نائلة التازي خلال المناظرة الثانية للصناعات الثقافية والإبداعية: الاستثمار في الثقافة فرصة للجميع! - Marayana - مرايانا
×
×

نائلة التازي خلال المناظرة الثانية للصناعات الثقافية والإبداعية: الاستثمار في الثقافة فرصة للجميع!

“الاحتفاء بالتراث والاستثمار في التقدم”… كان هذا هو شعار النسخة الثانية من المناظرة الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، التي تم تنظميمها يومي الثاني والثالث من أكتوبر بالرباط. هذه الدورة عرفت حضورا وازنا من المهنيين والمسؤولين، حيث شارك ما يقارب 600 شخص من مختلف المجالات.

المناظرة جمعت خبراء مغاربة ودوليين، جاؤوا لتبادل تجاربهم وتسليط الضوء على المشاريع العاجلة التي يجب تنفيذها لدفع القطاع إلى الأمام، وربطه بالتوجهات العالمية واستغلال كامل إمكانياته.

في مداخلتها، أكدت نائلة التازي، رئيسة فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية، على أهمية قطاع الثقافة والفن كرافدين للصحة النفسية والعقلية للمواطنين في جميع الأوقات، وتحديدا في أوقات الأزمات، كما حدث في فترة كوفيد19.

كما أشارت لعدد من المعطيات حول الأهمية الاقتصادية لقطاعات الثقافة والفن والإبداع سواء في التنمية الاقتصادية أو إدماج النساء.

“إن الفن قدر. والفنان غالبًا ما يكون وحيدًا أمام خياله وموهبته، بعيدًا عن التقاليد وعن المتعارف عليه. الفنان يفضل أن يبقى بعيدًا عن الإكراهات الإدارية، ليكرس نفسه بالكامل لعمله.إنها معركة روحية، لكنها مكثفة، وغالبًا ما تظل غير مرئية لعيون الآخرين”، قالت نائلة التازي.

من هذا المنطلق، أكدت رئيسة فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية على أن التمويل يبقى أحد أهم ركائز الإبداع الحر، وعلى أهمية خلق شراكات بين القطاعين الخاص والعام لدعم قطاعات الثقافة والفن. “إن هذه اللقاءات تشهد على عزم بلادنا إدراج المؤشرات الاقتصادية والرأسمال البشري في مسار جديد، وهو نموذج للتنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة”، أضافت رئيسة فدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية.

في مداخلتها، دعت نائلة التازي المشاركين لتحويل قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية إلى رافعة مستدامة للتنمية، تساهم في الإدماج؛ كما ذكرت بضرورة اقتناص الفرص الحالية لكي يساهم هذا القطاع فعليا في نشر الإشعاع الثقافي المغربي في إفريقيا وكذلك لدى مغاربة العالم، ولكي يساهم في رفع التحديات التي يواجهها المغرب اليوم بطاقاته وشبابه.

المناظرة قدمت أرقامًا مشجعة، حيث شهد القطاع زيادة بنسبة 33% في إنشاء الشركات منذ عام 2019، ونموًا بنسبة 20% في الوظائف المصرح بها، وأن قطاع الثقافة والفن يبقى أحد أهم القطاعات التي نجحت في إدماج النساء بنسبة حوالي 50 في المائة من فرص الشغل المتاحة. هذه النتائج عززت الثقة في ضرورة تسريع دعم القطاع، الذي أظهر مرونة وقدرة على التكيف خلال أزمة جائحة كوفيد-19، مما يجعله جاذبًا للمزيد من الاستثمارات ورواد الأعمال.

وتمحورت النقاشات حول قضايا الوصول إلى التمويل، التي اعتبرها الكثير من المهنيين عائقًا كبيرًا أمام تطوير القطاع. كما تم عرض تجارب مبتكرة مثل التمويل الجماعي\التشاركي (Crowdfunding)، كحلول لفتح آفاق جديدة لدعم المشاريع الإبداعية. كما طُرحت فكرة إنشاء صندوق تمويل مشترك بين القطاعين العام والخاص، ليكون أداة لدعم المشاريع الثقافية بناءً على تقييمات متخصصة تعزز جودة الإنتاج الوطني.

بلاغ الجهة المنظمة أضاف أن التجارب الناجحة على الصعيد الدولي سمحت بفتح النقاش حول أهمية إنشاء صندوق عام – خاص مخصص لتمويل المشاريع الثقافية؛ إذ ستمكن هذه المقاربة، التي تقع في منتصف الطريق بين الرعاية والدعم المالي، الممولين من تحليل المشاريع من قبل خبراء مؤهلين في مختلف المجالات، مما يعزز جودة الإنتاج الوطني.

هذه الدورة شهدت أيضا توقيع اتقافية بين مؤسسة التمويل الدولية التابعة لمجموعة البنك الدولي و”تمويلكم”، والتي مثلها على التوالي ديفيد تينيل، المدير الإقليمي لمنطقة المغرب العربي، وهشام زناتي السرغيني. وتهدف هذه الشراكة إلى دعم القطاع الثقافي والإبداعي من خلال ثلاثة محاور رئيسية: دراسة السوق، وبرنامج الدعم الثقافي، وعرض التمويل. هذه الاتفاقية بين القطاعين العام والخاص، والقائمة على نهج جديد لتعزيز نظام بيئي متين، يسمح بترسيخ الثقة، وبناء الطريق نحو الآخر،

في اختتام هذه المناظرة، أكد المشاركون على أهمية الاستثمار في الصناعات الثقافية والإبداعية، وتسريع استغلال الفرص التي تتيحها للمهنيين، لا سيما في هذه المرحلة التي يعرف فيها هذا المجال نقلة ملحوظة. ودعوا إلى الاعتماد على ميثاق الاستثمار من أجل إعطاء دينامية للاستثمارات في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية.

يذكر أن المناظرة تم تنظيمها تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بشكل مشترك بين وزارة الثقافة والشباب والتواصل، وفدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، وبدعم من الاتحاد الأوروبي.

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *