هشام روزاق يكتب: بماذا سيقذف المغاربة الطالبي العلمي؟… أخنوش باع الحجر.
أخنوش ومن معه، لم يكتفوا بتحويل المشهد السياسي إلى “قيسارية”. هم اليوم، يبيعون القيسارية نفسها.
في النهاية… الموروكومول السياسي الذي وعدنا بالصولد والريباخا، هو نفسه الموركومول الذي باع المحلات للغير، وفوت الخدمات لشركات المناولة، وأعلن بيع البلد في عملية “Liquidation totale”.
وحده الطالبي العلمي سيخرج رابحا من هاد البيعة وشرية…
الطالبي العلمي الذي قال ذات يوم: “غادي نعطيوا للمواطن 2500 درهم ويلا ما قبطهاش يجري علينا بالحجر”، كان يعرف جيدا ربما، أن…حكومة أخنوش، ستبيع الحجر والشجر، وأن المغاربة “ماغايلقاو باش يشيرو”.
“ما الذي سيحدث في بلد كالمغرب، لم يحسم بعد نهائيا مع سؤال جوهر السلطة، لو فشلت وصفة أخنوش المقترحة؟
ما الذي سيحدث، حين يتم تغييب كل البدائل الممكنة، لفائدة بديل واحد، اختبر كثيرا في السابق، وتفوق دائما في الفشل؟
الذي سيحدث، للأسف، لن يخبرنا به أخنوش و”صحافيوه”… ذلك أن الحروب، يخوضها جنودها، أما وحدات الإسعاف… فإنها تحصي الموتى والجرحى… والمعطوبين فقط”.
… كانت هذه، خاتمة مقال بعنوان: “أخنوش؟ قبله… دمر بيرلوسكوني دولة!”، كتبته سنة 2019. لكن…
لم أتصور حينها، أن وحدات الإسعاف هذه، ستتحول بهذه السرعة، إلى نيران “صديقة”، تزيد من عدد الموتى والجرحى والمعطوبين، عوض الاكتفاء بإحصائهم.
في النهاية، النموذج “السياسي” الذي قُدم للمغاربة بعلامة تجارية اسمها أخنوش، لم يحتج لكثير من الوقت، كي يكشف أن منطق الموروكومول الذي حول المشهد السياسي المغربي إلى “قيسارية”، لم ينتبه كثيرا لمنطق السوق. ففي “القيسارية”، ليس هناك تجار رابحون دائما. هناك أيضا، تجار أضاعوا رأسمالهم، وتجار أعلنوا إفلاسهم، وتجار كانوا ينتظرون أرباحا أكثر… وهؤلاء في النهاية، هم من بدأ بعضهم اليوم يخرج، ولو باحتشام (ماشي بمعنى الحشمة والخجل)، كي يعلنوا إفلاس نموذج أخنوش، ومحاولة استعادة رأسمالهم الضائع.
نموذج الموروكومول الذي وعد الفقراء بأجرة شهرية أكبر، وزيادات في المعاشات و2500 درهم لكل مواطن (واللي ما قبطهاش يضربنا بالحجر)، كما قال الطالبي العلمي، لم يتصور ربما، أن أول من سيبدأ “التشيار بالحجر”، هم بالضبط، صناع تلك الاستراتيجية الإعلامية التي راهنت على الماركوتينغ، وأهملت في الأصل… توفير بضاعة صالحة للاستهلاك.
… وكما اكتشف “تجار القيسارية” السابقين، أن الربح الذي وُعدوا به في صفقة هنا أو منصب هناك!، قد تبخر، وأنهم أضاعوا “الفضل وراس المال” كما يقول بسطاء المغاربة، اكتشف هؤلاء البسطاء بدورهم، حجم الكارثة التي لم تعد كل “فيترينات” المروكومول، تستطيع إخفاءها، رغم كل “عروض التخفيضات” و”الريكلام”.
أخنوش ومن معه، لم يكتفوا بتحويل المشهد السياسي إلى “قيسارية”. هم اليوم، يبيعون القيسارية نفسها.
