سناء العاجي الحنفي: سعد لمجرد: المغتصب بريء… حتى حين تثبت إدانته
سيكون من الضروري والمفيد رمزيا، ربما، أن نسمع في القريب من الأيام أن ملك المغرب، في دعم رمزي منه لقضايا النساء وحقوقهن، سحب من سعد المجرد الوسام الملكي. حتى لو كان حصوله على الوسام سابقا عن الإدانة بالاغتصاب.
سحب الوسام من مدان في قضية اغتصاب، ستكون له رمزية كبيرة في دعم النساء ضحايا العنف وضحايا الاغتصاب!
سيكون سحب الوسام مفيدا وضروريا ربما… كي لا يظل وسام دولة معلقا بفخر، على صدر مدان في قضية اغتصاب.
ماذا لو تعلق الأمر بفنانة مغربية معروفة ومحبوبة، توبعت بتهمة العنف الجنسي والاغتصاب؟ ماذا لو اعترفت هذه الفنانة، في المحكمة، بتعاطي الكوكايين، وشرب الكحول، والسهر في نادي ليلي، والتعرف على شاب أعجبها، ومرافقته للفندق، وتقبيله، و”تعنيفه بشكل لا إرادي”… هل كان الجمهور سيتعاطف معها بهذا الشكل الهستيري الذي نتابعه اليوم في قضية سعد لمجرد؟
كيف يمكننا اليوم أن نقرأ، سوسيولوجيا ونفسيا، كمّ التعاطف مع رجل، مهما كانا مشهورا ووسيما ومحبوبا، وهو متابع في أكثر من قضية اغتصاب؟ مع ماذا نتعاطف، في النهاية، مع حقه في الاغتصاب؟ مع حقه في تعنيف النساء بما أنه مشهور ووسيم وغني؟ هل وضع المتعاطفون أنفسهم، للحظة واحدة، مكان الضحايا (أولئك اللواتي بلّغن وأولئك اللواتي لم يستطعن التبليغ)؟
هل نتذكر، اليوم، حملات “الدفاع عن الأخلاق” حين تم تسريب نسخة غير مكتملة من “الزين اللي فيك”؟ هل نتذكر كيف وقف مثقفون وفنانون والآلاف من الأشخاص “يدافعون عن الأخلاق” بسبب وجود مشاهد عري واستهلاك للمخدرات والكحول… في فيلم تخييلي؟
والآن، أمام واقعة يعترف فيها سعد المجرد نفسه بالعنف (حركة لا إرادية، كما سماها!!!)، وأمام تعدد الحالات التي تتابعه في نفس الوقائع (دون الحديث عمن لا يجرأن على فضح هذا العنف… خوف يمكن تفهمه أمام ردود الأفعال الحالية)، وأمام وجود أدلة قطعية (قوله لموظف في الفندق أنْ ليس لديها حجج (No proof)، الرسالة التي توصل بها من امرأة أخرى تقول له إنه كان عنيفا ( I do not feel well…You have been violent)، وجود صور بورنوغرافية لأطفال في هاتفه، إضافة إلى اعترافه هو نفسه بـ “العنف اللارادي” واعتذاره للضحية من قلب المحكمة،… )، أتساءل صدقا: عمَّ يدافع من يدافعون عنه؟ عن الحق في الاغتصاب؟ عن حقه في استهلاك الكوكايين وتعنيف النساء بعد ذلك؟
“لورا ذهبت معه بمحض إرادتها للفندق”… نعم. وهي لم تنكر ذلك أبدا… لكن استعمال هذ الحجة هو في حد ذاته تعبير عن سوء فهم عميق لمفهوم التراضي والقبول. هل وجودها معه في نفس الغرفة، حتى لو كانت حبيبته أو خطيبته أو زوجته، يعطيه الحق في ضربها واغتصابها؟ متى سنعي أنه، في علاقة سوية بين طرفين، من حق أي واحد أن يقرر إيقاف العلاقة، في أي مرحلة، وعلى الطرف الثاني أن يحترم هذه الرغبة… وأن ما دون ذلك هو اغتصاب؟
