هذه بعض المعارك الحقوقية التي كسبتها الحركة النسوية - Marayana
×
×

هذه بعض المعارك الحقوقية التي كسبتها الحركة النسوية

طالبت الحركة النسوية ولا تزال تطالب بمزيد من حقوق المرأة الأساسية، فالنضال مستمر ما دامت المساواة الكاملة لم تتحقق.
لكن، وعودة للتاريخ، شكل النضال النسائي قوة رئيسية وراء تغيرات اجتماعية كبرى في حقوق المرأة.
في هذا المقال، نماذج ضمن أخرى كثيرة، لحركات نسوية بازرة عبر التاريخ

الحركة النسوية في العصر الحديث، كانت بالتأكبد، سببا رئيسيا وراء وصول النساء حول العالم إلى مرحلة، لم يعدن فيها قابلات للمساومة على حقوقهن المدنية والسياسية والاجتماعية.

نضال طويل للنساء، مكنهن من تحقيق مجموعة من المكتسبات التاريخية، اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.

في هذا المقال، نحاول الكشف عن بعض المعارك التي خاضتها الحركة النسوية عبر تاريخها، والتي حققت من خلالها العديد من المكتساب التاريخية التي ما زالت تُحصنها المرأة إلى اليوم.

“كاوسا خوستا” والحق في التوقيف الإرادي للحمل

في 21 فبراير 2022، انتزعت الشبكة النسوية “كاوسا خوستا”/(قضية عادلة)، حكما تاريخيا بكولومبيا من المحكمة الدستورية يقضي بإلغاء تجريم التوقيف الإرادي للحمل، حتى الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل.

كاوسا خوستا هي شبكة نسوية تضم أكثر من 90 منظمة محلية وإقليمية ودولية، وتجمع 140 ناشطة نسوية، انتزعت هذا الحق بعد رحلة من التقاضي منذ سنة 2006.

قبل 2006، كان التوقيف الإرادي للحمل مجرما بشكل قطعي في كولومبيا، قبل أن تنتزع  الشبكة حكما بتقنين جزئي للتوقيف الإرادي للحمل يشمل حالات الحمل الناتج عن الاغتصاب وتشوه الأجنة، والحفاظ على حياة وصحة المرأة الحامل.

قرارات لم ترق إلى متطلبات الحركة، فاستمرت نضالاتها من أجل إثبات عدم فعالية تحديد الحالات التي يمكن الحصول فيها على توقيف قانوني للحمل .

الشبكة وصفت الحالات بكونها محدودة، من خلال التركيز على أوضاع النساء الأكثر هشاشة من المعنفات على أسس عنصرية، وكذا الريفيات والمُفقرات.

سنة 2020، بدأت الشبكة النسوية “كاوسا خوستا” بجمع الأدلة عن معاناة النساء المهاجرات إلى كولومبيا من فنزويلا تحديدا، وعدم تمكنهن من الوصول إلى خدمات التوقيف الإرادي للحمل بشكل آمن، في حين أن عدم توفر وسائل منع الحمل في بلادهن يشكل سببا لهجرتهن.

بدأت الحركة، من جانب آخر، في جمع بيانات دقيقة، وتوسيع دائرة البحث، المتمثلة في تنوع التمثيل الجغرافي الذي لا يركز على الحملة المركزية. بالإضافة لذلك، شكل التقاضي الاستراتيجي أهم ملمح من ملامح النضال الكولومبي، فمررت من خلاله تجارب النساء ومعاناتهن  بهدف تشكيل الرأي العام حول التوقيف الإرادي للحمل، مع التركيز على ضعف الأسس القانونية التي جرم على أساسها التوقيف الإرادي للحمل، بالتركيز على ملامح التمييز بين النساء التي يكرسها تحديد حالات التوقيف الإرادي للحمل بشكل قانوني.

كان تركيز النسويات في كولومبيا بشكل أساسي على الفوارق الطبقية بين النساء. تجليات ذلك ظهرت في وعيهن بهوامش الحرية التي يوفرها المال للنساء الأغنى، أو ما ييسره موقع النساء في المناطق الحضرية من قدرة على الوصول للمعلومات أو الحصول على خدمة مقارنة بالنساء في الريف في ظل تقنين جزئي للتوقيف الإرادي للحمل بشكل آمن بعد 2006.

يوم المرأة المصرية

تحتفل مصر في 16 مارس من كل سنة بـ“يوم المرأة المصرية“.

تفاصيل إقرار 16 من مارس يوما للمرأة المصرية، يعود إلى فترة الكفاح ضد الاحتلال البريطاني بمصر.

تظاهرت في هذا اليوم سنة 1919، أكثر من 300 سيدة بقيادة هدى شعراوي رافعات أعلام الهلال والصليب كرمز للوحدة الوطنية.

