19 عاما… وبكثير من صباحات في القلب، نستطيع اليوم أن نحلم بمغرب شهي. مغرب بلا لغات كذب على المغاربة وملك المغاربة…
أن نقول فقط… أبعدوا “مّالين البنج” عن بلدي
دعونا نستيقظ من غيبوبة طارئة، كي لا نأخذ البلد معنا إلى غرفة الموت السريري.
دعونا فقط نقول لملك البلاد:
الذين يكرهون الملكية في المغرب… هم أساسا، “الشناقة ديال المواقف والخطاب”. الذين يكرهون الملكية في المغرب، هم كل الذين عقدوا زواجا عرفيا بين المال والصحافة، بين المال والسياسة، بين المال والريع… بين المال ومعنى المغرب.
هؤلاء … هم الذين يكرهون الملكية. هم أعداء الملك.
وهذا… بعض من كلام.
حتي لا نظلم المغرب…..
جميع دول المنطقة كذلم……
فيجب أن تكون هناك صحوة شاملة من الغيبوبة تطيح بالجميع من المحيط الي الخليج في هبة واحدة….لا