كذلك، متى سنعي أن الاغتصاب لا يعني الإيلاج فقط؟ وأن كل انتهاك لجسد الآخر دون رغبته يكون اغتصابا؟
سيكون من المخجل ربما، بعد متابعتنا لتفاصيل قضية سعد المجرد، أن يتساءل البعض، في قضايا الاغتصاب الأخرى: ولماذا لم تتحدث الضحية إلا الآن؟ ولماذا سكتت كل هذه السنوات؟ لماذا لم تفضح الاغتصاب في حينه؟
حين نتابع كمّ التبريرات في كل مرة للدفاع عن المغتصبين، لا يسعنا، ولا يسعني شخصيا، إلا أن أعبر عن الكثير من الإعجاب ومن الاحترام للورا بـ.، لأنها صمدت كل هذه السنوات. لأنها لم تتنازل رغم كمّ العنف والهجوم الذي تعرضت له. رغم التشكيك في سمعتها ونواياها. بالمناسبة، سيكون أيضا من المفيد أن نذكر أنها، لو كانت ترغب فقط في استغلال شهرته كما يدعي البعض، لكانت وافقت على الإغراءات المادية المحتملة لكي تسحب الدعوة!
صمود لورا للدفاع عن حقها في رد الاعتبار النفسي والمعنوي، هو صمود باسم كل النساء اللواتي تعرضن للعنف من طرف لمجرد وغيره، وممن لم يستطعن فضح العنف والاغتصاب.
لذلك، وباسمهن جميعا، فـ “لورا” تستحق التقدير لأنها صمدت كل هذه السنوات، رغم الهجوم العنيف والمستمر.
شكرا لها لأني متأكدة أن هذه القضية، رغم كل التشوهات التي نتابعها في النقاشات حولها اليوم، سيكون لها ما بعدها في زعزعة التصورات حول الاغتصاب وحول التراضي وحول حقوق الضحايا.
ولأن قضية لورا بـ. مع مغتصبها سعد، تكتب في هذه الأثناء حكاية تاريخ جديد للانتصار للضحايا، ولأن التاريخ سيذكر سعد كمغتصب مدان ـــ على الأقل في قضية واحدة ــ فإنه سيكون من الضروري والمفيد رمزيا، ربما، أن نسمع في القريب من الأيام أن ملك المغرب، في دعم رمزي منه لقضايا النساء وحقوقهن، سحب من سعد المجرد الوسام الملكي. حتى لو كان حصوله على الوسام سابقا عن الإدانة بالاغتصاب.
سحب الوسام من مدان في قضية اغتصاب، ستكون له رمزية كبيرة في دعم النساء ضحايا العنف وضحايا الاغتصاب!
سيكون سحب الوسام مفيدا وضروريا ربما… كي لا يظل وسام دولة معلقا بفخر، على صدر مدان في قضية اغتصاب.
قال رسول الله :”كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”.
اما قضية سعد فأخذ جزائه وأتمنى أن يتعلم من الدرس،و أن يحسن من معاملاته مع نفسه والآخر،وبكونه مغربي ولديه”أتباعvierge”اتمنى أن يقتدوا بحسن اخلاقه في المستقبل لأن له تربية أسرة مغربية قديرة.
أتفق مع الاستاذة على إدانة اغتصاب الفتيات والنساء ولكن ،لابد كذلك من إنصاف الاطفال الذين اغتصبهم الأجانب في المغرب وخاصة الفرنسيون منهم .وتحياتي وتقديري
الم يهرب لمجرد من امريكا حين تآكد بانه سيسجن لا محالة وهو ما تم بالفعل , ومن المتوقع ان تطلب امريكا تسليمه حين تنتهي عقوبته .