في ظل موجات الحر الاستثنائية التي يشهدها المغرب… مرايانا تقدم بعض الإجراءات للحفاظ على السلامة الصحية
46,5 درجة مئوية، أعلى درجة حرارة سجلتها المملكة المغربية خلال الفترة الحالية، جعلت المغرب ضمن 10 دول أكثر تسجيلا لمعدلات الحرارة.
موجات الحر الشديدة تعتبر من أكثر التحديات الجوية التي تؤثر على صحة الإنسان، خصوصا عندما لا يتم اتخاذ الإجراءات الضروية للتخفيف من ذلك.
لذلك، نقدم في هذا المقال بعض النصائح التي يجب الأخذ بها من أجل تخفيف وطأ الحر والحفاظ على السلامة الصحية.
لا تزال درجة الحرارة في المغرب، خلال السنوات الأخيرة، تسجل أرقاما قياسية، غير أن هذه السنة عرفت موجة حر استثنائية لم يشهدها المغرب من قبل.
مجموعة من المدن، التي لم تعتد هذا النوع من الطقس خلال هذه الفترة، سجلت أرقاما غير مسبوقة، حيث وضع موقع “إلدورادو ويذر”، المتخصص في قياس درجات الحرارة عبر العالم وتوقع حالات الطقس على مدار كل يوم، ثلاث مدن مغربية ضمن قائمة أكثر 15 مدينة سجلت أعلى معدلات للحرارة على المستوى العالمي، صباح يوم الأحد 29 يونيو 2025.
مدينة بن كرير احتلت المركز العاشر عالميا، حيث سجلت درجة حرارة وصلت إلى 46,5 درجة مئوية، متبوعة بمدينة القنيطرة، التي جاءت في المركز 14 عالميا، بدرجة حرارة بلغت 45,8 درجة مئوية، في حين احتلت مدينة تارودانت المركز الخامس عشر والأخير ضمن الموقع ذاته، إثر تسجيلها درجة حرارة تجاوزت 45 درجة مئوية.
وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية بالمغرب، أعلنت الأحد 29 يونيو 2025، أن الحرارة المسجلة خلال الأيام الأخيرة في عدة مدن، تجاوزت في بعض الأحيان المعدلات الموسمية بواقع 20 درجة مئوية، خصوصا على المحيط الأطلسي، خاصة أن هذه الموجة زادت من حدتها رياح “الشركي”، والتي تجعل التنفس الطبيعي أمرا صعبا.
من جانبه، كشف تقرير صادر عن البنك الدولي عن سيناريو مناخي مقلق، حيث أشارت التوقعات إلى أن المملكة ستواجه، بحلول عام 2050، موجات حرارة استثنائية، تشكل تهديدا مباشرا لصحة الملايين من المواطنين، وبل ولاستقرار الاقتصاد الوطني.
التقرير أورد أن المغرب يشهد ارتفاعا في درجات الحرارة بمعدل 0.43 درجة مئوية كل عقد منذ عام 1971، وهو رقم يتجاوز المتوسط العالمي بشكل واضح. علاوة على أنه من أبرز التحديات التي تنتظر البلاد، تضاعف عدد الأيام التي تتجاوز فيها درجات الحرارة 35 درجة مئوية، حيث ستمتد هذه الفترات لتصل إلى شهرين كاملين سنويا بحلول 2050، بدلا من شهر واحد في الوضع الحالي.
هذا الارتفاع الحاد والاستثنائي، سيضاعف من المخاطر المرتبطة بالصحة العامة وحرائق الغابات.
هل يمكن مواجهة موجات الحر؟
موجات الحر هاته، تعتبر من أكثر التحديات التي تؤثر بشكل واضح وكبير على صحة الإنسان، خاصة عند التعرض لضربات شمس قوية قد تؤدي للوفاة.
في هذا المقال نعرض بعد الإجراءات والنصائح التي يمكن أن تخفف من وطأة الحر والحفاظ على السلامة الصحية.
– يوصي الخبراء بضرورة الإكثار من شرب المياه والسوائل الطبيعية، من أجل المحافظة على رطوبة الجسم، مع ضرورة الابتعاد عن المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو الكحول لأنها تعزز من جفاف الجسم.
– تجنب ممارسة الرياضة خلال فترة الذروة (ساعات الظهر والعصر): يجب تجنب ممارسة الأنشطة الرياضية الشاقة في فترات الحرارة الشديدة، ويمكن اختيار تمارين رياضية منخفضة التأثير، مثل اليوغا والتي تتضمن حركات أبطأ ودون مشقة.
– يوصي الخبراء، من جانب آخر، بضرورة ارتداء القبعات والنظارات الشمسية، وحتى استخدام المظلات، والتي تخفف من تأثير التعرض المباشر لضربات الشمس القوية.
– تساعد الملابس ذات الألوان الفاتحة، كذلك، على عكس الأشعة الشمسية، مما يساهم في خفض حرارة الجسم، عكس الألوان القاتمة، خاصة الأسود، والتي تمتص الأشعة والحرارة، مما يزيد من الشعور بالحر. كما يساعد الاستحمام على الاسترخاء والشعور بالانتعاش وخفض درجة حرارة الجسم.
موجه الحرارة تشكل خطرا على صحة الجميع، دون استثناء، غير أن الرضع والأطفال والنساء الحوامل والمسنين، هم أكثر عرضة لخطر موجة الحر، مقارنة بالفئات الأخرى، خصوصا الراشدين.
منظمة اليونسكو قدمت، في هذا السياق، مجموعة من الإجراءات للتخفيف من موجه الحر على الأطفال والرضع والنساء الحوامل.
فيما يخص الرضع والأطفال، أكد التقرير على ضرورة التحقق بانتظام في ما إذا كان الطفل عطشا أو متعرقا، أو إذا كان يشعر بجفاف ولزوجة في فمه، أو يعاني من صداع… في هذه الحالة لا بد من اصطحابه فورا إلى مرفق للرعاية الصحية. علاوة على ضرورة التحقق من ارتداء الطفل أو الرضيع لملابس فضفاضة، والتي ستساعده في منع الطفح الجلدي الناجم عن الحرارة، وتفادي الشعور بالحرارة المرتفعة.
منظمة اليونسكو أوصت في تقريرها بضرورة شرب الطفل لكميات كافية من الماء، بشكل منتظم وعلى امتداد اليوم.
بالنسبة للنساء الحوامل، شدد التقرير، على الحاجة للقيام بجدولة الزيارات الطبية وأي مهمات أخرى في أوقات أقل حرارة خلال اليوم، لمنع التعرض للحرارة العالية. إضافة إلى ضرورة النوم في أماكن أبرد، من قبيل الطوابق السفلية التي تكون أقل حرارة.
التقرير أوصى، كذلك، بتجنب قيام النساء الحوامل بالكثير من الأنشطة عندما تكون درجة الحرارة في الجو مرتفعة، وتجنب الخروج بشكل نهائي إذا تجاوزت الحرارة 40 درجة مئوية.