حكومة أخنوش، وعكس عقيدتها الراسخة في الإشهار والماركوتينغ و”ضريب الطر” للترويج لبضائع افتراضية، قامت، على أرض الواقع، وبكامل السرية، ببيع أصول جامعات مغربية، ومباني عمومية، ومستشفيات و… قامت ببيع الأصول، مع الاستمرار في استغلال هذه الأصول، مقابل أداء سومة كرائية للملاك الجدد. يعني ببساطة… “الحكومة باعت القرد، ولكن… غايضحك علينا اللي شراه”.
حكومة أخنوش، قامت هنا، بتفويت أكثر من 100 مليار درهم من أصول الدولة إلى الرأسمال الخاص، تحت مسمى “التمويل المبتكر”… وأعتقد شخصيا، أن المبتكر الوحيد هنا، ليس هو التمويل، بل هو طريقة وفكرة بيع البلد.
حكومة أخنوش… التي قدمت برنامج عملها في الموروكومول ذات يوم، بيافطات إشهارية تعد بــ: تحقيق معدل نمو اقتصادي سنوي بوتيرة 4 بالمائة، وخلق مليون فرصة عمل صافية ورفع معدل نشاط النساء، وانتشال مليون أسرة من الهشاشة والفقر، وأداء دخل الكرامة الشهري لكبار السن… هي نفسها اليوم، الحكومة التي حققت أهم رقم قياسي في تاريخ المغرب، حين رفعت نسبة البطالة، بكامل التفوق والإتقان، إلى 13 في المائة، وهي… الحكومة التي انخفض معها معدل نشاط النساء الى 19 في المائة.
هي نفسها… الحكومة التي لم تتجاوز نسبة النمو الذي وعدت به، 3 بالمائة، و”دمرت” أو لنقل، نجحت في حذف وإهدار 181 ألف فرصة عمل خلال سنتين، وهي نفسها… الحكومة التي نجحت في تحقيق ارتفاع نسبة إفلاس المقاولات بــ 15 في المائة السنة الماضية، وارتفاع نسبة المديونية العمومية، لأول مرة في تاريخ المغربـ، إلى 90 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
ولأن كل هذه الأرقام لم تكن كافية لإعلان إفلاس وإغلاق “المروكومول السياسي” في وجه الحركة التجارية، فقد كان ضروريا أن ننتظر تقريرا آخر، بعد تقارير المندوبية السامية للتخطيط وبنك المغرب…
التقرير هذه المرة، جاء من مؤسسة عمومية أخرى، هي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، الذي وقف على عدد من الاختلالات “تؤدي إلى ظهور أفواج جديدة من الشباب الذين لا يشتغلون، وليسوا بالمدرسة، ولا يتابعون أي تكوين”، وهي فئة تتراوح أعمارها بين 15 و24 سنة، وسبق أن قدّرت المندوبية السامية للتخطيط عددها بمليون ونصف المليون مواطن.
في النهاية… الموروكومول السياسي الذي وعدنا بالصولد والريباخا، هو نفسه الموركومول الذي باع المحلات للغير، وفوت الخدمات لشركات المناولة، وأعلن بيع البلد في عملية “Liquidation totale”.
وحده الطالبي العلمي سيخرج رابحا من هاد البيعة وشرية…
الطالبي العلمي الذي قال ذات يوم: “غادي نعطيوا للمواطن 2500 درهم ويلا ما قبطهاش يجري علينا بالحجر”، كان يعرف جيدا ربما، أن…
حكومة أخنوش، ستبيع الحجر والشجر للخواص، ويكريوه من عندهم، وأن المغاربة “ماغايلقاو باش يشيرو على الطالبي وأشباهه”…
كان يعرف جيدا… أن المغاربة، ما غيلقاو قدامهم غير الدعوات باش… يشيرو بيها على هاد القوم، طبعا … إيلا ما باعتش حكومة أخنوش أصول المساجد والأضرحة للخواص، ورجعات الدعاوي بالفلوس.
وهذا بعض من كلام.