تظاهرة أدت إلى استشهاد حميدة خليل، وإصابة هدى شعراوي برصاص الجنود البريطانيين.

أُسِّست بعد ذلك شبكة “الاتحاد النوعي لنساء مصر”. شبكة منحت المرأة المصرية العديد من المكتسبات التاريخية.

في 16 من مارس 1928، دخلت أول دفعة من الفتيات إلى جامعة القاهرة. ليتم بعدها، مباشرة بعد استقلال مصر، منح المرأة المصرية الحق في الانتخاب والترشح للمناصب الرسمية في البلاد.

الحركة العمالية… تاريخ من المكاسب

ترتبط الحركة النسائية العاملة في روسيا ارتباطا وثيقا لا ينفصم عن حركة العمال بشكل عام. فالنساء العاملات، بوصفهن ينتمين لطبقة البروليتاريا، برزن في كل الاحتجاجات التي نظمها العمال في كل مرة تعرضت فيها حقوقهم للانتهاك.

تتزامن بداية الحركة النسائية العاملة في روسيا مع أولى بوادر الوعي الذاتي للطبقة البروليتارية، في أولى محاولاتها بالضغط الجماعي من خلال الإضرابات والمظاهرات.

شاركت العاملات مشاركة فعالة أثناء الانتفاضات العمالية التي شهدتها مجموعة من المصانع بروسيا في الفترة ما بين 1872 و1878، اضطرت خلالها الحكومة القيصرية للمسارعة بتقنين التشريعات التي تحظر العمل الليلي للنساء والأطفال، والذي دخل حيز التنفيذ عام 1885.

بالرغم من ذلك، كانت الحركة العمالية النسائية اقتصادية بطبيعتها، يغيب عنها الطابع السياسي، فمثلا، كان انتماء امرأة عاملة لحزب محظور سياسيا أمرا استثنائيا ونادرا، ولم تكن من بين الأهداف العامة لحزب العمال الاشتراكي استهداف النساء العاملات.

الوعي السياسي للمرأة العاملة بدأ خلال الثورة الروسية 1905.

في مارس 1905، وقت الانتخابات، رفضت لجنة شيدلوفسكفي قبول النساء كمندوبين للعمال، مما أثار اللغط بين النساء.

رُفض السماح بإعطاء العاملات حق التمثيل، واختيار مجلس الدوما الأولى والثانية، واحتججن بصخب ضد هذا القانون الذي حرمهن من أي صوت في مسألة انتخاب ممثلي البرلمان الروسي.

انتزعت الحركة النسوية بعد الثورة البلشفية عام 1917 مجموعة من الحقوق السياسية والاقتصادية، باعتبارها كانت فاعلة بشكل كبير إلى جانب الرجل في هذه الثورة، فطبقت الدولة السوفييتية مشروعها الخاص الهادف إلى التعبئة السياسية والاقتصادية للمرأة تعزز حقوق المرأة، وتمنحها حق الاقتراع، ووفرت لها الوصول إلى التعليم والعمل.

نساء ضد الفصل العنصري

في 9 غشت سنة 2000، أزيح الستار عن نصب تذكاري في مدينة بريتوريا، أطلق عليه “النصب التذكاري لنساء جنوب أفريقيا”.

النصب أنْشأ تخليدا واحتفالا بحدث وقع عام 1956.

تعود تفاصيل الحدث إلى المسيرة النسائية التي جرت في 9 غشت 1956، في بريتوريا، جنوب إفريفيا، والتي سعت من خلالها النساء إلى الاحتجاج على إدخال قوانين تمرير الفصل العنصري للنساء السود في عام 1952.

منظمة “اتحاد نساء جنوب إفريقيا”، وضعت ميثاق أسمته “ميثاق الحرية“، قدمت من خلاله وثيقة لرئيس الوزراء آنذاك هانز ستريجدوم، يهدف إلى تلبية احتياجات المرأة من الإسكان والتعليم والأجر المتساوي، والحقوق المتساوية مع الرجل فيما يتعلق بالممتلكات والزواج والوصاية على الأطفال. لتضمنه بعد ذلك مطلب إلغاء إدخال تصاريح للنساء السود، والمتمثلة في حمل النساء السود دفاتر المررور أو جوازات السفر المحلية، مما يقيد حركتهم في البلاد.

بذلك، ساهمت المرأة في جنوب إفريقيا بشكل فعال في إنهاء نظام الفصل العنصري، وحققت مجموعة من المكتساب بعد سقوطه، إذ حاولت الحكومة بعد ذلك العمل على التكافؤ من حيث عدد النساء في البرلمان، وتقلدها لمناصب وزارية وقيادية، علاوة على إدخال قوانين لحماية المرأة من العنف الأسري والعنف القائم على النوع الاجتماعي.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *