“باش كيحلموا المغاربة؟” سنة 2025 - Marayana
×
×

“باش كيحلموا المغاربة؟” سنة 2025

يوثق تقرير “باش كيحلموا المغاربة؟” لسنة 2025 نتائج مشاورات شملت مختلف جهات المملكة، بمشاركة فئات عمرية واجتماعية متعددة.
تقرير، أبرزت خلاصاته، أولويات المواطنين في مجالات التعليم، والتشغيل، والصحة، والمشاركة في الشأن العام.

كشفت جمعية “المواطنون” (Les Citoyens) مؤخراً عن تقريرها السنوي لعام 2025 تحت اسم “باش كيحلموا المغاربة؟”، وهو وثيقة تلخص حصيلة جولة وطنية شملت كافة جهات المملكة.

اعتمد هذا التقرير على منهجية “تشاركية” تهدف إلى تحويل أحلام المواطنين إلى رافعات فعلية للقرار السياسي، حيث شارك 2399 مغربياً ومغربية، من بينهم مغاربة العالم في مدن أوروبية كباريس وبروكسل، للتعبير عن أولوياتهم لمستقبل البلاد. وتمثل هذه المبادرة تجربة للمشاركة المواطنة الصاعدة التي تسعى لفتح مساحات حرة للحوار في ظل أزمات الثقة والتحولات الاجتماعية السريعة.

الأرقام الواردة في التقرير، تجسد مشاركة واسعة في جهات المملكة، حيث تم تنظيم 101 مقهى مواطنة شملت 66 منطقة، بما في ذلك المناطق القروية التي مثلت 26% من التغطية الترابية.

وقد أظهرت النتائج أن الشباب هم القلب النابض لهذه الدينامية، بمتوسط عمر يبلغ 21 عاماً، حيث شكل الطلبة الغالبية العظمى من المشاركين، وتمخضت هذه اللقاءات عن جمع 1212 حلماً ومقترحاً عملياً، مما يعكس رغبة عميقة لدى الجيل الصاعد في الانتقال من دور المتفرج إلى فاعل حقيقي في التغيير والبناء الوطني.

وتتمحور تطلعات المغاربة حول أربعة تحديات هيكلية كبرى، يأتي على رأسها التعليم كركيزة أساسية للتحول الاجتماعي، حيث يطالب المواطنون بمدرسة حديثة تنهي الفوارق بين الوسطين القروي والحضري. كما برزت قضية التشغيل والكرامة كأولوية قصوى، مع مطالبة ملحة بدعم ريادة الأعمال وتوفير فرص عمل مستقرة. وفي الشق الصحي، شدد المشاركون على ضرورة توفير نظام صحي مجاني وعادل، بينما ركز المطلب الرابع على إرساء مشاركة مواطنة مؤسساتية تمنح الشباب صوتاً مسموعاً في مراكز اتخاذ القرار.

إلى جانب هذه الركائز، كشف التقرير عن وعي مجتمعي متزايد بقضايا العصر، مثل الحاجة إلى نظام توجيه تربوي فردي للحد من الفشل الدراسي، وإرساء حكامة  شفافة تقرب المؤسسات من المواطنين. كما لم تغب الهواجس البيئية والصحة النفسية عن أحلام المغاربة، مما يشير إلى أن تطلعاتهم تتجاوز الاحتياجات الآنية نحو رؤية استراتيجية لمغرب أكثر عدالة واستدامة. وخلص التقرير إلى أن هذه المساهمات ليست مجرد آراء فردية، بل هي “رصيد مواطن” يتمتع بشرعية ديمقراطية تهدف لتوجيه السياسات العمومية نحو ما يخدم كرامة المواطن وثقته في مؤسساته.

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *